19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

ترامب .. رئيس خفيف اليد

ترامب .. رئيس خفيف اليد

يمتاز الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب بخفة اليد ولا يستخدم هذه الخفة في السحر او اغراض اخرى وانما استخدمها في اصدار الاوامر والقرارات والمراسيم الرئاسية .
خفة يد ربما قد اعتادها ترامب في عقد الصفقات كونه قادم من من عالم المال والتجارة , الا ان هذا النظام قد لا يتطابق مع عالم السياسة .. السياسة التي يوصي محترفوها ( بضبط النفس ) والا فان هذه الخفة ستتحول الى عجلة وفي العجلة الندامة كما يقولون.ترامب ومنذ حملته الانتخابية اتبع نهج التصريحات والمواقف المتعجلة فلم يسلم منه الحلفاء او الجيران او الاصدقاء اونجوم الفن او رجالات الصحافة وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة.
واذا كانت عجلة ترامب في حملته الانتخابية تاثر عليه كشخص او تاثر على حزبه فقط فان عجلته وهو في المنصب لها تداعيات خطيرة على الكوكب برمته كونه يحكم الدولة القائدة للعالم .
عجلة ترامب وخفة يده بدت واضحة في اصدار مرسوم يمنع بموجبه مواطني سبع دول اسلامية من دخول الاراضي الامريكية ومن ضمنها العراق … العراق الذي وصفته الواشنطن بوست بانه الشريك الاهم في الحرب على الارهاب وحذرت ادارة ترامب من فقدانه.قرار المنع لم يكن موفقا منذ صدوره بشهادة معظم دول العالم حتى بدءت المؤسسات الامريكية باضعافه شيئا فشيئا بعد ان وضعها ترامب بحرج امام المجتمع الدولي لا سيما وزارة الدفاع ( البنتاغون ) التي تعمل الى جانب العراق في محاربة الارهاب وتدعمه استخباريا وتقنيا وترفده بالمستشارين فعملت على زيادة الاستثناءات الخاصة بالعراقيين , الى ان اطلق القضاء الامريكي حكمه على هذا القرار او المرسوم المتعجل .
قرار ترامبي اخر اشغل القارة الامريكية عندما امر ببناء جدار على الحدود مع المكسيك قد يحول القارة الى معسكرين ليعود بنا ترامب على الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي .
وليس اخطر من هذا القرار موقف ترامب من الاتفاق النووي مع ايران وتهديداته بنقضه وكأن الاتفاق موقع بين طهران و واشنطن في حين هو اتفاق يوصف باتفاق طهران مع المجتمع الدولي.
اما تصريحات ومواقف ترامب التي اتخذها في حملته الانتخابي من اوربا اعاد تكرارها وهو جالس على كرسي البيت الابيض ليوجد فجوة بين الامريكيين وحلفائهم الاوربيون … الاوربيون الذين يستعدون لاتباع سياسة جديدة تختلف عن سياسة السبعين سنة الماضية تجاه الولايات المتحدة, بل ان بعض قادتهم ذهب ابعد من ذلك وصنف ترامب عدوا لاوروبا الى جانب الروس والصينيين والاسلام المتطرف على حد تعبيرهم.
اذا هي العجلة التي تطغى على تصرفات ترامب واضعا قاعدة ضبط النفس على جنب , ووضع قاعدة ضبط النفس على جنب من قبل ترامب يثير مخاوف المجتمعات الاخرى لدرجة ان الامريكيين قد يجدون انفسهم امام مطلب دولي يدعوهم الى عدم تسليم ترامب حقيبة مفاتيح الاسلح النووية التي تسلم لكل رئيس امريكي بعد تنصيبه وان توضع هذه الحقيبة في احد المصارف السويسرية لعلها هناك تكون اكثر امانا او تطالها خفة يد ترامب.