23 ديسمبر، 2024 7:00 ص

تدوير وتنقية الفكر العربي

تدوير وتنقية الفكر العربي

أن الزمن المضطرب والمشوش الذي نعيش فيه حاليا أجبر كثير من المفكرين العرب والاسلاميين أن ينزووا في زوايا مظلمة بعيدا عن الاضواء احتراما لفكرهم وعقولهم وتطلعاتهم بعد ما شهدوا على موت الفكر العربي والاسلامي سريريا على يد كثير من الافكار المتطرفة الدخيلة المشوهة للاسلام وأصبح ينطبق علينا قول الآية الكريمة ( كلما جاءت أمة لعنة أختها ) وبالفعل أن القديم أصبح أهون من الحاضر وسلبياته الذي قاد الامة العربية الى نفق مظلم قد لا نخرج منه ابدا أذا بقينا تحت رحمة وسطوت هذا الفكر ومن غير التصدي له خائفين من المستقبل المجهول في ظل هذه الظروف والصراعات والمؤثرات التي طرأت على أفكارنا وهيمنت على بعض العقول من الشباب العربي والاسلامي تحت مسمى الرجوع والتمسك بالسنة النبوية الشريفة الانسانية الشاملة للرحمة والمحبة والتسامح واستيعاب الاخر واحتواء فكره . لذا علينا تدوير الفكر العربي الاسلامي المنحرف لبعض المفكرين في ماكنة التصحيح والعودة به الى سابق عهده فكرا عربيا نقيا مؤمن بتقبل الفكر الاخر والانصهار معه ليذوبا في بودقة واحدة لينتج فكرا يخدم الامة العربية والاسلامية ليرمم ما خربه بعض الدخلاء عليه من خلال تبنيهم مشروع واحد وهو تعزيز اللحمة العربية الوشيجة التي زرعها الاسلام بقيادة المفكر الاعجازي الاوحد هو نبينا الكريم محمد بن عبد الله ( عليه وعلى اله أفضل السلام ) للوقوف امام هذا المد الفكري الطائفي الهدام للامة الاسلامية خدمة لمصالحهم ومصالح اعداء الامة العربية وشعوبها . ومن هنا دعوتي محملة بهموم كثير من المثقفين الى المفكرين العرب الاصلاء أن يفتحوا جميع القنوات الفكرية فيما بينهم للتواصل ووضع الحلول الناجعة لبناء سياج الفكر العربي الاصيل حماية للامة الاسلامية والعربية وحماية لمجتمعنا وتأسيس فكرا شاملا واحدا يصب في مصلحة الانسان بغض النظر عن هويته القومية او الدينية او المذهبية بعيدا عن فكر السلطة ومداهنتها والانسلاخ من جلبابها لنعيد للفكر العربي عقله الناصع هيبته وجماليته التي كان يتربع على عرش الافكار الاخرى قبل قرون كثيرة ………..