تختلف وتتباين التسميات الشعبية والألقاب المجازية الشائعة ” نسبياً ” والتي تُطلق على الجندي في بعض الدول العربية , ففي لبنان ومنذ زمان فالناس هناك ينادون الجندي بعبارة < يا وطن > , وهي التسمية واللقب الأجمل والأروع من سواها في كافة الأقطار العربية , وهي تسمية دقيقة وعاطفية وتقديرية للجندي بأعتباره حامٍ لحدود الوطن وسوره .
في العراق , ومنذ العهد الملكي ” ودونما تأريخٍ محدد ! ” فالناس كانت تنادي الجندي العراقي بِ < ابو خليل > , ولم يتمّ العثور على سببٍ موثّق ومؤكد لهذه التسمية , لكنّ مصادراً عسكرية من كبار قدامى ضباط الجيش ترى أنّ تلك التسمية قد جاءت جرّاء تحرير الجيش العراقي لمدينة الخليل في فلسطين في حرب 1948 .
انّما في بدء الحرب العراقية الأيرانية 1988 – 1980 , فمنذ بداية تلك الحرب فقد تغيرت او تمّ تغيير أسم ” ابو خليل ” الى ” ابو تحرير ” , لكنّ تلك التسمية لم تحظ بسعة الأنتشار كسابقتها التراثية .
وإذ حديثنا هنا حول القوات المسلحة من زاويةٍ خاصة , فلا بدّ أن ننعطف على الشرطة ايضاً , حيث جرت ودرجت العادة على تسمية الشرطي بِ < ابو اسماعيل > في معظم سنوات القرن العشرين والى ما قبل الأحتلال الأمريكي تقريباً , أمّا كيفَ ومن اين اطلّت عبارة ” ابو اسماعيل ” , فتشير الكاتبة والباحثة في التراث الشعبي الست حمدية هارون , بأنّ لقب ” ابو اسماعيل ” يعود الى بدايات تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 عندما تشكّلت الشرطة العراقية بمساعدةٍ من الأنكليز والهنود , كما توضّح الباحثة بأنّ بعض المصادر < التي لم تذكر اسماءها ! > ترجّح أنّ اوّل شرطي عراقي انخرط في هذا السلك كان اسمه خليل , ولذلك اطلق عليه العراقيون تسمية ابو اسماعيل . < ويبدو أنّ البعض الكثير – القليل من تراثنا تؤرّخه ” بعض المصادر ! ” المجهولة , وربما لم تكن اصلاً .! > .
المهمّ والأهمّ من المهم في هذا السرد التأريخي – التراثي غير الدقيق , فيتجلّى عن ضرورة ايجاد تسمية او لقب جديد للمقاتل العراقي الذي حرّر الموصل وسواها ايضاً , وعلى أنْ تكون التسمية الجديدة غير قابلةٍ للتجزئةِ بين صنوف القوات التي شاركت بالتحرير , بدءاً من صقور الجو , ومروراً بالقوات البريّة بمختلف صنوفها , وبأنعطافٍ حادٍّ الى قوات جهاز مكافحة الرهاب , وبشمولٍ حيويٍّ لقوات الحشد الشعبي والشرطة الأتحادية .
البحثُ والتنقيبُ لمحاولة ايجاد تسميةٍ جديدةٍ للمقاتل العراقي , فأنها في رأينا سوف لن تحصل .!!