لم يعد خافياً أن من يسمونهم ساسة السنة لا يختلفون عن أقرانهم ممن يسمون ساسة الشيعة في العراق ,فكلاهما يعتاشون على الطائفية و يتقممون من جيفة المذهبية , في حين أن أتباعهم وأبناء جلدتهم و مذهبهم الواقعين تحت سلطتهم منذ ثلاثة عشر عاماً يعيشون أسوء حالاتهم كما هو الحال في المناطق الجنوبية و الوسطى و الغربية و الشمالية . وجاءت خطوة تحالف القوى الوطنية الذي يجمع الساسة السنة بالمطالبة بتدويل قضية ديالى ووضعها أمام المجتمع الدولي لتؤكد حقيقة طائفية و مذهبية الساسة السنة و براءتهم من الوطنية براءة الذئب من دم يوسف كما هم ساسة الشيعة . ليس بالهين ما حصل و يحصل على أبناء ديالى من إرهاب القاعدة و داعش و مليشيات الحشد و الذي لم يسلم منه أي مكون مذهبي أو قومي فيها لكن و بنفس الوقت ليس بالهين ما حصل و يحصل على العراق بجميع محافظاته و على جميع مكوناته على يد نفس الجهات من القاعدة و داعش و مليشيات الحشد و التي أسس لها و هيأ لأسبابها عملية سياسية باطلة و فاسدة ولدت من رحم احتلال أميركي غير شرعي و فاقد لأي غطاء دولي أنتجت مجموعة من الأحزاب و التيارات و القوى الفاسدة ذات الصبغة الدينية و الولاءات الخارجية و كان نتاج سياساتها هو انهيار أمني كامل جعل ثلث البلد تحت سيطرة الإرهاب الداعشي التكفيري و ثلث تحت سيطرة الإيراني قاسم سليماني و مليشيات الحشد الطائفية و ثلث تحت سلطة الشوفيني بارزاني والذي أنتج جيشاً جراراً من الأرامل و الأيتام فضلاً عن ملايين النازحين و المهجرين , و انهيار إقتصادي أوصل البلاد لمرحلة العجز و الإفلاس المالي مع ملايين العاطلين و المحرومين يقابله تكدس الثروات المنهوبة في حسابات السياسيين من السنة و الشيعة في خارج العراق . مسلسل الإنهيارات الأمنية و السياسية و الاقتصادية مستمر و ويتفاقم . لا توجد أي حلول جذرية و ما مطروح منها الآن هو من قادة و زعماء نفس القوى السياسية المكونة للمشهد السياسي منذ ثلاثة عشر عاماً بكل سلبياته هي محاولات تجميلية و ترقيعية لحفظ هيبة قريش و المحافظة على مكاسبها لأن من كان هو المشكلة لا يمكن أن يكون هو الحل أو جزءً منه . الحراك الشعبي المدني و رغم محاولات إنهائه أو ركوبه أو حرفه عن مساره و أهدافه الحقيقية المطالبة بتغيير العملية السياسية بكل مفاصلها من دستور و قوانين و تشريعات و أحزاب و تأسيس الدولة المدنية هو خطوة بالإتجاه الصحيح لكنه إلى الآن لم يخرج عن إطار الشعارات و المطالبات و سيبقى حبيس هذا الإطار ما لم ينتبه القائمون عليه إلى أهم خطوة و هي كيفية تطبيق مطالبهم الشعبية الوطنية المدنية و التي هي بمجملها تعني إنهاء حكم الأحزاب الحالية بكل انتماءاتها المذهبية و القومية و أيدلوجياتها الدينية و العلمانية و تصطدم مع طموحات دول الجوار الشرقية و الغربية و تتقاطع مع الزعامات و المرجعيات الدينية المستفيدة من الوضع الحالي وفق نظام المنفعة المتبادلة بينها وبين أحزاب السلطة الحالية . الحل لقضية ديالى و قضية العراق و مشروع الحراك الشعبي المدني هو تدويل القضية العراقية بجميع مفاصلها و وضع العراق تحت رعاية الأمم المتحدة و التنسيق مع المنظمات الدولية و الإقليمية و الإسلامية و العربية كمجلس الأمن و الإتحاد الأوربي و منظمة الدول الإسلامية و الجامعة العربية لإ عادة بناء عملية سياسية تنهي التجاذبات الإقليمية و هو دور تناط مسؤوليته بقادة الحراك الشعبي المدني و هو أمر لا يقبل التأجيل أو التأخير .