18 ديسمبر، 2024 8:38 م

ترامب ونَظَرية الحَصادْ المزدَوَج.. 

ترامب ونَظَرية الحَصادْ المزدَوَج.. 

تتغيَّر الستراتيجية الامريكية مع  تغييّر الرؤساء ،، وغالبا ما تَتَشَكَّل هذه السياسات على مقاسات منطقتنا وَوِفقَ متطلبات الأمن الاسرائيلي ،،، والمتابع لسلسلة هذه النظريات يجد انها متواصلة وتُكمل بعضها بعضاً وتشكل الرؤية الامريكية طويلة الأمَدْ  لرسم معالم المنطقة ،،،، 
بوش الاب وكلينتون :  نظرية الاحتواء المزدوج ومارافق ذلك من تدمير للبنى التحتية والصناعية و من قمع للانتفاضة و حصار قاتل للشعب العراقي ..
جورج دبليو بوش : نظرية الضربة الاستباقية التي لم تهدف الى تغيير النظام بل الى تدمير الدولة العراقية  وتفكيكها واعادة تشكيلها وفق منظور الشرق الاوسط الكبير ..
باراك اوباما : نظرية التحكم عن بُعْد والفوضى الخلاقة التي ترجمتها فوضى الربيع العربي والاحداث في العراق وسوريا وظهور العشرات من المنظمات الارهابية المدعومة من حلفاء امريكا ( كما صرح  بذلك بايدن )   التي توِّجَتْ  بظهور داعش ،،ماهي نظرية ترامب ياترى  ،، 
وكيف سيتعامل مع منطقتنا ،، 

من هي الاطراف التي تُشكِّل ( الارهاب الاسلامي ) الذي يَنوي القضاء عليه ،، 
هل سيتم تحديدها وفقاً لمنظمة الايباك الصهيونية التي ترى ايران مصدراً للارهاب ، أم حسب التشخيص الاوروبي الذي يرى في الوهابية تهديداً للسلم العالمي ،،،، 
ام وفق نظرية ترامب اليمينية العنصرية  ضد  ( الشعوب الاسلامية ) التي تهدف الى تغذية الفتن وتحقير الشعوب ،،
نظرية ترامب هي كل هذا الخليط الناتِج عن سياسة الادارات الامريكية  السابقة…!!
 إذن نحنُ امام النظرية الجامعة التي سَتَتَمَخَضْ  عن آليّات  لأستِثمار نتائج السياسات السابقة لثلاث عقودٍ مضت أربَكَتْ  المنطقة وأطاحَتْ  باكثر من بلد ، ومن بَقَيَّ   متماسكاً فهو يعاني من وضع اقتصادي ضاغط ومُنهَكْ .!!!ترامب قادم ونحنُ قد كسرنا أخطَر ذراع إرهابي كادَ أن يُمزقنا …!!!
النظريات الامريكية التي نُفَّذَتْ على الارض العراقية جَعَلتْ بغداد محصنة ولديها مناعة كبيرة ضد ماهو جديد،، 
العراق وضعهُ الحالي أقوى من أي وقت مضى ، هنالك جيش وحشد وصناعة نفطية تُؤَمِنْ  كرامتنا ،، 
علينا فقط أن نأخُذْ العِبَرْ من تجاربنا السابقة مع واشنطن وأن نعتمد على امكانيات شعبنا ،،
هنالك من يحاول ان يُسوّق سياسة ترامب في المنطقة على إنها تَصُب في المصلحة العراقية في ضرب الارهاب ،،  
وهنالك من يقول أن  الرئيس الجديد رجل اعمال يبحث عن الصفقات المربحة ،،، 
ترامب جزء من ستراتيجية امريكية تَتَغيَّر أساليبها  وتحافظ على ثوابتها باستمرار،،، 
متى قدمت أمريكا خدمات مجانية ؟.  ،، وماذا سيقدم لنا ترامب بعد دَحر  داعش وتحرير العراق ؟. ،،، 
هذه ليست دعوة لمعاداة الادارة الجديدة بقدر ماهي محاولة لاستحضار التاريخ القريب في العلاقة مع واشنطن  لفهم المرحلة  ( الترامبية )  ،،
مرحلة رغم غموضها ولكنها بالتأكيد أقل  خطراً من سياسة التحكم عن بُعد التي مارسها أوباما وكلفتنا الكثير.