> يجمع الكثير ممن يعنيهم الاهتمام بالجانب الامريكي أن الرئيس الامريكي ترامب قد تم نسجه بعنايه على نار هادئه … هذه الايام بدأت العيون تتجه صوب ( هلسنكي ) عاصمة فنلنده حيث سيجتمع القطبان الروسي ( بوتين ) والامريكي ( ترامب) …وستوضع على طاولة المفاوضات ملفات المعلوم منها ملفي اوكرانيا وسوريا… والمجهول لم يصرح به بعد …الهم الكبير الذي يؤرق ترامب منذ ان تسلم قيادة اكبر دوله واعظم اقتصاد في العالم الذي يعج بمخاض كبير يدعو الى كسر احتكار القطب الواحد والمطالبه بمجتمع متعدد الاقطاب ويمثل حجم التباين بين تفكيرين.
> عموماً يظهر ان ترامب لا يعير اهتمام للجانب السياسي كاساس في التعامل …وانما يتعامل كرجل اعمال …ففي برنامجه الانتخابي تحدث عما هو مطلوب داخل الولايات المتحده وعن جدار المكسيك ووقف الهجره غير الشرعيه والصحة والرعاية الاجتماعية وضرورة عودة الشركات المهاجره وخاصة تلك العامله في الصين، والى اهمية تنشيط الاقتصاد الوطني وغيرها.
> وقبل الدخول في هذا الجانب ينبغي تشخيص مواصفات هذا الرجل القادم من خارج الحزبين الدمقراطي والجمهوري وان كان محسوباً على الجمهورين من (اصحاب المصانع الكبرى ورأس المال ) والذين ساهموا في انجاح حملته.
> ان ما يميز ترامب عن الرؤساء السابقين انه لا يقرأ التقارير وغالباً ما يطلب من مساعديه ان تكون الموضوعات التي تقدم له مطروحه بعناوين كبيرة، وفي الغالب هو لا يتبع مستشاريه! وكل ما يهتم به هو تحقيق فوائد سريعة كي يؤمن تحقيق تقدم في الانتخابات النصفية القادمة التي تمثل فرصته … انه ينظر للامور من منظار ضيق جداً في حين يبحث المواطن الامريكي عن مصلحته … مما يترك اثره على الاقتصاد العالمي قد يشابه ازمة(١٩٣٠) قرار ترامب لا يشمل منتجات الصين وحدها… وانما منتجات متعددت الجنسيه ايضاً . ..فاذا فهمنا طبيعة ترامب على قاعدة ( اذاعرف السبب بطل العجب وهي خصوصيات ومواصفات تحكم تصرفات هذا الرجل ) الذي تفرد عن اقرانه من رؤوساء امريكا بحيث اتهمهم جميعاً بالغباء… وبالحاق خسائر نتيجة سياسات خاطئه تقدر خسائرها ب( ٥٥٠) مليار دولار …انه يواجه الان الكثير من المشاكل والعقبات داخل امريكا… ويرغب في تحقيق نصر مادي ملموس وسريع …
> ومنذ تولى ترامب الرئاسه اقال واستقال الكثير من مستشاريه وابدل وزير خارجيته …واجرى تغيرات كبيره في ادارة البيت الابيض … ونصب صهره ( كوشنير) مستشاراً له …وبدأ حملته بمواجهة روسية الاتحاديه … واعترف بالقدس عايمة لاسرائيل ويحاول فرض صفقة العصر لحل قضية فلسطين على الطريقة الامروصهيونيه … والغى مشاركة امريكا للاتفاق النووي مع ايران … وهدد بسلب العراق لثروته النفطيه ( الوحيده) …واعلن على الاشهاد ان دول الخليج ماكان لتبقى لولا دعم امريكا ولانتهت منذ زمن …وطالب الجميع بدفع تكاليف حمايتهم وابتز السعودين خلال ( مؤتمر الرياض) بما يقرب من (٥٠٠) مليار دولار عدى تلك الهدايا الخرافيه التي قدمت له شخصياً …ولذلك نرى ان شرعة ترامب هو المال والمال وكان يسبق كل عمليه ابتزاز ( تهديد ووعيد )
