23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

راهن جميع مراقبي السياسة على هذا الكوكب الصغير على التقليل شان هذا الرجل النرجسي الذي دفعه حب الظهور لاعلانات الماكدونالز والمصارعة والاعلانات التلفزيونية، متوقعين انه بذكائه المتوسط سيفشل في التآثير علي مجموع الامم المتحضرة وبالتالي سيظل يتخبط في سياسيات غير مدروسة يمينا وشمالاً وسيعاني من برلمان اكثر الدولة ديمقراطياً بمجلسيه الشيوخ والنواب، ولكن الرجل اثبت انه الرجل الاكثر تاثيرا على جمهوره حينما استمر بنفس الخط الذي رسمه لنفسه منذ البدء بينما ظل العالم اجمع منتظرا سقوطه القادم عن قريب من دون ان يتدخل، فمشاكله العديدة كانت كفيلة بسقوط اي سياسي، رعونته وسجله الغير نظيف في التعامل مع ممثلات الافلام الاباحية وتعاونه المزعوم مع حكومة روسيا الاتحادية، ولكن الان وبعد صدور تقرير مولر آن الاوان ان يستفيق العالم جميعا وباعتبارنا من ضمن سكان العالم يجب علينا مراجعة تاثير هذا الرجل على العالم ومدى الاثر الذي تركته شخصية ترامب على الموسسات العالمية ومدي التاثير علي الخرائط السياسية والجيوسياسية علي مستوى العالم عموما والمنطقة العربية بالخصوص، بدآ الرجل ادارته باتباع منهج واضح يعتمد علي دغدغة مشاعر نفر كنا نظنه قليل واثبت ترامب انه ينمو سريعا حينما تتاح له الظروف المناسبه وهم جماعات سيادة العرق الابيض، وقد راهن منذ البداية علي اولئلك في الدفاع عنه ووفو له بتعهداتهم السرية والعلنية بادفاع عنه اذا ما استمر بهجه الذي رسمه لنفسه عند ترشحه للانتخابات ويمكن رصد ذلك من خلال المدافعين عن ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي لتجد النسبة الاكبر التي تجاهر بمناصرة ترامب هي تلك الجماعات اضافة الى الجماعات اليهودية، والثانية تعتبر مناصر سياسي لترامب، الرئيس الذي اعطى اسرائيل كل ما تحلم به، وبالعودة الى جماعات العرق الابيض فقد لاحظ العالم زيادة في نشاط تلك الجماعات موخرا وزادت تلك المؤشرات خصوصاً بعد تولي ترامب الرئاسة حيث وجدت بعض تلك التيارات متنفسا له في اروقة السياسة الاوربية في عدة دول حتى كادت فرنسا ان تقع في نفس المآزق مع ماريان لوبان، في نفس الوقت الذي شعرت دول اخرى بالخطر ولو بنسبة اقل بظهور التيارات العنصرية المعادية للمختلفين عرقيا والذي يتم النظر الي المهاجرين باعتبارهم الواجهة الكبرى للمختلفين عرقيا مقابل العرق الابيض السائد في اوربا، فيما صعدت تيارات يمينية متطرفة في كلاً من هنغاريا ورومانيا والمانيا والنمسا وهولندا وايطاليا وغيرها وان لم تصل الى السلطة في الديمقراطيات الراسمالية الاوربية لاسباب اغلبها اقتصادي ولكنها حققت مكاسب كبيرة في تلك الدول، اما عن علاقة ذلك بترامب فهو ببساطة ان العنصريين الاوربيين وجدو ان التجربة الترامبية بدآت تنجح ووفى الرجل باغلب تعهداته التي كان العالم ينظر لها بانها وقع من الجنون كتضييق الخناق علي الصين ونقل السفارة الي القدس ومحاولاته الحثيثة في بناء جدار مع المكسيك وجلب الاموال الوفيرة من منطقة الخليج ناهيك عن زيادة ميزانية الدفاع الامريكية الي مستويات قياسية جديدة، وبالاضافة الي الوضع الداخلي فكانت زيادة الوظائف الجديدة والاستقرار الاقتصادي والقرار الاهم لجمهور ترامب هو التضييق علي المهاجرين ووقف التاشيرات لعدد من الدول واصدار قراره بمنع دخول عدد من الجنسيات والى ذلك من القرارات ذات الصبغة الاعلامية والشعبوية التي تركت اثرا في جمهور ترامب المتحمس الي الشعور بالهوية الامريكية والهوية المسيحية والهوية العرقية وهو ما نجح الرجل بامتياز في تحقيقه.