22 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

ترامب يرسم خارطة الشرق الاوسط     

ترامب يرسم خارطة الشرق الاوسط     

كثرت التكهنات والتحليلات السياسية ،حول مستبقل العالم عموما ،والشرق الاوسط خاصة ،بعد إستلام دونالد ترامب منصبه الجديد ،رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، فما هي حقيقة الدور الذي سيقوم به الرئيس ترامب، في أعادة رسم الخارطة السياسية الجديدة للعالم،وخصوصا منطقتنا العربية،بعد أن إنتشر فيها سرطان الاسلام المتطرف الراديكالي ،والمتمثل في الدول التي يحكمها الاسلام السياسي ويغذي ويدعم الحركات والتنظيمات والاحزاب الاسلاموية المتطرفة والتكفيرية ،لذلك كانت الرسالة الاولى في خطاب ترامب هي (القضاء على الاسلام المتطرف والارهاب وقلعه من جذوره في المنطقة )، ثم تطرق ترامب الى دور هذه الدول وضرورة البدء بتجفيف تلك الفصائل والمنظمات التكفيرية والمتطرفة ،والتوقف عن دعمها ماليا وسياسيا واعلاميا ، بل وذهب الى أبعد من هذا ، وهو الكشف عن الموارد المالية والاستثمارات ومصادر تمويلها ،
والبدء فورا بمحاصرة ومحاربة هذه التنظيمات الارهابية ،ومحاصرتها في مكان واحد ،ليسهل القضاء عليها ، ويقصد الاراضي السورية والعراق وايران، بإعتبارها مأوى وممولا ومعقلا لهذه التنظيمات ،دون أن يفرق ترامب في خطابه وتصريحاته قبل حفل التنصيب،بين تنظيم الدولة داعش والميليشيات الطائفية التي تشرف عليها وتسلحها وتدعمها وتمولها إيران مثل حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية ، ولم يغفل الدول التي تحكم بإاسم الاسلام السياسي كالمملكة العربية السعودية وايران ،إذن استراتيجية ترامب واضحة لا لبس فيها ،أن امريكا مصممة على القضاء على الاسلام السياسي الارهابي المتطرف بكل أشكاله والوانه،وهو لم يخف هذا منذ حملته الانتخابية الاولى ،عندما اعلن وطالب بطرد الاسلام المتطرف من امريكا وعدم السماح للمسلمين المتطرفين ،من الدخول الى امريكا ، والانوبعد ان اصبح ترامب رئيسا لاكبر دولة في العالم ، ما الذي ينتره العالم منه ، ففي خطاب التنصيب قال ،أيضا كلاما مهما وهوأن امريكا عازمة على اجراء تحالفات جديدة والنظر بالتحالفات السابقة، وان امريكا ستعمل انشاء تحالفات على انقاض تلك التحالفات ، لكي تعيد لامريكا مكانتها الدول وتعوض عن خسارتها في سياستها الخارجية الفاشلة في عهد الرئيس اوباما ، 
وفي أول رد فعل فوري على تصريح الرئيس ترامب هذا،تصريح وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف امس قائلا حول مؤتمر الاستانة ( ان لاحل سياسي وعسكري في سوريا دون مشاركة الادارة الامريكية ،)، مباركا العهد الجديد لامريكا في المنطقة،في حين صرح مكتب الرئيس بوتين ،بأن الرئيس بوتين سيتصل بالرئيس ترامب لتهنئته بمنصبه الجديد)، إضافة الى هذا التحول الملفت في العلاقة الامريكية- الروسية، سيجتمع ولاول مرة وزير الخارجية الروسية لافروف في انقرة ،بالمعارضة السورية ،وهذا أهم تطور استراتيجي يتماهى مع سياسة ترامب واستراتيجيته ،في عزل المعارضة السورية والفصائل المسلحة السورية،عن التنظيمات المتطرفة مثل النصرة فتح الشام وتنظيم داعش ،في وقت وصلت الخلافات السياسية الروسية-الايرانية مراحل صعبة ،واختلاف استراتيجي في معالجة الملف السوري،وتفضيل الحل العسكري ايرانيا ،مقابل الحل السياسي روسيا،اذن العلاقة الايرانية –الروسية في تقاطع كامل ينذر بقطيعة،مقابل تكامل كبير امريكيا وروسيا في النظر الى ملف الشرق الاوسط ومعالجته بسلة واحدة دون تجزيء، وهذا يتقاطع كليا مع المشروع الايراني في التوسع واقامة الهلال الشيعي إعتمادا على الجيش الايراني الشيعي،الذي اعلنته ايران قبل أشهر من حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية وفصائلها المسلحة ، اذن اصبح واضحا ،أن إيران قد اصبحت بمشروعها في خانة من يحاربهم الرئيس ترامب ،ونقصد به الدول الراعية والداعمة للارهاب، وبما أن حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية وتنظيم داعش وجبهة النصرة هي تنظيمات متطرفة تعمل تحت اسم الاسلام السياسي فهي ضمن اجندة ترامب في مواجهتها والقضاء عليها، اما في السعودية فالامر مختلف ،بالرغم من السعودية لاتملك ميليشيات ولاتدعم أية تنظيمات ارهابية كجبهة النصرة وداعش ،بل هي من إكتوى بنارهما معا ،فعليها سيقع واجب التوقف عن دعمها من خلال المناهج والكتب والفتاوى الفضائيات التي تشجع وتدعم (الجهاد والمجاهدين)،