> لقد ارسل حاملة طائرات واجرى المناورات وهدد كوريا الشماليه لكنه انتهى بالاتفاق … اذن التهديدات التي كان يطلقها هي وسيلته للابتزاز …وكذلك تخليه عن المشاركة حول تاثيرات المناخ …ودخل في سجال مع الصين حول التجاره بين البلدين وواجه روسيه بالحصار بسبب اوكرانيه وامور اخرى …ولم يتوقف بل وجه سهامه الى كندا جارته وحليفته …وكذلك خلافه مع الاتحزد الاوربي ابتدأها بفرض الرسوم والضرائب على الالمنيوم والحديد الخام وامتد ليشمل الكثير من السلع والخدمات المختلفه ٠
> وخالف قواعد منظمة التجاره الدوليه التي انشأت عام ١٩٩٥ بهدف تحقيق انسياب السلع والخدمات بين مختلف دول العالم … والتي تدعو الى تحرير التجاره في حين يدعو ترامب الى تقيد التجارة والتي سينتج عنها… ارتفاع اسعار السلع والخدمات وارهاق المستهلكين واضطراب في الاسواق … وهي تعتمد على عنصر التكاليف اذا كانت منخفضة وتشكل الحافز بانتقال الكثير من المصانع الى الصين وشرق اسيه … فالصين تصدر الى امريكا (٥٥٠) مليار سلع مختلفه في حين تصدر امريكا للصين (١٢٥) مليار ثم ان لدى الصين (١/٧) ترليون دولاراً في الخزينة العامة الامريكيه فان تم سحبها من قبل الصين فستتعرفل حركة النشاط للاقتصاد الامريكي …وتدخله بمشاكل وخسائر كبيره يتحملها هو قبل غيره …وعند دعوة ترامب بعودة الشركات فستكون اسعار السلع مرتفعه وسيحدث خلل واضطراب في السوق الاميكيه … لان الاجور في الصين للعامل تساوي (٣) دولار في الساعه …في حين ان اجور العامل الامريكي تساوي (٢٠) دولار في الساعه اضافه الى رخص المواد الاوليه الداخله في الانتاج …والانتاج المتحقق …وقد يكون المنتج في الصين افضل من حيث ( النوعيه .. والمتانه ..والجوده .. والكفاءه) وارخص سعراً وهناك المزيد من الامثله ٠
> وعموماً سيواجه ترامب مشاكل كبيره نتيجة العجز في الميزان التجاري رغم انه يحدد الرابح والخاطر …ثم ان السلع الصينيه تجد لها رواج واسع وكبير في اسواق امريكا …لكن ترامب ضرب بكل هذه الامور عرض الحائط ٠
> ان احتمال انسحاب ترامب من الاتحاد الاوربي ومطالبته الدول المنضويه بدفع تكاليف الانفاق على حلف الاطلسي … في. ظل هذا السجال الكبير فان العالم قد يواجه اكبر صراع اقتصادي في التاريخ نتيجة ( اعادة النظر بالاسعار والرسوم الگمرگيه المؤشرة على حركة السلع ولذلك نجد الكثير من الدول تحاول الان الدفاع عن مصالحها بفرض الرسوم على الصادرات الامريكيه ( الاتحاد الاوربي ..المانيه بالذات… وروسية الاتحاديه)
> هذه هي سجية هذا الرجل وسلوكه وتصرفاته … لاحروب وانما تهديد وابتزاز للدول الاخرى … وهي تمثل قيمه وسلوكه انما هو المال…وعلينا ان لا نتوقع حدوث حروب … وانما سيستمر نمط جديد من الصراع …وفي عُرف ترامب. من يدفع يؤمن جانبه فهل سيمثل هذا سلوك جديد في السياسه الدوليه؟؟
> يبدو ان مقًولة ان العالم الراسمالي تقوده مصالحه الحيويه … وهو ليس مؤسسه خيريه اجتماعيه ( راي صحيح)
> العالم اليوم امام تحولات دراماتيكيه كبيره … لكن علينا ان لا نفرط بالتشاؤم ( لان طبيعة الصراع ستكون هكذا ) …. وسنرى