(( أن التدهور والفساد المستشري الذي ينخر في جسد العملية التعليمية في السنوات الماضية ولحد الآن وبانحدار شديد نحو الهاوية ساهم في تجهيل المجتمع وأوجد بؤر خطيرة في مفاصل المجتمع الذي يتأثر سلبا بالمؤسسات التربوية والتعليمية حيث هو الحلقة القوية في بناء المجتمعات المتحضرة في العالم وعندما نرى هذا التراجع الخطير في مستوى التعليم والتربية في العراق من خلال ما نجده في المؤسسات التعليمية من عوامل ساهمت في هذا التردي والتدهور ونستطيع أن نستشعر أن هناك من بعض أصحاب القرار في هذه المؤسسات اليد واللمسة في انهيار وتدهور هذا الصرح العالي من المنظومة الرصينة السابقة كونه هو الحلقة المهمة من حياة المجتمع والمواطن والأسرة بالذات وتجهيله يساهم في بقائهم وديمومتهم في الحياة السياسية والإدارية لمدة أطول ومن هذه السلبيات الموجزة وعلى رأسها .
1_ التخبط الإداري في القرارات الغير مدروسة بتمعن والتي لا تصب في مصلحة هذه المؤسسة الرائدة .
2_ تهالك المناهج التدريسية المعدة وتطبيقاتها وطريقة إيصالها للطالب وخصوصا المراحل الأولية من عمر الطالب والتي تشكل عبأ على ذهنية الطالب .
3_ عدم تأهيل المنشئات الدراسية والمدارس وبناها التحتية التي لا ترتقي بمستوى التعليم لا تستطيع استيعاب الأعداد الهائلة من الطلبة مقارنة بالزيادة السكانية للعراق .
4_ عدم وجود الدعم المادي والمعنوي للكوادر التدريسية وضعف الإدارات الساندة للعملية التربوية قانونيا واجتماعيا وأسريا مما أتاح للتدخلات الخارجية خارج المنظومة التعليمية من قبل المتنفذين والمنتفعين وأصحاب النفوس الضعيفة حيث أصبح المعلم ضحية لمزاج أشخاص بعيدين عن التربية والتعليم ومفهومها السامي ومبادئها وخصوصيتها في المجتمع فقد ساهم في إضعاف شخصيته وجعلها فريسة لجهل المجتمع وتقليل مساهمته في النهوض بواقع التعليم .
فعلى الحكومة الموقرة إذا أرادت وبإرادة جادة وحرص في إعادة العملية التربوية إلى مكانتها وانتشالها من واقعها المتردي في كافة مراحلها اتخاذ سلسلة من الإجراءات منها .
1_ بناء بنى تحتية على أسس رصينة من مدارس مؤهلة وإقرار مناهج تعليمية وكوادر فذة للقيام بهذه المهمة بخطى سريعة وثابتة تواكب المرحلة الجديدة من حياة المجتمع .
2_ التأكيد على مزج الجيل الجديد والقديم ذو الخبرة المتراكمة من الكوادر التدريسية لاكتساب الخبرة لقيادة مؤسسات التربية والتعليم .
3_ إعداد مناهج دراسية مدروسة تحاكي طموح المرحلة الجديدة من التطور الحاصل في العقلية الذهنية للطالب في خضم هذا التطور الكمي والنوعي من التكنولوجيا في العالم .
4_ حماية الكوادر التدريسية قانونيا واجتماعيا وماديا من طفيليات المجتمع الذين لا يقدرون أهمية العلم والتقدم والذين لا يحلو لهم تطور هذا الصرح السامي والعالي .
5_ العمل على السيطرة للأعداد الهائلة من المدارس والجامعات الأهلية التي ترهق العائلة والتلميذ ماديا وتوسيع واهتمام بالكليات الحكومية والمدارس المسيطر عليها .
6_ الاهتمام الجاد بالتربية أولا وخصوصا في السنوات الأولى من عمر الطالب أي المرحلة الابتدائية والتركيز على مفهوم القيم والمبادئ والتربية الأخلاقية والدينية والاجتماعية كون الطالب في مثل هذه الفئة العمرية نقي الذهن وصافي في استقبال وتقبل كل شيء في محيطه الخارجي وخصوصا الأسرة والمجتمع ولهذا على المعلم استغلال هذه الخاصية من خلال تأثر الطالب بشخصية المعلم الجيدة وجعله قدوة للطالب في البيت والمدرسة
فعلى الحكومة العراقية إذا أرادت أعادت العملية التربوية إلى ما كانت عليه في عهدها السابق فعليها السير بخطى سريعة مدروسة وثابتة تواكب المرحلة الجديدة من حياة المجتمع وذهنية الطالب المعاصرة بقواعد رصينة وخطط مستقبلية بعيدة المدى وبنهج علمي من فقهاء التربية والتعليم بعيدا عن إرهاصات السياسة وتأثيرها النفعي على عقليات الطالب والعراق ولاد لهذه الكفاءات التي تستطيع النهوض بها إذا ما أتيحت لها الفرصة والظروف والوسائل الصحيحة . والمساهمة الفعالة المشتركة من الجميع . فأن تدمير العملية التربوية التي قادتها أيادي ظاهرة وخفية من الداخل والخارج ما هي إلا جريمة كبرى اتجاه المجتمع والفرد وبحق الأجيال الحاضرة والقادمة ومن هنا تُطلق صرخة حزينة بوجه الدولة للوقوف من جديد لانتشال المسيرة التربوية أولا ثم التعليمية ثانيا من واقعها المنهار في العراق صاحب أعرق وأرقى حضارة عالمية وجامعات وثقافة رفدت العالم بالانجازات من خلال رفع الحيف والتجاوزات عن المؤسسات التربوية وإبعاد الأيادي الفاسدة التي شوهتها لسنين مضت ))