8 أبريل، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

ترامب و إيران حرب نفسية أم أکثر من ذلك؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل إن التصعيد الامريکي المتواصل ضد إيران يحمل طابعا جديا أم إنه مجرد فصل مسرحي لأهداف أخرى لاعلاقة لها بأصل التصعيد، أي الاتفاق النووي؟ هل إن واشنطن تريد القيام بمناورة معينة في إطار حرب نفسية ضد طهران لإجبارها في النهاية على الانصياع لمطالبها و أهدافها؟
السياسة الامريکية بعد سقوط نظام الشاه حيال إيران، ولأسباب و إعتبارات متباينة إتسمت بالتناقض و عدم الوضوح و من إنها تسير في طرق ضبابية و ذات مفترقات متشعبة، والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار، إن النظام الذي أعقب نظام الشاه، قد تمرس و بصورة واضحة في إستغلال السياسة الامريکية القلقة و المتردة و إستثمار سقطاتها لصالحه، وقد تجلى ذلك بأوضح صوره طوال ولايتي الرئيس اوباما والتي وصفها المراقبون السياسيون بأنها العهد الذهبي للدور الايراني في المنطقة و العالم.
طوال 38 عاما من عمر السياسة الامريکية تجاه إيران بعد التغيير الذي حدث في هذا البلد في 11 شباط1979، لم تنجح هذه السياسة في السيطرة على الحالة الايرانية و جعلها خاضعة لمساراتها، بل إن الذي يثير السخرية هو إن هذه السياسة ولاسيما بعد الاعلان عن سياسة”الاحتواء المزدوج”في الاعوام المتأخرة من العقد التاسع من الالفية الماضية أيام الرئيس کلينتون، قد سارت بإتجاه التماشي و مسايرة و مداهنة إيران و سياساتها في المنطقة و العالم، في وقت إتسمت فيه السياسة الامريکية بالحدية و الحزم و الصرامة تجاه بلدان أخرى نظير العراق أيام نظام حکم صدام حسين.
المواقف الامريکية المتشددة ازاء إيران و التي بدأت تتبلور و تتوضح أکثر خلال عهد الرئيس ترامب، يمکن القول إنها بمثابة صحوة أمريکية متأخرة من سياسة يمکن وصفها بالغباء و الجهل المفرط ازاء إيران، إذ راعت هذه السياسة کل شئ عدا أمرين هما: مصلحة الشعب الايراني و المصالح الامريکية في إيران و المنطقة، وإن الاخطاء الکبيرة التي إرتکبها اوباما بتقديمه ليس العراق وانما المنطقة على طبق من ذهب لإيران، جسدت ذروة غباء و تشتت السياسة الامريکية ازاء إيران و دورها في المنطقة، بل وإن الاتفاق النووي الذي جاء بمثابة طوف نجاة و خلاص لإيران من کم هائل من المشاکل و الازمات التي کانت تحاصرها، کان لصالح إيران و سياساتها في المنطقة و العالم، بل وحتى کان بمثابة شهادة حسن سلوك دولية لطهران ازاء الانتهاکات الفظيعة التي قامت و تقوم بها تجاه الشعب الايراني.
کلمة الرئيس ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة و التي أشار فيها الى أهمية التغيير في إيران کمطلب شعبي و الى الدور التخريبي لها في المنطقة و العالم و الى الاتفاق النووي الذي صب في صالح طهران، جاءت متناسقة و متفقة مع التوجهات و الرٶى الاساسية للمعارضة الايرانية النشيطة من حيث المبدأ، بل وإن ترحيب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بکلمة الرئيس ترامب و إعتبارها” أول شهادة يدلي بها رئيس للولايات المتحدة منذ 38 عاما بشأن ضرورة تغيير الفاشية الدينية على يد الشعب الإيراني وهي ما تؤكده المقاومة الإيرانية منذ 36 عاما.”، يمکن إعتباره مٶشرا إستثنائيا غير مسبوقا قد يمهد لأحداث و تطورات مفاجأة قد تغير من سياق مسار الاوضاع في المنطقة کلها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب