عندما اقبل ترامب على الأعاريب بالتهديد قبل انتهاء فترة رئاستة ووضعهم بين اسنان التطبيع وخيَّرهم بين رد السلام على الغراب الصهيوني ليكونوا له معانقين عناق الصديق للصديق ليبصروا هم وانسابهم كيف تدُرُّ السماء عليهم بالنعم , وبين ان يجعلهم كالقطا بين مخالب الصقور فيفقدون عروشهم في ظرف اسبوع إذا رفضوا وطارت عنهم كل جاثمة بألوان الجنود غفلة , وما هم إلا صبية يضعون الخناجر زينة لا يرجون منها حتى وإن سلّت يومآ واحدا على نتف شارب جرذ , وكفاهم انهم بعيدين بالسياسة عن اشقائهم بالدين الطاعنين بالحروب , لايبصرون فيها إلا الخزي إن ضاع منهم ملكهم .
اليس ترامب عمهم العجوز ودونه لايمشون على مرمر مزيون ؟!
فتدارسوا الأمر اصحاب السمو , فمنهم من أذعن لعمه على نهج شاعر يقول ” إذا كنت في قومٍ عِدى لست منهم .. فكُل ماطعمت من خبيث وطيب* ” , ومنهم من اذعن اليه على نهج شاعر آخر يقول ” الا ياصاحب السمو قد وليت إمارة .. فكن جرذآ فيها تخون وتسرق* ”
وذهب الأصحاب يعملون بنصيحة عمهم ترامب بما تهوى انفسهم من دون ان ينصحهم احد بنصيحة الخليفة عمر بن الخطابرض إذ نظر الى رجل مُظهرآ للنُّسكِ متماوت , فخفقه بالدرَّة , أي بالسوط , وقال : لا تمت علينا ديننا , اماتك الله .
وليأت طيف الخليفة العادل ليرى مافعلت ايدي اصحاب السمو بالدين وهم يصافحون اعداء الله طمعآ بصفقة باعوا بها الذي خُلق الكون لأجله ليشتروا السلاح بدراهم .فهل غنمتم يا اصحاب السمو من التطبيع شيئآ سوى تقبيح الوجوه لتستحق الشتم ؟!
اما العم ترامب وقد خرج على امريكا عند العشيّ وهو مبتذل مع اصحابه يتناظرون على صواب لم يجدوه فيه ليتبعوه سوى الكفر بالديمقراطية , فحملوا عليها بقرون الهمجية الوسطى وكانوا بذلك اروع مثال لعقاب الله بهذا الرجل اللعين ليكون آية لأصحاب السمو الذين بايعوه على التطبيع ليروا كيف خرج بخزيه على ملته كما خرج اسلافه عن السيد المسيح ليتبوأ مقعده بين اسنان الديمقراطيين ليتخيّروا عقاب القانون فيه ,
فإن عزلوه فحسب وهو اقرب للأقاويل فذلك به خاذلين وقد اقاموا الحد عليه بأضعف الإيمان , أما إذا زعموا انه قد قصّر فكفر وليس له من بعد اي نافذة يطل منها الى السياسة او يرفع بها رايته او تكليفا فيدراليا يكون له عزا في المستقبل فذلك ايضآ هو الخزي في جعله نكرة لايتصل بأهل السياسة بالرأي او بالعمل . اما إذا انهزم الديمقراطيون امام مجتهدي الجمهوريين ومضوا الى تبرأته فإن ذلك يعد حكمهم بحكم المنافقين عند الله ولا يضمر منه عبرة للأجيال من هذا الرجل المعتوه الذي تخيّر الفوضى والإنحراف دينآ له يسوق فيه مايشاء من الحكام ممن ضعفت حيلته ليضعهم بين اسنان التطبيع مع العدو اللئيم .
أما اصحاب السمو فكفا بهم عيبآ ان تراهم وجوهآ بلا لسان* , لأنهم يعرفون ان عقاب الله عزوجل كان فيه من قبل ان تنتهي ولايته بالمرصاد وحكمه العدل وقوله الفصل وهو على كل شيئ قدير .
*** ابيات شعرية من التراث العربي