18 ديسمبر، 2024 10:50 م

ترامبيات في زمن الموت الاحمر

ترامبيات في زمن الموت الاحمر

المدخل : الربيع الامريكي وخريف ترامب
امريكا وخلال فترة زمنية عابرة عجت بملايين المتظاهرين الغاضبين احتجاجا على تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتنديدا بخطابه العنصري وانتقاصه للمراة .والاغرب ان هذه التظاهرات امتدت لتشمل العديد من الدول الاوربية والصين والمكسيك وكندا مما اثار بالفعل تساؤلات حول مغزى هذه التظاهرات وهل هي فعلا عفوية ام ان هناك من يحركها ويدير دفتها كما حصل في تظاهرات وثورات ماسمي بالربيع العربي التي كانت مخابرات دولية تشرف عليها لتجتاح العالم العربي بشكل غريب ومثير للريبة , واليوم مايجري في امريكا لايخلو من اياد خفية تدير اللعبة وتستثير مكامن الغضب الموجودة فعلا لدى طبقات معينة من المجتمعات , وبالطبع لانبرأ اللوبي الصهيوني الذي يستخدم سياسة وضع السكين على رقاب الرؤوساء الامريكيين حتى وان كانوا يهودا او عملاء حتى النخاع لانه يريد ان يضمن بقاء هؤلاء تحت هيمنته ويذكرهم بان اي خروج عن طاعته يعني فتح نيران جهنم عليهم والاغرب ان اللوبي اثار قضية احتمال اقصاء ترامب او انه سيقتل خلال عملية اغتيال على غرار ماحصل لبعض الرؤوساء الذين حاولوا التعاطي مع بعض الحقائق الدولية والانتصار للقضية الفلسطينية فكان جراؤهم الموت الزؤام .
ولو تفحصنا موقف ترامب خلال الاتصال الهاتفي مع نتنياهو حيث وصف الاتصال بالرائع وسجل عبر هذا الاتصال اول موقف ضد ايران ويبدو ان ترامب وخلال خطابه الرئاسي تجنب الحديث عن ايران لغاية لانعرفها
وهذا الموقف بالطبع كان محرجا للوبيات الصهيونية مما اغاظها ذلك انها كانت تتوقع منه تهجما ولو بحدود معينة على ايران وبالتالي دفعها الى التلويح له بهذا الحراك الشعبي الغاضب ولتهيأ الاجواء المناسبة لان يفجر ترامب قنبلة ما اسماه بالتهديد الايراني والملف النووي الايراني .
الستارة : ترامب وعلي بابا
الرئيس الامريكي القادم من ناطحات السحاب وعالم ملكات الجمال واكداس وخزائن الدولارات لايمكن ان يقرأ ابجدية السياسة بالشكل المطلوب كما يظن البعض فهذا الرئيس الغارق في عوالم مادية بحتة لايرى غير الجشع وحور الطين ولايفهم ماذا يدور في عالم السياسة وصناعة السياسة طالما انه يفهم صناعة السيارات والتباري على ملكات الجمال . مما يعني ان الرجل مجرد ملاكم في حلبة يديرها اخرون من وراء الكواليس وانه مجرد وحش هائج لمرحلة جديدة سيمر بها العالم وتنقلب فيها قواعد اللعبة السياسية حيث سيضع صانعو ترامب اوربا في بيت الطاعة فيما سيطلقون العنان لروسيا لان تكون الشريك المناسب لامريكا في سوريا والعراق .بالطبع ترامب لايعرف العراق الا من خلال علي بابا باعتباره الرجل الذكي الذي استطاع ان يحتال على اللصوص وان يكدس الاموال في عقاراته ومصارفه الكبرى .
ان اية قراءة جادة لرؤية ترامب السياسية وعلاقة بلاده بالوضع الدولي ستصطدم حتما بالمفارقات نظرا لعدم وجود نسق سياسي واضح في تصريحاته يمكن الارتكاز عليه والاهم من ذلك انه يطلق التصريح وياتي باخر متناقض معه مما اوجد بلبلة في الموقف الدولي تجاه سياسات ترامب القادمة ومستقبل الولايات المتحدة وهل فعلا سيخوض العالم حربا اقتصادية
