يوجد في ذهني حالياً, سيناريو مكتوب تحت عنوان, (اللعبة أبعد من اليمن السعيد), لكني أشعر برغبة, في الكتابة عن موضوعة منح التراخيص للشركات, في إنتاج النفط, لأن تأثير جولات التراخيص, على تطور الصناعة النفطية في العراق, بات من الضروري التركيز عليها ولأن هدف هذه الفرص الإستثمارية, هو التوسع في الإنتاج على المدى البعيد, دون الإهتمام بالتفاصيل الأخرى, التي ستترتب على الزيادة في ضخ النفط, مثل عدد الخزانات وطاقاتها الإستيعابية, وزيادة رسوم الخدمة للشركات النفطية
قدرة الحقول النفطية, على توفير كميات إضافية من النفط, في ظل الإستنزاف الذي تعرضت له الحقول, في العقود الماضية أمسى ضعيفاً, كما إن إستخراج النفط بواسطة الحقن بالماء, بسبب إنخفاض الضغط المكمني؛ أدى الى رفع كلفة إنتاج النفط, من هذه الحقول, وبما أن الشركات غير مسوؤلة عن صيانة الآبار النفطية, فهذا يعني زيادة الأضرار الجيولوجية للحقول لاحقاً, إضافة الى ضعف الطاقة التخزينية والتصديرية لشركاتنا, إذا علمنا أن البنى التحتية ظهرت ملامح التصدع والشيخوخة عليها.
المثير للدهشة والإستغراب, أن الطاقة الإنتاجية المتوقعة لجولات التراخيص والعقود, كانت تتحدث عن إنتاج (9) ملايين برميل يومياً!, وهذا يجعلنا نذهب الى أن الوزير السابق, كان على عجالة في العمل, بزيادة معدلات إنتاج النفط الخام, دون أن يكون ذلك متناسباً مع البنى التحتية, والقدرة التصديرية, إضافة الى غياب الرؤية الإستراتيجية الواقعية والمستقبلية, لقطاع النفط خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية, وبالتالي ظهور خسائر كبيرة للميزانية العامة للدولة؛ بسبب دفع رسوم الخدمة, الى الشركات الأجنبية.
أشعر أن ما كتبته عن التراخيص, وما فشلوا في تحقيقه منها, سوف يشعر القارئ بالإحباط, في التعاطي مع هذه الأمور, بمجرد قراءته لخسارةٍ كبيرة في الميزانية, لأنه ببساطة النفط ملك للعراقيين, وحلم الأجيال بالرفاهية, وليس ملكاً للطغاة والسراق, الذين يتحكمون بقوتنا, كما أننا لا نجد من الخدمات, ما قد تم تقديمها ولمسها فعلياً عند الشعب, والسبب هو سوء إدارة العقود والتراخيص؛ والضعف في التنفيذ, وإنعدام التعاون بين الشركات, والمجتمع المدني, في زمن الحكومة السابقة.
مشاكل وخبايا متعددة ونظرية لا تصدق, بأن العراق بلد النفط, يعاني أهله من الفقر والبطالة!, فعلى العموم ألم الفقير العاطل, لا يفهمه الزفير الباطل, لكنه ثمة فرصة جديدة للعيش على أرضنا, بعيداً عن إصطلاحات العظمة التقليدية, فلكل زمان أبطاله, ولكل مكان أحداثه, ولكل عاطل أحلامه, مدركاً أنه لا يقول الكلمة الأخيرة عمَ يبحث؟, لكنه يفتش عن مفاتيح لأبواب باتت مشرعة, في ظل أجواء التغيير, ليعلن بدء مرحلة البناء الحقيقي, والوقوف بوجه التحديات من جديد.