23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

ترامب وجو بايدن، وجهان لعملة واحدة

ترامب وجو بايدن، وجهان لعملة واحدة

مع أقتراب موعد الانتخابات الامريكية أو مع أقتراب موعد بدء المعارك الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين يبدأ نشر الغسيل الامريكي الوسخ على حبال المصالح الامريكية الداخلية والكونية في لعبة انتخابية تفتقر الى ابسط حدود اللياقة والألتزام القانوني والاخلاقي. هذه المرة بدأت المعارك الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين في وقت مبكر حتى قبل الاعلان الرسمي عن مرشحيَ الحزبين لخوض الانتخابات الامريكية لعام 2020على خلفية اتهام الديمقراطيين لترامب باستغلال موقعه في التشهير بمنافسه المفترض جو بايدن. الديمقراطيون يسعون الان، في البدء باجراءات عزل ترامب على خلفية المكالمة الهاتفية بينه وبين الرئيس الاوكراني وما اكتنفها من اتهامات متقابلة؛ ترامب ومناصروه بدأوا في نشر او في النية نشر البريد الخاص لهيلاري كلنتون. ان هذه المعركة هي معركة انتخابية وبامتياز للتاثير على شعبية ترامب وليس الى عزله لانهم اي الديمقراطيون يدركون تماما بان عزلة ترامب أمر غير وارد وسوف لن ينجحوا فيه، لأنهم يحتاجون الى تأييد ثلثي مجلس الشيوخ وهذا ليس في حوزتهم، لأن المجلس أغلب اعضاءه من الجمهوريين. ان كشف الرسائل السرية بين االرؤساء امر غير اخلاقي وغير قانوني ويساهم مساهمة فعالة في انعدام ثقة رؤساء الدول في سرية مكالماتهم مع الجانب الامريكي والتى يفترض بها ان تكون طي السرية والكتمان، مما يسبب خلافات وشكوك بين دول العالم وبالذات الدول التى تربطها علاقة ما ومهما كان شكلها مع الجانب الامريكي، تحالفا أو مناطق نفوذ او عداءا. الكثير من هذه الدول تعول او يعول ساستها على من يفوز في سيرك الانتخابات الامريكية ومن الطبيعي تقع في مقدمة تلك الدول، دول المنطقة العربية وجوارها وهنا نقصد بالجوار، ايران ولو انها وبحنكة وبرغامتية لاتضع كل بيضها في هذه السلة على خلاف ممالك العرب الذين يضعون كل بيضهم في هذه السلة. جو بايدن لايختلف عن ترامب بل اكثر غولا من ترامب لجهة حماية امن الكيان الصهيوني ولو بطريقة ناعمة ولكنها هي الاكثر تاثيرا في تهيئة الظروف الموضوعية لأنتاج واقع جديد. جو بايدن صهيوني واكثر صهيونية من جميع رؤساء امريكا السابقين، وهذا ليس افتراضا او يقع في خانة التوقع بل هو واقع قبل ان يتحول الى واقع على الارض حين يصبح جو بايدن رئسا للادارة الامريكية، أفتراضا. قبل سنوات وحين كان في ذلك الوقت جوبايدن نائبا للرئيس الامريكية باراك اوباما وفي زيارة له الى تل ابيب، صرح وهذا التصريح تناقلته جميع وسائل الاعلام في العالم؛ بأن امريكا ملتزمة بحماية اسرائيل وان هذه الحماية تفرضها المصالح الاستراتيجية الامريكية، لأن المصالح بين البليدن هي مصالح مشتركة وستراتيجية، وأن وجود اسرائيل مهم جدا للمصالح الاستراتيجية الامريكية، اسرائيل لو لم تكن موجوده لعملنا على أنشائها في الوقت الحاضر.وفي مكان أخر صرح بأني لو كنت يهوديا لكنت صهيونيا.في السياق على ممالك العرب ان ارادوا حماية شعوبهم ودولهم ان لا يبنوا سياستهم على حماية الغول الامريكي الذي لايشبع من النهب والاستغلال، بل الاعتماد على الشعب في بناء وتنمية القوة الذاتية وفي جميع الحقول وبالذات المملكة العربية السعودية، فهي تمتلك ان اراد القائمين على شأنها جميع الموارد لهذا الاتجاه من البشر والثروات وسعة الارض، وهم ومن سياستهم المحابية للكيان الصهيوني بل المطبعة لهذا الكيان المسخ؛ ليس في نيتهم السعي في هذا الاتجاه، وهذا امرمؤسف ومؤسف جدا، ومشكوك فيه بل هو للحقيقة لايمكن ان يكون له وجود على ارض السياسة العربية، هنا نقصد انظمة الحكم وليس الشعب العربي؛ وهذا هو ما دفع وزير خارجية ايران في مخاطبة السعودية؛ بأن الامن لايشترى… الولايات المتحدة وبصرف النظر عن من يحكمها، فهي عبارة عن شركة أقتصاد ومال وما إليهما، شركة عملاقة، سواء الادارات المتعاقبة او الدولة الامريكية العميقة والتى يتحكم في جليهما العقول اليهودية والصهيونية الامريكية وفي جميع المجالات؛ من الاعلام ومن الدراسات الاستراتيجية الى السياسة التى تنتجها تلك الدراسات. الامريكيون يريدون السيطرة على العالم وبالذات الدول التى لاتبدي قدرا كبيرا وكبيرا جدا من الصمود في وجه ثور المال هذا..في الجانب الثاني هناك دول وشعوب قاومت تلك الهيمنة والغطرسة الامريكية ودفعت الكثير من التضحيات ولكنها في النهاية؛ أجبرت الامريكيين بعد ان شعروا بالعجز الكامل من الوصول الى اهدافهم؛ على بناء علاقة من نوع مختلف مع تلك الدول وهناك امثلة كثيرة عن هذه الدول..الأن العالم تغير أو في مرحلة التغيير الكامل نحو عالم متعدد الاقطاب او عالم تتوازن فيه القوى الدولية العظمى وحتى الدول الكبرى، الى جانب تخلل الوضع الداخلي الامريكي بالاضافة الى العمليات الجراحية الجارية ولو بهدوء وصمت، لتقزيم او الحد من نفوذ المال ( الدولار..) الامريكي في االعالم وهي فرصة كبيرة للدول التى تريد ان تواصل تطورها وتنمية قدراتها بمعزل عن هيمنة الديناصور الامريكي أو أجبار هذا الديناصور على التعامل المتكافيء معها في علاقة ضدية متوازنة معها..أذا، من الغباء البناء أو بناء السياسة المستقبلية على من يجلس في الغرفة البيضاوية في البيت الابيض..الصحيح والذي هو الأكثر بل هو الجدوى الوحيدة؛ هي البناء والاعتماد كل الاعتماد على الشعب وعلى امكانيات وقدرات البلد وفي سياسة تستفيد وتستثمر جميع مخرجات الصراع الدولي على مناطق النفوذ. وهنا من المهم ان نبين ان الروس والصينيين وبالذات الصينيون يختلفون عن الامريكيين اختلافا كليا لجهة الاقتصاد فهم لايتدخلون في نوعية وركائز الاقتصاد، على خلاف الامريكيين الذين يريدون بل يفرضون مستغلين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في رسم السياسة الاقتصادية بما يجعل منهم شريك يرسم تلك السياسة الاقتصادية للبلد..