شرسة واين سيكون الوضع العراقي في خارطة المنطقة وفي ظل سياسة ترامب الجديدة .
فترامب وفي أحد تصريحاته التي أثارت الجدل في الرأي العام الأميركي والعراقي، أشاد بالمقبور صدام حسين، قائلا انه كان يعمل بصورة جيدة، وكان يقتل الإرهابيين الا انه وبعد تصاعد حدة الجدل بشان تصريحاته هذه استدرك ذلك التصريح بتصريح آخر، إذ وصف صدام بأنه “رجل سيء للغاية”. في محاولة منه لإصلاح تصريحاته السابقة وتابع بالقول، إن العراق أصبح “مرتعاً للإرهاب،وقال : إذا أردت أن تصبح إرهابياً، فاذهب إلى العراق، وإن الدولة أصبحت بمثابة جامعة (هارفارد) العريقة للإرهاب، إنه أمر محزن للغاية. وفي تصريح اخر وجه ترامب اتهامه للجنود الأميركيين بسرقة أموال تقدر بالملايين من الدولارات من العراق، قائلا ان “العراق كان يشتعل كالجحيم”، متسائلا “ماذا عن جلب السلال من الأموال؟ والملايين من الدولارات وكيف تم تسليمها؟”. ودعا الى ضرورة الكشف عن هؤلاء الجنود الذين تولوا هذه المهمة،لكنه واثر ردود الافعال عليه خرج احد مستشاريه ليؤكد بان المقصود من هذه التصريحات هم الجنود العراقيون وليس الامريكيين . والاخطر ما قاله الخبير العسكري بشبكة CNN، مارك هيرتلينغ، من إن تصريحات دونالد ترامب ، عن العراق والطريقة التي يرى فيها كيفية الحاق الهزيمة بداعش، تعتبر مقلقة للغاية.
وقال هيرتلينغ: ان هذه التصريحات مقلقة والعراق موجود رغم الانقسامات السياسية والأثنية مما يتوجب فهم ما يجري بشكل أفضل قبل التوصل لقرار بتفجير منشآت حيوية،” مضيفا: هناك بالطبع مئات القوى والجماعات من العراقيين الذين يؤمنون بأن لهم دولة.”
وكان ترامب، قال في مقابلة سابقة مع الصحفي اندرسون كوبر لـCNN: ان الوضع أمام داعش لابد أن يتم التعامل معه بقوة وصرامة، وخصوصا عندما يكون هناك أشخاص تقتطع رؤوسهم.. كنت لأقوم بعدد من الأمور في غاية الحزم، بحيث سأدمر ثروتهم والنفط، وهذا ما يتوجب القيام به حاليا.”
وأردف قائلا: “لو فزت سأستهدف تلك الحقول النفطية التي يسيطر عليها داعش الواحدة تلو الأخرى، فهم يستخرجون أموالا طائلة منها.. ثم سأرجع لأكبر خمس شركات نفطية في أمريكا والتي ستتمكن من إعادة تأهيل هذه الحقول بسرعة عالية.”وعندا سؤاله عن كون استهداف الحقول النفطية هو استهداف لثروات العراق، قال ترامب: “لا يوجد عراق، ولا يوجد عراقيون حيث انقسموا الى العديد من الطوائف..”
النهاية :ترامب والموت الاحمر
لذلك لاغرو ان ينظر ترامب للعراق على انه سلعة قابلة للبيع والشراء كعقاراته ومصارفه وملكاته الجميلات وبيوت قماره وحاناته العابرات مما يجب الحذر في التعامل مع المرحلة القادمة لانها ستكون مرحلة اجتماع الدب الروسي والفيل الجمهوري الامريكي ليكون العالم في اتون من الصراعات والانقسامات لاتحمد عقباها بعد ان ظن البعض ان فلاديمير بوتين هو عبدالامير بوتين وانه رجل السماء النازل على عالمنا العربي المنكوب والممزق حتى النخاع , فهل سيستيقظ النائمون الغارقون في احلام اليقظة وهل يتنبه المنجمون بان الزمن القادم هو زمن الشر والحروب والموت الاحمر ؟؟؟