18 ديسمبر، 2024 11:40 م

ترامب يشكّل ناتوعربي لمواجهة إيران ..!!

ترامب يشكّل ناتوعربي لمواجهة إيران ..!!

تسعى إدارة الرئيس دونالد ترمب، لإقامة تحالف أمني وسياسي مع دول الخليج العربي ،إضافة الى مصر والاردن ،وهذا التحالف يهدف بالدرجة الاساس للتصدي للتوسع اليراني في المنطقة، وتعزيز التحالف بخصوص الدفاع الصاروخي ومكافحة الارهاب، وصف بأنه تحالف لناتو عربي( سُنّي)، يشبه حلف شمال الاطلسي الناتو، وسمّاه ترمب، تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي ،وسيدعو الرئيس ترمب لعقد قمة مع الدول المعنّية ،لإعلان هذا التحالف في 12و13 تشرين اول المقبل ،هكذا سرّبت مصادر أمريكية مهمة في واشنطن هذه الأخبار، هذه المعلومات والأخبارمن شأنها، أن تزيد التوتّر بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران، رغم إنها وصلت الى مستويات خطيرة ، منذ أن إنسحب الرئيس ترمب من الاتفاق النووي الايراني، وفرض عليها حصاراً تأريخياً قاسياً عليها ، ولكن لند قراءة ما يجري على الأرض سياسياً وعسكرياً وإعلامياً بين الطرفين، وما هي اهمية الناتو العربي لدول الخليج العربي، ولمصر والاردن، وما هو تأثيره النفسي والإعلامي على إيران،هل هو فزّاعة لتخويّفها ، أم هو تحالف إستراتيجي طويل الأمد ،للحفاظ على أمن وإستقرار منطقة الشرق الاوسط من الخطر الايراني، والتي تعاني من الفوضى والحروب وتغوّل الارهاب ،الذي تدعّمه وترعّاه وتموّله وتسلحّه إيران علناً،بكلَّ أشكاله (السنّي والشيعي)، وخطره على مستقبل المصالح الاستراتيجية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، ومنه تأخير إنجاز المشروع الامريكي في إقامة الشرق الاوسط الكبير الذي تعمل عليه منذ نصف قرن،علماً أن زيارة الرئيس ترمب في قمة السعودية العام الفائت، قد وقّع فيها على صفقة أسلحة ،وصفت بانها أكبر صفقة في التاريخ، إذن الناتو العربي إذا ما أعلن ، فسيكون بقيادة وإشراف امريكا ورعايتها، وهذا ما يضمن نجاحه وفاعليته، ثم إنه إضافة مهمة الى التحالف الدولي الذي تقوده امريكا ويضم بريطانيا وفرنسا والمانيا وبعض الدول الاوربية ، وبهذا الناتو تكمل إدارة ترمب إنشاء تحالفات عسكرية كبيرة ،أكبر وأوسع من تحالفاتها إبان غزو وتدمير العراق لمواجهة خطر إيران، وهذا ما كانت تخطط له ،الإدارة طوال سني ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق،ويتزامن هذا التحالف مع التسريبات الامريكية والغربية، حول قيام التحالف الدولي بعمل عسكري، ضد إيران في الاشهر القادمة،يشمل مفاعلات إيران النووية ومراكز، ومعسكرات ومقرات الجيش الايراني ،ومقرات القيادة العسكرية للحرس الثوري، وتعطيّل جميع أجهزة الاتصال في إيران ،بإستخدام خطة(نترو الالكترونية ) وجميع القواعد العسكرية والاماكن الامنية الحسّاسة،كل هذا يجري على الصعيد العسكري ،لتهيئة الراي العام العربي والعالمي، وتعمل الادارة الامريكية على تضييق الخناق الاقتصادي على غيران من خلال عدة إجراءات وقرارات صارمة وتحذيرية لاوروبا وغيرها، منها ما تم تنفيذه من منع الدول الاوروبية من إستيراد النفط الخليجي، وترحيل الشركات النفطية والصناعية والاستثمارية الاوروربية الكبرى من إيران ، وتوقف تصدير النفط السعودي والكويتي وسيتبعه الاماراتي من التصدير عبر مضيق هرمز وباب المندب، و وضع بعض البنوك الايرانية والغربية على لائحة الارهاب ومنع التعامل معها لتمويلها الارهاب والحرس الثوري، وغيرها من الاجراءات القاسية التي لم تشهدها إيران عبر تأريخها، وما هبوط قيمة التومان الايراني لأدنى مستوياته ،إلاّ دليل على فاعليّة الحصار الاقتصادي الخانق ونجاحه على إيران، وظهور بوادره في التظاهرات الغاضبة في جميع مدن إيران ضد النظام، في حين التدخل العسكري الايراني في سوريا يشهد إنحساروإنتقاداً من حليفها الروسي. الذي يطالبها بالرحيل من الاراضي السورية ، بعد قمة ترمب- بوتين في هلسنكي ، ووضع ميليشياتها في العراق ولبنان واليمن على لائحة الإرهاب ، إذن قيام ناتو عربي هو مطلب