اخطر ماستواجهه المنطقة العربية والمحيط الاقليمي للعراق هو محاولات اعادة انتاج الافكار المتطرفة باشكال جديدة ومسالك اخرى ولربما تنصب التحذيرات من مرحلة مابعد داعش حول هذا المفهوم وهذا التحول فجذور الفكر الداعشي الارهابي لاتزال مترسخة في حواضن العقل وتتاثربها عاطفيا مدارس ومساجد وملتقيات في البلاد العربية وتجمعات المغتربين في البلدان الاوربية وفي الوقت الذي يقترب فيه العراقيون من الحاق الهزيمة بالتنظيمات المسلحة لهذا التنظيم وتعرية فكره لابد من استثمار الاجتماع الكبير المرتقب الذي تستضيفه السعودية على هامش زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للمملكة السعودية وبحضور عشرات الزعما العرب والمسلمين للتذكير بالمخاطر التي يمكن ان تتولد من هزيمة داعش فهناك اليوم محاولات لاعادة ولملمة هذا الانتاج العقائدي المتطرف الذي لم يجلب سوى الكراهية والبغضاء والفتنة وتوظيفه في بيئات اخرى امنة تتقبل حضوره وتتفاعل مع رغباته بالانتشار والتوسع بعد ان ايقن دعاة هذا الفكر وقادة التنظيم الارهابي ومموليه وداعمية ان لامكان لهم في ارض العراق وسوريا وان الدائرة تضييق عليهم في كل يوم وفي كل ساعة وسيكون من المفيد والمناسب استذكار واستعادة التحذيرات التي اطلقها القادة العراقيون في التنبيه للمحاولات والمخططات التي تم التعرف عليها بوثائق واعترافات افراد التنظيم للتوسع والانتشار في مناطق اخرى ودول مجاورة انطلاقا من الترابط بين شبكات الدعم والتمويل للعصابات التكفيرية ويكفي ان بيانات عديدة بثها تنظيم داعش الارهابي من خلال مواقعه الالكترونية تهدد وتتوعد عواصم عربية واوربية بضرب منشاتها والانتقام لمقتل افراد التتنظيم الارهابي بمساندة عمليات التحالف الدولي التي تشارك العراق في الحرب ضد الارهاب وقد نفذت عمليات ارهابية عديدة استجابة لهذه الدعوات وهذه البيانات ومن هنا لايمكن القول بان نهاية الارهابيين في الساحتين العراقية والسورية هي نهاية هذا الفكر الارهابي المتطرف ولابد من الحذر والتيقظ والاستعداد لتنشيط الجهود وتوجيهها نحو حواضن الفكر الداعشي في كل المساحات التي يتواجد ويمتد فيها افراد هذا التنظيم والالتفات للمحاولات التي ستتلبس بها هذه الافكار وتعيد انتاج التطرف باوعية جديدة والخطر الكبير يكمن في تفرج الدول التي دعمت ومولت تنظيم داعش على شيوع الفكر الداعشي وسريانه في عقول عشرات الالوف من ابناء هذه الدول واستعدادهم لتلبية اية دعوات للانضمام من جديد لهذه المنظومات المتطرفة وتاييد توجهاتها ومالم ترفع هذه الدول الغطاء عن هذا التغلغل وتوقف الخطاب الدعائي لانصار هذا التنظيم في المساجد والمدارس وتقتلع جذور افكاره سيبقى المكان امنا وستبقى ارض الفكر الارهابي الذي يتواجد فيه خصبة تنتج الموت والدمار والترويع .
نقلا عن الصباح الجديد