تُعد مشاركة المراة في الرياضة النسوي واحدة من المؤشرات الأساسية والتي تؤشر مدى تقدم وارتقاء المؤسسات الرياضية واهتمامها بعنصر أساسي في البناء الاجتماعي والإنساني، وتعكس ارتقاء المجتمع من خلال تبنيه لعنصر مؤثر في إنجاح الحياة الاجتماعية وتطورها وارتقاءها في سلم الإنسانية والحضارة.
العراق يُعد واحدا من أهم الدولة التي ساهمت في إنعاش الرياضة النسوية في للقرنين الماضيين، من خلال ظهور أسماء كبيرة تبوأت موقع الصدارة والريادة في منافسات الدولية والعربية والمحلية، محققة النجاحات الكبيرة في الدورات والمشاركات في دول المنطقة والعالم. الا ان الظروف الراهنة والدموية التي مر بها العراق منذ احتلال العراق عام 2003، وتداعياتها أثرت سلبا وبشكل كبير عليها، لتعيش حالة من السبات والركود ما أدى الى انحسارها واضمحلالها رويداً رويدا .. وأخشى جُل ما أخشاه أنها تحتضر. وغابت أسماء لامعة، وغُيبت أخرى ربما بشكل مقصود لسنين طويلة.
لو بحثنا في الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة نجد جملة من الأسباب شكلت عائقا لنهوضها وارتقاءها ، وفي مقدمتها، الدور الذي لعبه المسؤولون، ومن هم على رأس السلطة ، وأصحاب القرار، وافتقارهم لمقومات القيادة الرياضية ، واختراق شخوص ليس لهم باع او اسم معروف في عالم الرياضة لهذا الجانب بقصد الاستيلاء على واحد من أهم المواقع التي تمثل روح وشريان الدولة النابض، وهناك جملة من الأسباب يمكن تلخيصها بما يلي:-
1- الوضع الأمني المتردي الذي واكب فترة احتلال بغداد عام 2003 وما بعدها، وتداعياته ، ما نشئ عنه خوف العائلة العراقية على أبنائها وبناتها ما أدى الى منع انخراطهن او التحاقهن حتى بالمدارس، وبالرياضة، او ممارسة اي نشاط ثقافي او رياضي او اجتماعي.
2- الموروث الاجتماعي الذي فُعل بشكل كبير من جهات عديدة وتحت مسميات مختلفة ضد المرأة بشكل خاص، والذي يرى في خروجها وممارستها لأبسط حقوقها خرقاً للعرف الاجتماعي الذي يجب للمحافظة عليه، وإيقاف كافة النشاطات الرياضية واقتصارها على الرجال فقط، وهؤلاء أيضا لم يسلم بعضهم، وهذا ما يذكرنا برياضي التايكواندو الصغار الذين تم اغتيالهم من قبل الإرهابيين.
3- غياب الأماكن المخصصة لممارسة كافة أوجه النشاط الرياضي والإنساني من نوادي ومراكز شباب، لفتح أفاق جديدة للرياضة أسوة بدول العالم، كما لم يتم ضخ دماء شابه جديدة اليها لديمومة استمراريتها وعطاءها.
4- عدم تقييم اللاعبات المبدعات والمتميزات ليأخذن دورهن الحقيقي الذي حازت كل واحدة منهن عليه في مجال اللعبة التي تمارسها والنجاحات التي حققتها.
5- محدودية مشاركة النساء الرياضية في دورات تدريبه وتأهيلية خارج القطر وانحسارها أحيانا.
6- عدم الاهتمام بالدعم النفسي والصحي والرياضي والمادي للاعبة لتأهيلها للفوز.
ان الأوان للمسؤولين وأصحاب القرار، خاصة بعد تبوء وزير الشباب والرياضة الأستاذ عبد الحسين عبطان لموقعه الحالي، وهناك مؤشرات ونقاشات تشير الى ان سيادته قام بتحقيق انجازات على صعيد الرياضة والرياضيين تبشر بالخير، أملين من لدنه، ايلاء الرياضة النسوية الاهتمام الذي تستحقه وإعادة تأهيلها لتعود الى الساحة العربية والدولية معافاة ولتأخذ الدور الذي تستحقه كما عودتنا.