 دون مسمى محدد ، وعليها التوقف فورا عن دعمها بقصد أو بدون اعلاميا أ أو من خلال المنابر وغيرها وهكذا بقية الدول التي يحكمها الاسلام السياسي في المنطقة، دون استثناء، نعم سيعمل ترامب وبوتين معا لمواجهة الارهاب وداعميه عسكريا وسياسيا واعلاميا، وربما تقوم حرب عالمية ثالثة تحت عنوان محابة الارهاب والدول الداعمة له ، وهكذا تتلاقى استراتيجية ترامب-بوتين في القضاء على الارهاب ،وتوحيد الخطاب السياسي الامريكي –الروسي في مرحلة ما بعد داعش العراق، وما مؤتمر الاستانة ،إلا إيذانا ببداية عصر جديد، لعزل التنظيمات الارهابية بكل الوانها وأشكالها ،عصر اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط ،على وفق استراتيجية امريكية ورسية،بدأت ملامحها تتشكل في العلاقة المقبلة الحميمة بين ترامب وبوتين،وهي بكل تأكيد ليست علاقة سياسية ،بقدر ما هي علاقة اقتصادية بنيت على أسس سياسية، تؤسس لعلاقة طويلة المدى في أخطر منطقة في الشرق الاوسط هي العراق وسوريا، والتي باتت السيطرة عليهما امريكيا ورسيا واضحة المعالم ،خاصة بعد تفرد امريكا في العراق وبناء قواعد عسكرية له في بعض محافظات العراق، مقابل بناء قواعد عسكرية وبحرية روسية في سوريا، بعد أن طمست ‘يران في مستنقع سوريا من خلال رفضها سحب مستشاريها وجيشها للحرس الثوري وميليشياتها العراقية وحزب الله اللبناني،من الاراضي السورية ،والذهاب الى اقصى مدى في التحالف مع النظام السوري، والمحاولة خطف القرار السياسي والعسكري السوري ،تمهيدا لاعلان اكتمال الهلال الشيعي المرتقب التي بشرت به إيران أكثر من مرة،مقابل حماية النظام من السقوط،كما صرح بذلك اكثر من مسئول ايراني (لولا ايران لسقطت دمشق)، (واذا سقطت دمشق سقطت طهران)و (ونسعى لاعلان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية)، وهكذا يمضي المشروع الكوني الديني الايراني الى نهايته، بالتغول والتوغل في الاراضي السورية والعراقية ،ورفض التفاوض في مغادرتها ، وهنا يمكن لاستراتيجية ترامب وبوتين أن يلتقيا في اعلان صريح وواضح أان ايران تشكل خطرا بميلشياتها على الامن والسلم العالمي، وهي الان تزعزع امن الشرق الاوسط ،وتريد ادخال المنطقة كلها في حرب طائفية وعرقية وقومية،من خلال تغول ميليشياتها الطائفية ودعمها لها عسكريا وتسليحياى ،وهذا أخطر ما في عملية دعم ورعاية الارهاب والمنظمات الارهابية في المنطقة ،وهذا بحد ذاته إشارة صريحة على ان الهدف الاول لاستراتيجية الرئيس ترامب هي التصدي لايران وميليشياتها ،بالتمهيد لحلها وتحجيمها وتفكيكها في المنطقة كلها،تمهيدا أيضا لاحلال الاسلام المعتدل محلها،وهو ما ترفضه إيران رفضا قاطعا لانه يتقاطع كليا مع مشروعها ، إذن المواجهة بين إيران والعالم كله مسألة وقت ، لاسيما وان ترامب يعمل على استنهاض وتجديد حلف الناتو ايضا وتهيئته لاداء دوره العسكري الذي شابه الخمول والشيخوخة ، إذن من اولويات ترامب انشاء تحالفات جديدة فرنسية وبريطانية وروسية وتركية  وهكذا، وهذه التحالفات تلتقي في مواجهة عدو واحد تجب القضاء عليه بسرعة فائقة،قبل ان يصل وينتشر كالسرطان في دولها ،وهو في طريقه حتما اليها ،ونقصد به تنظيم الدولة الاسلامية داعش،وتغول وانتشار سطوة وهيمنة الميليشيات العراقية وتهديداتها الذهاب للحرب في سوريا واليمن ولبنان وغيرها،
وهذا يشكل خطا احمر بالنسبة لامريكا وفرنسا وبريطانيا،وتهديدا مباشرا لمصالحها وعلاقاتها وتحالفاتها مع الدول العربية  والاقليمية ، لذلك اعلنت بريطانيا استرتيجيتها الععسكرية مع دول الخليج العربي انطلاقا من المملكة العربية السعودية واعلان التحالف الاستراتيجي العسكري معها حين قالت بريطانيا(ان امن الخليج العربي من امن بريطانيا ومن يهددها فهو يهدد بريطانيا )، وتقصد بذلك بريطانيا التهديدات الايرانية للبحرين والسعودية ، أعتقد أن سياسة ترامب سترسم تحالفات جديدة، وترسم خارطة جديدة تشمل الجميع، وتستبعد ايران وميليشياتها والدول المتحالفة معها  ،نحن نشهد حقيقة ،عصرا أمريكيا جديدا ،بشر به هنري كيسنجر قبل ثلاثة أعوام حينما قال ،ان القرن القادم هو القرن الامريكي بإمتياز،وهاهو يتجسد هذا العصر في قيادة الرئيس ترامب في مستهل رئاسته للادارة الامريكية ،التي تمتاز بالحزم والقوة والتهديد والتشدد مع الاخرين،وما اختيار ،طاقم الادارة من أشد المتشددين عسكريا وسياسيا ،إلا دليل على ان عصرا أمريكا قد بدأ الان….. 

أحدث المقالات