23 ديسمبر، 2024 2:21 م

تذكروا الرئيس …

تذكروا الرئيس …

غيبة رئيس الجمهورية جلال طالباني طالت وتجاوزت الحد المعقول، أعضاء التحالف الكردستاني منشغلون هذه الايام بلعبة القط والفار مع الحكومة الاتحادية ليداعبوها مرة ويهجوها مرة آخرى،غاب طالباني المفقود عن تصريحاتهم النارية التي تمنح لحكومة أربيل نعمة العصمة ولحكومة بغداد نقمة العصيان والمؤامرة .

الرئيس طالباني الذي يجري الحديث بقوة هذه الأيام بين الأوساط السياسية عن وفاته سياسياً ليمنح مهامه بلا تردد أو تخوف إلى نائبه خضير الخزاعي وقاعدة البديل كالأصيل لاتمضي على مايرام مع الخزاعي الهادئ في هذه الدورة النيابية وهو نفسه لايعلم متى تنتهي مهمته بوصفه رئيساً بديلاً للعراق . ليس هناك شعب في العالم لايعلم شيئا عن مصير رئيسه طريح الفراش فمنذ اكثر من عام ونصف،
الرئيس الذي يبدو أن التحالف الذي انبثق منه استسلم معصوب اليدين ليمنح لذة الرئاسة وحلاوتها إلى الخزاعي لكنه ينظر بعين الحاسد إلى كرسي الجمهورية . صحيح، أن الكرسي الرئاسي أصبح لاطعم له ولارائحة مع اقتراب اجراء الانتخابات النيابية المقبلة نهاية نيسان المقبل لكن هذا لايعني أبداً أن يستمر الصمت الشعبي أزاء ضرورة معرفة مصير رئيسه المريض. ليس في الأمر أية ثلمة سياسية على التحالف الكردستاني لو أعلن بشفافية عن الحالة الصحية لطالباني ومدى قدرته على مزاولة عمله (السياسي والحكومي )، لكن هناك ثمة مشكلة كبيرة في الأنماط السياسية الكردية التي ترفض نظرية تعميق الاستقالة . طالباني الذي فقدناه مرجعاً سياسياً تلوذ به الكتل عندما تكثر الأزمات وتشتدُّ موجة الصراع ،يناور حزبه مناورة مباشرة في إخفاء جانب الحقيقة ليمنع تعرضه للتشقق والتفكك وخسران المعركة السياسية مع حزب مسعود بارزاني وحركة التغيير وباقي الحركات السياسية. معلوم أن ازمة طالباني ليست بذاته وإنما بخليفته وبدلائه الأفذاذ . تجربة طالباني وفقدانه ستكرر مع الأحزاب السياسية الأخرى التي بنت نفسها وهيكلت وضعها على أساس أشخاص لامؤسسات بعد عمر طويل لرؤسائها ومنظريها. الآن يدفع العراقيون اثماناً باهضة نتيجة لاستمرار سياسية اختزال القرار السياسي بشخص وعدم التحول إلى عمل مؤسساتي ناجع ينظم عملية البناء السياسي المعاق في البلاد والذي مصيره مجهول كمصير الرئيس الفقيد جلال