تمر علينا الذكريات، خلال عمرنا الذي قضيناه، وكان هباءاً منثوراً، لأجل سواد عيون خدم الصهيونية العالمية، المتمثلة بالحكام العرب، الذي يمولوا أيّ مشروع تراه أمريكا، بل ويتسارعون لبذل الغالي والنفيس لكسب رضا أسيادهم، وهذا موضوع يقودنا لحقبة التسعينات، عندما دخل صدام الكويت، وسيناريو سرقة حاضنات مستشفى في الكويت، حيث أتوا بطفلة أمام هيئة الأمم المتحدة، تتكلم الإنكليزية بطلاقة! وكيف لا وهي مولودة في أمريكا، وبعد مضي السيف وحدث الذي حدث، إنكشف زيف من كان يقف وراء ذلك المشهد التمثيلي، الذي أجادت إبنة السفير الكويتي بأدائه .
المشهد يتلخص: إدعاء دولة الكويت بأن الجيش العراقي، وخلال غزوه أنه قام بعض الجنود، برمي الأطفال الخُدّج على الأرض وسرقة تلك الحاضنات، والطفلة تسرد الحادثة المزعومة وتبكي بُكاءاً مراً، مما جعلت كل من كان في تلك القاعة يبكي بحرقة، مصدقين الذي حدث وكأنه حقيقة! ولم يعلموا أن من يقف وراء هذا شركة هوليودية، إختصاصها صنع دراما بإمكانها التلاعب بمشاعر المشاهد تصل لحد الصدمة، وبالطبع إنكشف المستور متأخراً، والرأي العام الأمريكي لم يعر تلك الحادثة أي أهمية، وكأن الذي حدث كان حقيقة! ولا يهمها ذلك الأمر .
بعد دخول اللجنة الخاصة للأمم المتحدة وضعوا نصب اعينهم تلك الحاضنات ولم يعلم صنّاع الدراما أن تلك الحضنات تحمل كود الشركة والرقم التسلسلي ومن هي الجهة المستوردة لتلك الحاضنات وعند تفتيش كل المستشفيات العراقية لم يجدوا أيّ حاضنة مما كانت تدعي تلك الطفلة الشيطانة ولم يكن ببال كل الجالسين في القاعة كيف كانت ابنة السفير تتقن اللغة الإنكليزية وهي كويتية ولم تخطأ أبداً ولم يبادر أي احد بسؤالها عن مكان سكنها وكيف خرجت من الكويت وهي تشاهد كيف كان الجنود العراقيين يسرقون تلك الحاضنات المزعومة .
إتخذت الأمم المتحدة قراراتها المجحفة بحق الشعب العراقي، وفرضت علينا حصاراً، حكومة صدام كانت غير مشمولة به! وتجاهلت كل الحقائق التي ظهرت مؤخراً، وتغافلت عن سيناريوهات كثيرة، وكذبة إمتلاك العراق للأسلحة النووية، وباقي الأباطيل التي تم كيلها، والمقصود في النهاية إنهاك العراق بمساعدة حكومة البعث، التي يترأسها صدام آنذاك، ولو كانت صادقة في أمرها لأزاحت صدام من كرسيه، عندما وصل نورمان شوارتسكوف لمدينة السماوة، وجاء الأمر من بوش، أنه: يجب الإبقاء على صدام! بغرض توازن القوة في الخليج، لإستكمال باقي السيناريوهات المعدة سلفاً، من قبل عراب السياسة الامريكية “هنري كيسنجر” .
ترامب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية بدأ حملته الانتخابية، بفرض الإستحواذ على نفط المنطقة، وعلى حكام الخليج الدفع ليبقوا على كراسيهم الهزيلة! التي ملت من تصرفاتهم بمساندة عوران المملكة، الذين يفتون ما يروق للملك وحاشيته وعائلته، التي تتحكم بمصائر ومقدرات شعوبهم، وبتقدم خطوة ويتراجع بأخرى! ولحد اليوم لا نعرف بالضبط على ما ينوي فعله بالمنطقة، وضرب سوريا بصواريخ توماهوك أول الغيث وهو الذي قال قبل أيام: أنه يجب القضاء على الإرهاب في كل من سوريا والعراق! وطائراته بالأمس ضربت السكان الموصليين، وأحدثت كارثة راح ضحيتها المدنيين العزل، يقابله الصمت العربي والأممي .
العذر الذي طرحته الحكومة الأمريكية هو: معاقبة سوريا من غير الرجوع للأمم المتحدة، وإتخاذ قرار أُممي بضربها لأنها إستعملت الكيمياوي، وهي التي أفرغت كل مخزوناتها، وسلمتها لــ اللجنة المختصة والمبتعثة من قبل الأمم المتحدة، موقعة على تعهد بعدم إستعمال الأسلحة الكيمائية مهما كانت الضروف، وكان الأجدر ضرب الإرهابيين الذين إستعملوا تلك الأسلحة في أكثرمن مرة، وهنا يتم تطبيق مبدأ “حرام علينا وحلال لغيرنا”! وما هو مصير الإرهابيين في العراق وهل هناك ضربة للجانب العراقي كما حصل في سوريا ؟.
معاقبة الحكومة السورية بهكذا إجراء، يبعث على الحيرة! لان هذا العمل يقوي شوكة الإرهاب، وتجاهل الطرف الروسي المتواجد، بطلب من الحكومة السورية، وهو بالطبع مسجل لدى الأمم المتحدة، وهو قانوني، ولا يمكن جعله بمصاف الإحتلال أو غيره من التسميات الأمريكية، فهل أحست أمريكا بأنه لا يمكن قتل مجنديها المرتزقة؟ خاصة بعد زيارة الملك سلمان، ولقائه ترامب، ودفع ثمن تلك الصواريخ، التي أطلقتها البوارج الامريكية ؟ وماهي الخطوة الثانية بعد تلك الضربة الجوية وماهو مصير الوعود بضرب الإرهابيين، المتواجدين في كل من العراق وسوريا، فهل ستتم مساعدتهم وتسليحهم من جديد، وبدأ سيناريوا غير الذي سبق، والبدأ بمرحلة العلن بعدما كانت في الخفاء .