اليوم بات ظاهراً للعيان التخبط السياسي الذي تقوم به سياسة الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. فالبيت الابيض يريد من جهة استقرار دائم لشرق اوسطي جديد مع ضمان امن وامان دولة اسرائيل ومن جهة ثانية يحاول منع اي دولة مناهضة لسياسة الولايات المتحدة الامريكية من امتلاك الطاقة النووية مهما كان اسباب استخدامها… وفي الستة اشهر الاخيرة نلاحظ ان الرئيس الامريكي يلوح بين فترة واخرى بعصا القوة واستخدام القوات العسكرية ومكنتها الحربيه ونقلها من مكان الى آخر وآخرها قرار نقل الاسطول الامريكي الى مياه الخليج العربي وتوجيه الانظار الى احتمال قيام ضربة امريكيه الى ايران. ومن حينها والمحللين العسكريين والسياسيين يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية باخبار مستقبلية ناتجة عن علم التنجيم الاعلامي.. ولم تهدأ العاصفة الى ان قامت الدفاعات الجوية الايرانية باسقاط طائرة استطلاع امريكيه متطورة جدا تصل كلفتها الى مئتان مليون دولار وبعدها بيوم او يومين اسكتت هذه الدفاعات الجوية كل الاخبار المتحمسة للحرب ليعلن الجانبين عن ان الانسانيه فوق كل الاعتبارات فالجانب الايراني قال انه كان باستطاعته اسقاط طائرة امريكيه ثانية اخترقت الاجواء الجويه الايرانية كانت تحمل خمسة وثلاثين راكب على متنها ولكن الدوافع الانسانيه حالت دون ذلك.. بعدها اعلن الرئيس الامريكي ان استشارة انسانية منعته من تنفيذ هجوم وشيك على قواعد ايرانيه تبين وجود مواطنين ابرياء فيها….
الله با لبراءة الطرفين ويا لانسانيتهم والعراق يموت فيه يوميا العشرات من الابرياء دون اهتمام من احد…
لقد تبين ان الرئيس الامريكي الحالي وهو مقبل على انتخابات 2020 يتخبط في سياسة مجهولة ومبهمة فهو يريد نصر يكون سياسي قبل ان يكون عسكري يحقق له الطموح بالبقاء في البيت الابيض لفترة رئاسية ثانية.
ولذلك مازال يستمر بلعبة جر الحبل ولانعرف هل سوف يكون قطع هذا الحبل او جره الى الجهة الاخرى في ظل سياسه مجهولة ومبهمة…..