18 ديسمبر، 2024 7:58 م

ترامب ومحمود عباس والعراق.. خطوط وعلامات

ترامب ومحمود عباس والعراق.. خطوط وعلامات

لا ادري لماذا ساورني الفضول حين قرأت خبرا حول اللقاء الذي جمع سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي مع محمود عباس الرئيس الفلسطيني في الاردن، فساقني فضولي على غير العادة الى التواصل مع احد الزملاء في عمان لاعلم ما هو الرابط بين الرجلين؟ ولماذا يجري مثل هكذا لقاء في هذه الفترة بالتحديد؛ مع علمي ان عباس بعد لقاء ترامب كان عليه لقاء بعض الزعماء العرب، ولكن لم استطع ان اتوصل الى الخيط الذي يجمع لقاء الجبوري بعباس وما هو الرابط بين هذا اللقاء ولقاء ترامب؟.

صديقي المقيم في الاردن اخبرني ان هذا اللقاء حمل معاني كثيرة بحسب التسريبات الاولى التي يتداولها العراقيون في عمان بصورة آنية وكانها بث مباشر، فقد قال صديقي: ان محمود عباس حين التقى بالجبوري اطلعه على ما دار بين عباس وترامب وقد وعد الجبوري عباس بانه سيتحدث مع رئاسة الجمهورية والوزراء بهذا الخصوص، ليس ذلك فقط ولكن الجبوري وجه دعوة لعباس لزيارة بغداد.
لكني بادرت صديقي بسؤال بديهي..!! لماذا الجبوري بالذات؟ وما هو الرابط بين كل هذا؟ فقال: ان سليم الجبوري وبعد مؤتمر انقرة وانتخابه كزعيم للسنة وتم تأييد ذلك من خمس دول فاعلة، اصبح يمثل وجه العراق السني؛ فضلا عن منصبه كرئيس للبرلمان.

واضاف صديقي ان اغلب القادة بدأوا ينظرون الى الجبوري على انه ممثل السنة بعد اجماع الدول السنية عليه، ولاشك ان امريكا مؤيدة لذلك خصوصا وان الدول الخمس التي منحت الجبوري الثقة فضلا عن غالبية الساسة السنة هم من حلفاء ترامب، ولان محمود عباس يمتلك ذكاءا لا يستهان به، فقط بدأ يناغم هذه الفكرة خصوصا وانه يمكن ان يضرب بها عصفورين بحجر، فهو يرى ان الجبوري معتدل ويمكن ان يؤثر على ساسة التحالف الوطني (الشيعة) وكذلك يمثل قائد اعلى للسنة حاليا، ومؤيد من الدول الخمس التي هي بمثابة الركائز الاساسية الداعمة لعباس…هنا انتهى حديث صديقي..!!

هذا الموضوع ذكرني بالتسجيل الصوتي للكربولي والذي نشر بعد انعقاد مؤتمر انقرة والذي قال فيه ان ترشيح سليم الجبوري لقيادة السنة في العراق ممكن ان يمتص لنا نصف الصدمة التي ستثار ضد المؤتمر، وحينها لم يدر في خلدي ابدا ان الكربولي كان غبيا جدا، فهو لا يعلم ان الجبوري جرى عليه الاجماع لانه يستطيع التعامل مع المرحلة القادمة (مرحلة التهدأة) اكثر من غيره؛ لما يمتلكه من هدوء ولانه تم تجربته في اكثر من ازمة داخل البرلمان واستطاع الخروج منها بذكاء..

وربما ادرك عباس وغيره ذلك قبل ساستنا في الداخل؛ وبدأ العمل وفق ذلك، وربما يكون الاجتماع بطلب امريكي لاسيما وان الجبوري اصبح ممثل السنة العراقيين داخليا وخارجيا..