23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

ترامب رابح رغم فشله في نهاية المطاف

ترامب رابح رغم فشله في نهاية المطاف

بالرغم ما يردد الكثيرون بأن ترامب هو شخص مهرج ليس له دراية بالسياسة،وكأن من سبقوه كانوا أدرى منه،وأنه ليس لديه برنامج …بالرغم من ذلك كله فنحن لو قرأناه جيدا لوجدناه أكثر وضوحا من الآخرين وصادق مع نفسه مع أنه خدع منتخبيه وفاز بالرآسة بواسطتهم; واضح للمتابع من خلفية ترامب كملياردير ورجل أعمال ومن ميزات شخصيته بحبه للمظاهر والشهرة أن الرجل لم يدخل ويندفع في المعترك السياسي دفاعا عن متوسطي الدخل والعاطلين وسعياً وراء إعادة مجد أمريكا المهدور فهو لو خُيّر بين ثروته ورفعة بلده لأختار دون أدنى تردد ثروته ونسائه.يخطأ من يعتقد أنه جاء دون برنامج عمل متكامل ومخطط موضوع منذ فترة ليست بالقصيرة.فالرجل محاط بمجموعة من المستشارين لتصويب برنامجه الذي يمكن التعرف على خطوطه الرئيسية من خلال تصريحاته وتوجهاته، ويمكن أيجاز برنامجه بثلاثة مراحل كل مرحلة تؤسس للاحقة; الأولى إنتخابية مبنية أساساً على التحريض الشعبوي العنصري والديني وتوجيه الحقد ضد الأقليات الضعيفة وبيع فلم الحلم الأمريكي في الأزدهار والقوة للبسطاء من منتخبيه من جهة وإشهار العصى الغليظة بوجه الدول العربية والأسلامية،وتخفيض إلتزامات الولايات المتحدة العسكرية مع حلفائها من جهة ثانية للترهيب والتأسيس للمرحلة التالية.المرحلة الثانية وهي الأهم بالنسبة له، بعد أن تم وصوله لسدة الحكم وحقق حلم لشهرة، وتتمثل بالمبادرة بما يسميه تحديث البنى التحتيىه وهو مشروع عملاق ستكون لشركاته العقارية والأنشائيه المعلنة والخفية حصة الأسد وتوزيع الحصص والفتات على بقية الأصحاب والمريدين،

وبإستخدام أيدي عاملة رخيصة تحت شعارات التنافسية والتضحية الوطنية من أجل أمريكا الغد.ولتحقيق هذا الهدف سيحتاج الى تهدئة داخلية فيتراجع عن عنجهيته وعنصريته قليلاً أو موقتاً وأن يهدئ أيضاً النزعة الأمريكية في التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول أو الأنفاق العسكري ولذا هو سيطرح في هذه المرحلة نظرته في الحوار مع الروس لأحتوائهم وكسبهم والتفاهم في الملفات العالقة كسباً للوقت في حين أنه لايفعل الشيئ نفسه مع الصينيين بل ويأمل على تحريض الروس ضدهم في مرحلة لاحقة.إذا ماتحقق ما يصبو إليه في هذه المرحلة ولو جزئياً وهي ستأخذ سنوات طويلة قد تستمر لما بعد ولايته، فأنه سيتوجه للمرحلة الثالثة وهي إعادة تفعيل دور لوبيات الصناعة العسكرية وإشراكها في مشروعه بإعادة أمجاد أمريكا وستكون هذه المرحلة أخطر المراحل لأنه ستمكنه من الكشف عملياً عن عنصريته وعنفه في الداخل والخارج خصوصاً إذا ما كتب له لفوز بولاية ثانية.وفي كل الأحوال وحتى عندما سيفشل في تحقيق وعوده وهو سيفشل حتماً فسيخرج فاشلاً كسياسي ولكن رابحاً كرجل أعمال يوظف كل شيئ حتى عائلته من أجل المال والشهرة.