في ثمانينات القرن الماضي قرأت قصة قصيرة أمريكية مترجمة بعنوان نيويورك تحت الحكم الإسلامي. و هذه القصة تصف حالة سكان نيويورك تحت الحكم الإسلامي و خاصة الفقراء الذين يجوبون الشوارع بيد تحمل رغيف خبز مسروق و اليد الأخرى مقطوعة كعقوبة على سرقة رغيف خبز و الشرطة بصافراتها و أضويتها التحذيرية تجوب الشوارع باحثة عن الفقراء الذين يسرقون ليأكلوا لتقطع أيديهم. و أدب القصة و غيرها من الآداب و الفنون كانت و لازالت من وسائل تخويف الأمريكان من الإسلام.
و على نفس هذا النهج، تخويف الأمريكان من الإسلام، قال أحد المسؤولين الأمريكان، بعد تفكك الإتحاد السوفييتي، في بداية تسعينات القرن الماضي بأن العدو القادم لأمريكا هو الإسلام، و بالفعل بدأت التفجيرات بإسم الإسلام تصيب المصالح الأمريكية في أمريكا و أنحاء العالم و أبرزها تفجير برجي التجارة العالمي. و بفعل هذا التخويف فالخوف من الإسلام ترسخ في المجتمع الأمريكي، و هذا ظهر جليا في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة حيث إنتخب الأمريكان ترامب لأنه أظهر العداء للإسلام و المسلمين و دول الخليج ,الذين يدينون بالإسلام. و بالنسبة لدول الخليج، و من ضمن مسلسل محاربة الإسلام، ففي نهاية العقد الأول من القرن الحالي قال أحد المسؤولين الأمريكان بأن وجود النفط في دول الخليج خطأ إلهي، و هذا يجمل النظرة الأمريكية للمنطقة.
و كل هذه الأقوال و الأفعال لا يمكن أن تكون عفوية بل لابد أن يكون وراءها جهة تخطط لها و تقوم بتنفيذها برويَّة مستغلة ضعف و تفكك الدول الإسلامية و من ضمنها دول الشرق الأوسط نتيجة الفساد المستشري فيها.
و عودة على ذي بدء فعسى و لعل أن لا يستجيب ترامب للأصوات المنبعثة من داخل أمريكا التي تنادي للإعتراف بوجود دولة داعش كأمر واقع، و التعامل معها كدولة أصولية حالها حال الدول الأصولية الأخرى التي إعترفت أمريكا بوجودها و تعاملت معها مثل السعودية و إيران, حيث عندها سيدخل المسلمون في صراع دامي يأتي على يابسهم و أخضرهم و يجعلهم كعصف مأكول.