18 ديسمبر، 2024 5:01 م

ترامب ولعبة الدولار ضد العراق

ترامب ولعبة الدولار ضد العراق

تباين كبير في المشاعر بين خيبة الامل وبين الفرح والسرور الكبير, تلف المشهد في الشرق الاوسط مع إعادة انتخاب دونالد ترامب, لكن في العراق الواضح أكثر هو حالة من الاحباط وعدم اليقين, لما لترامب من تاريخ غير متزن خلال فترة حكمه الاولى, حيث كانت سياسته ضد خط المقاومة ومساعيه بإعادة الحكم للبعثيين والعسكر من الطائفة السنية, نعم هنالك فئة داخل العراق تؤيد عودة ترامب لان موقفها ترتكز مع الحزب المحظور البعث ومواقفها دائما ضد فصائل المقاومة العراقية, وقد ظهر جلي موقفهم بالشماتة بمقتل قادة النصر وابطال المقاومة.

ويتوقع الخبراء المحليين والغربيين ان ترامب سيلجأ الى مراقبة أمريكية أكثر صرامة لتدفقات الدولار في العراق, ويعمل على زيادة الضغط على الفصائل المقاومة المؤيدة لطهران, وقد صرح محللون سياسيون واقتصاديون عراقيون إنهم يتوقعون حدوث تحول في السياسة المالية والدبلوماسية, وهذا التحول يمكن أن يؤدي إلى تعميق التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق, وزيادة تقلبات سوق النفط.

 

·     أمريكا وتشديد مراقبة الدولار

يتوقع بعض الساسة العراقيون زيادة التدقيق الامريكي في تدفقات الدولار إلى الخارج من العراق, في ظل إدارة ترامب, حيث تمثل عودة ترامب إلى البيت الأبيض مرحلة تغيير في التعامل المالي مع العراق، امريكا المهم لديها ان تشدد الخناق الاقتصادي على محور المقاومة (العراق وايران وسوريا ولبنان), بهدف احداث تغيير في ميزان الحرب القائمة حاليا, ويبدو ان أمريكا تعتقد ان العراق يلعب الدور الأهم في كسر الحصار الاقتصادي على محور المقاومة, لذلك سيلجأون للعبة التدقيق الأعمق في تدفقات الدولار من العراق الى الخارج, من قبل وزارة الخزان الامريكية, خصوصا انها ستعمل على الحد من الانشطة التجارية غير الرسمية في المنطقة, بهدف السيطرة على حركة الدولار, وبالتالي تشدد الخناق على محور المقاومة في الشرق الاوسط, والمستفيد الأكبر من هذه السياسة الاقتصادية سيكون أمريكا والكيان الصهيوني.

وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 27 مصرفا ومؤسسة مالية عراقية، الظاهرة من فعلها انها تتهم المصارف ال 27 بغسل الأموال وتهريب الدولار, أما باطن الفعل هو حرب اقتصادية ضد فصائل المقاومة والدول الداعمة للمقاومة.

 

·     التداعيات الاقتصادية المتوقعة

وحذر من أن التدقيق قد يؤدي إلى تأخير المعاملات المصرفية، مما يدفع بعض التجار للبحث عن الدولارات في السوق الموازية، مما قد يوسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق.

خصوصا أن جهود بغداد لرفع العقوبات عن العديد من البنوك العراقية تواجه الآن تحديات أكبر، حيث أن سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤثر على أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك خطط الولايات المتحدة لخفض أسعار الطاقة المحلية إلى النصف وفرض رسوم جمركية تصل إلى 60 بالمائة على البضائع المستوردة، خاصة من الصين. وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل التجارة العالمية، وتقليل الطلب على النفط، ويؤدي إلى انخفاض حاد في أسعار النفط، مما سيؤثر بشدة على اقتصاد العراق المعتمد كليا على النفط.

مما ينذر بازمة اقتصادية كبيرة قادمة للعراق تنذر بعاصفة وفوضى داخلية, والهدف الغير معلن من هذه الاجراءات الامريكية هو تشديد الخناق على إيران.