23 ديسمبر، 2024 7:52 ص

ترامب من التحرشات الجنسية الى الفوضى السياسية

ترامب من التحرشات الجنسية الى الفوضى السياسية

لم يشهد البيت الابيض لاعبأ على كرسي الرئاسة الامريكية رئيسا مصاب بنوبات صرع سياسية تبدأ من تغريدات الصباح ومنوعاتها الدولية وتنتهي بمعارك يومية مع القضاء الامريكي ، وسبب ذلك بسيط جدا ان هذا الرجل ذا خلفية اقتصادية مشوهة ابتلت به السياسة ، رغم انه رأسمالي الى حد النخاع ، وهو من مالكي الشركات والعقارات ، وانه كان عليه ان يدافع عن ابسط مسلمات الرأسمالية الا وهي الحرية التجارية القائمة على معادات الحمائية ، غير ان الرجل فتح الباب على مصراعيه لاستعمال اسلحة الدمار الشامل في علاقات الويلايات اامتحدة التجارية مع الصين والاتحاد الاوربي واليابان . (مثلث الانتاج العالمي) كما وانه شديد اللهجة في دبلوماسية اساسها الورع واكتشاف نوايا الغير ، الا انه لا يتورع ولا يعتدل في جلسات الحوار ويستعمل كل ادوات الاستفزاز مثيرا محاوريه مما جعل الويلايات المتحدة في عداء مستمر مع دول العالم . وفي الداخل الامريكي وبسبب خلفيته الجنسية وعلاقاته المتنوعة مع النساء ، فقد كان مشغولا وبعيدا عن مصالح دافعي الضرائب بالدفاع عن ماضيه ضد دعاوى التحرش الجنسي ، ناهيكم عن كونه اول رئيس امريكي يعلن الحرب على الاعلام ، وقد كان نتيجة كل ذلك ان اصبح رئيسا غير مستقر وصاحب تقلبات سياسية ، وهي ربما مقبولة في الداخل غير انها مثيرة للجدل والاستغراب في العلاقات الدولية ، وهنا نود ان نذكر بموقفه المعاكس لمقررات الثمانية الكبار في كندا ، والتراجع عن موافقته بمجرد ركوبه الطائرة ، او تماديه بمجاملة قمة هلسنكي للرئيس الروسي ، والتصريح بعكس ذلك بمجرد وصوله العاصمة واشنطن عندما سلم بصحة التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية . او حتى موقفه تجاه محادثاه مع الرئيس الكوري الشمالي بشأن نزع الاسلحة النووية الكورية .
ان الويلايات المتحدة اليوم في شد وتراخ في سياستها الدولية ، كانت نتيجة لعقد رئيس يفتقر الى الحنكة السياسية ، كثير التغريدات ، قليل التأمل والتوقفات ، سريع الارهاصات . انتقل من عالم التحرشات الجنسية الى عالم التحرشات السياسية ، وان الاختبار الحقيقي لسياسته هذه ربما سيكون في الانتخابات النصفية في الخريف القادم ، اذ من المتوقع ان يخسر الجمهوريون عددا لا بأس به من المقاعد بسبب سياسة هذ الرئيس ، الذي هو نفسه ربما يكون عرضة للتغيير…