عربي قبل أن يكون مطلباً أمريكياً، لسبب بسيط هو التهديّدات الايرانية اليومّية وخطر داعش،ضد دول الخليج العربي ،وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وعلى لسان الرئيس روحاني ووزير دفاع ووزير خارجيته ، إضافة الى خطر تنظيم داعش الارهابي الذي طرد من العراق وسوريا، وأصبح خطره على الحدود السورية- العراقية، والسورية -الاردنية ، والعراقية- السعودية ، وفي كلا الحالتين ، يمثل الناتو العربي إستجابة لتحديات كبرى في المنطقة لجميع دول الشرق الاوسط،، وما تمثلّه إيران بأذرعها وميليشياتها التي تهدّد بها مستقبل المنطقة، وغلق مضيق هرمز ،وقصف العواصم العربية بالصواريخ الباليستية ، كان آخرها قصف مطار دبي الدولي والاراضي السعودية، وقصف ناقلات النفط العربية والاجنبية، إذن ياتي تشكّيل ناتو عربي ، إستكمالا للتحالف العربي الاسلامي، في وقت هو من أخطر الاوقات التي تمر بها المنطقة العربية، والتي تجلس على بارود نفط قابل للانفجار بأية لحظة، ونحن نرى تصاعد التصريحات والتهديدات المتبادلة بين الادارة الامريكية وبين إيران وأذرعها في المنطقة، والتي تقترب من إعلان حرب عالمية ثالثة، تصرّ إيران بتغولها على إشعالها في الشرق الاوسط، لتصدير أزماتها الداخلية ، وإبعاد شبح الحرب الداخلية عنها، وإشغال العالم بحربٍ خارج الاراضي الايرانية، كالتي تفتعّلها ،في إندساس عناصرها وتوابعها وميليشياتها في تظاههرات الجنوب العراقي الغاضب ، ضد حكومة العبادي وسوء إدارتها وفسادها، فهي تريد خلق حرب أهلية شيعية – شيعية ، بشّر بها أتباع إيران في العراق قبل الانتخابات، وهاهي بوادرها وأنيابها تتجسّد ،في حرق المؤسسات الحكومية وتدميّر ممتلكات الدولة، والهجوم على الشركات النفطية الاجنبية لترحيلها من العراق، وإيقاف عملها لأغراض وأهداف إيرانية ، ولزعزعة أمن العراق وتشويّه هدف التظاهرات العشائرية السلمية في مدن ومحافظات العراق في الجنوب والوسط، لهذا تدخلت مرجعية النجف، وطلبت من الاحزاب الايرانية الحاكمة الإسراع في تشكّيل حكومة ، وإنهاء الفراغ الدستوري والبرلماني، وتنفيذ مطالب المتظاهرين بسرعة، قبل إنفلات الاوضاع الامنية، وخروجها عن السيطرة، وهي تدرّك حجم الصراع القائم بين الادارة الامريكية وايران حول تشكيل حكومة عراقية تابعة لكلا الطرفين، وما تواجد مبعوث الرئيس ترمب بريت ماكغورك وحراك السفير الامريكي في بغداد ،وإجتماعه مع رؤساء القوائم الفائزة والقيادات الكردية،ومطالباته بالإسراع في إنهاء أزمة فضيحة تزوير الانتخابات في العدّ والفرز، إلا لكي تضمن الادارة الامريكية، تشكيّل حكومة أمريكية القراروالولاء، بعيدة عن العباءة الايرانية، التي تصرّ وتهدّد إيران بضرورة تشكيل حكومة تابعة لها ولاءاً وقراراً،وتحيداً من قادة الحشد الشعبي، وكان قادة بعض الميليشيات قد هددت بتفجير الاوضاع الامنية إذا لم يشكل الحكومة أحد قادة الحشد الشعبي، إذن ادارة ترمب تحث الخطى لاستكمال تشكل حكومة عراقية بمقاس أمريكي، لكي تتفرّغ لمواجهة إيران هناك، وربّ قائل يقول ، لايمكن أن تنّفذ إدارة الرئيس ترمب هجوما على إيران،أو تعلن الحرب عليها ، ونقول أن أمريكا مصممة على تغيّير النظام الايراني مهما كلف الامر ،حتى لو بإستخدام القوة العسكرية كما نوهت ذات مرة، وهي خطّطت له وتنتظر الإشارة فقط ،ولكن تستخدم طرقا بديلة الان كالحصار والتظاهرات وإسقاط الحكم من الداخل بفعل الحصاروغيره، وقصقّصة أجنحة أذرعها في المنطقة ،وإنهاء نفوذها العسكري في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان، وعندها تجهز عليها بسهولة ، رغم قوة التهديدات الايرانية الفارغة فهي نمر من ورق ، وقد نخرها الفساد والحصارمن الداخل، والحصار الاقتصادي القاسي الآن ،أحد أهم أدوات أسقاطها ، ودعم المعارضة الايرانية بكلّ مسميّاتها ورقة اخرى وإستراتيجية تستخدمها في الوقت المناسب كما فعلت في غزو العراق وإحتلاله ، الناتو العربي فرصة ثمينة، وعليهم إستثمارها، لتغيّيرنظام الملالي في طهران، الذين تغوّلوا وأفسدوا في الارض…