23 أبريل، 2024 2:14 ص
Search
Close this search box.

تراثيات دولية و تداخلاتٌ في مداخلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

A \ في مقرّ او مبنى اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين , وفي يوم الأربعاء الفائت 21 \ 11 , وعند وصولي الى هناك , تقابلتُ مصادفةً مع أحد الزملاء في الهيئة الأدارية للأتحاد ” ويحمل شهادة الماجستير في الأدب الأنكليزي ” , فسألته عن البرنامج او المنهاج الأدبي لفعالية ذلك اليوم < حيث لم يتسنَّ لي محاولة معرفته قبل يومٍ عبر العنكبوتية > , لكنّ الموظف المذكور فاجأني وادهشني بأنّ ” منقبةً نبويّةً ” سيجري عرضها على مسرح الأتحاد , وتلقائياً وعفوياً وفورياً إنبثقتْ او إنشقّتْ منّي او عنّي عبارةٌ تعبيرية في اللغة الأنكليزية : <You must be joking – حتماً إنّك لتمزح > , إذ لا علاقة قريبة او بعيدة للكتّاب والأدباء بهذه الطقوس او ربما التراتيل ! , لكنّ صاحبي أكّد وصول الفرقة او المجموعة وهي موجودة الآن في أحدى مكاتب الأتحاد , فقلتْ : باتَ عليّ الأنسحاب والعودة من حيث أتيت او الى ايّ اتجاهٍ آخرٍ , رغم احترامي للأداء والأعتبارات الدينية للمنقبة النبوية , وَ ردّ صاحبي بأنّ العرض سيكون في آخر الندوة وستسبقه طروحاتٌ تراثية وفكرية وملحقاتها , وطلب مني دخول القاعة وأنه سيجلس الى جانبي للأستماع ولربما للأستمتاع .! , فوافقتُ على نصف مضضٍ .! تقديراً له على الأقل او الأكثر .!

B \ الموضوع والمحاضرة والنقاشات التي طرحوها بعض أساتذة كلية الفنون الجميلة تمحورت حول < الصوفية والتهاليل > الدينية وعلاقتها العضوية في الأداء الصوتي والنغمي , لكنّي لاحظتُ ولفتَ نظري أنّ مجمل الحديث قد جرى ربطه بالعراق وببعضٍ من المحيط العربي – الأسلامي ! , وكأنّ الحدود الدولية تنتهي وتتوقف عند هذه الحدود .! حيث ربطوا ” الى حدٍّ شاسعٍ ” الصوفية بالطريقة القادرية ” نسبةً الى الشيخ عبد القادر الكيلاني ” والذي يقال عنه بأنه من ” كيلان غرب الأيرانية ” وكذلك الى الطريقة الرفاعية في جنوب العراق , وبعضهم تطرّق نسبياً الى الطريقة ” الشاذلية ” في مصر , كما اُشير للعلاقة مع الحركة ” الكسنزانية ” في شمال العراق < او في كردستان كي لا تزعل البيشمركة ومحبّيها ومريديها > .

C \ في مداخلتي المتضادّة قلت : آنساتي , سيداتي , سادتي < بالرغم من الحضور الضئيل والقليل للآنسات والسيدات > : أودّ أن أزيد من الشِعرِ بيتاً وبالأحرى بيتين ولربما أزيد اكثرَ قليلاً ! , فأصل الصوفية ومسقط رأسها وتأريخ ميلادها لا يرتبط بالعراق ولا بدولٍ عربية من زاويةٍ اسلامية , فالمفردة عالمية وتسمى في اليونانية القديمة ” سوفيا او صوفيا بمعنى الحكمة ” , كما أنها في الأنكليزية SOPHISM وهذا يعني انهم لم يترجموها من العربية الى لغتهم بمفردةٍ مقابلةٍ اخرى , فهي ذات الكلمة هنا وهناك , كما أنّ النصارى الأرثودوكس يسمّون فتيانهم بالصوفيّة ..

وبأختزالٍ مكثّف , وحيث أنّ التصوّف كما متعارفٌ عليه بأنّه هو تجرّد المرء او الفرد عن كلّ ما يحيط الذات الدنيوية والأنجرار نحو الروحانية في التعبّد او العبادة الخالصة , لكنّه وبعيداً عن ذلك ففي عقائد الصوفية الأسلامية فأنهم ووفق اعتقاداتهم فأنّ تعذيب النفس وإذلالها وإ‘ذاقتها بما يؤذيها , فأنه يؤدي الى التقرّب الى الله تعالى ! , ولا ريب أنّ بعض التصوّف يشتمل على بدعٍ وبعضه على انحراف وما الى ذلك .! ودون استخدامنا للتعميم على كلّ الفِرق والشُعب الصوفية .

أمّا ما أثاروه بعض متحدّثي الندوة حول الجذر والعمق التأريخي الأسلامي للتهاليل والإبتهالات الجمعية – النغمية وما تتضمنه من إنشاد وتراتيلٍ دينية , فأوضحت في مداخلتي ” للجماعة ” بأنّ ما طرحوه في هذا الشأن لا يقتصر على الديانة الأسلامية , بل ويسبقها ايضاً , فأصطلاح او مفردة < هلّلويا > هي عبرية ومسيحية ايضاً ومعناها التسبيح والحمد لله تعالى , وطالما يجري ترديدها بطقوسٍ مموسقة او ترانيم في الكنائس والمعابد , ومنذ قديم الزمان كانت مستخدمة في بداية او نهاية مزامير التوراة ويجري ترنيمها في الأعياد والمناسبات الدينية .

ثُمّ , كان عليّ اختزال الكلام والمهام قبل اطلالة فريق او فرقة المنقبة النبوية واعضائها الكرام , حيث إذ لدينا مقولة ” الوقت من ذهب ” فالأنكليز يسمونها ” الوقت من مال ” , رغم أنه في عراق الواقع او في واقع العراق الجديد فالوقت هو ما ينبغي تضييعه قسراً ولربما إعدامه عبر وسائل الإعدام المبتكرة للأحزاب .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب