7 أبريل، 2024 9:46 ص
Search
Close this search box.

تدمير المنطقة العربية … بالحروب القذرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعد من أقذر الحروب العصرية هي الحرب الالكترونية أو مايسمى بالحرب الاستباقية (اي حرب المدن),التي لا تضرب كما تدعي قوى الاستكبار والغطرسة الحديثة ,البنية التحتية العسكرية للعدو,وإنما غايتها تدمير المعنويات والهمة القتالية للجيش المقابل(يعني اقتل أطفالكم ونساءكم وشيوخكم وشبابكم,وتدمير كل المصانع والمعامل والمدارس والمستشفيات والشوارع, وكل شيء يمشي أو يقف على ارض الخصم), قبل الدخول في المواجهة العسكرية,هذه الفلسفة الغربية المنشأ بامتياز,لم تأخذ مداها الواسع في مجال تعرية أخلاقية الحرب الالكترونية الحديثة(مسألة سقوط ضحايا أبرياء جراء القصف العشوائي الوحشي- يعقبها اعتذار سخيف عن الخطأ الالكتروني),
لفضح نتائجها الكارثية الآنية والمستقبلية,تلك التي يغطيها الإعلام الدولي المأجور على إنه حق مشروع للدول الإرهابية المجرمة,
وهذا مايحصل منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني المضطهد والمحتل,والذي يتعرض اليوم إلى هجمات عدوانية سافرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي,المدعوم بالصمت الدولي الرهيب على جرائمه..
لقد فضحت غزة وعاظ السلاطين ذيول أمراء البترول ,الذين يروجون لثقافة “إن الشيعة اخطر من اليهود”,
من اجل جر المنطقة العربية إلى ساحة الصراعات الطائفية والعرقية والقومية,وتنفيذ المؤامرة الخطرة ,التي تم تدريبهم و تثقيفهم عليه إعلاميا ودينيا ,بضرورة كسر روابط الهلال الشيعي,
فزج بالعديد من العصابات الإجرامية في الشؤون الداخلية لبعض البلدان العربية (العراق-لبنان-سوريا-الأردن-وبقية دول المغرب العربي),عبر تقديم كافة أنواع الدعم المالي والسياسي والعسكري لها,بما فيه الصراع الدائر بين المعارضة والنظام السوري ,
وهو شأن داخلي ابتدأ سلميا وانحدر إلى هاوية الفتنة الطائفية والدينية والاجتماعية الداخلية,مع العلم إن تأريخ سوريا الحديث, لم يشهد عبر عقود أي ظواهر للتصفيات الدموية بين الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية المتعاقبة على حكم تلك البلاد,بمعنى أخر إن بلاد الشام بلاد لأتعرف العنف منذ ولادتها,ولم يكن الأسد الأب أو الابن سفاحا (كصدام) كما يصوره الإعلام العربي المأجور…
إن الشعوب العربية مدعوة بنخبها وكوادرها وشخصياتها الاجتماعية والثقافية والأدبية والدينية إلى الوقوف بوجه مشروع إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد,والتصدي إلى مسألة إلغاء الهويات الوطنية واستبدالها بالهويات الاثنية,
إن بعض دول الخليج العربي التي روجت بدواعي الطاعة الامبريالية منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى خطورة المد الشيعي الإيراني,
هي لازالت تسير بشعوبها إلى بر الفوضى والاستلاب والاستعباد,إنهم يمررون خطط إعادة كبح جماح وطموح الشعوب العربية ,التواقة للتحرر من بعض القيود والأسوار التراثية المغلقة,تلك الحملات المسعورة لإعادة ثقافة الخط السلف التكفيري الوهابي,
 التي غذت الشارع العربي المنتهكة سيادته وحرمته منذ زمن ,بثقافة القتل والذبح والتفخيخ والتفجير الانتحاري تحت ذرائع واهية,
إن هذه الدول يجب ان تتوقف عن هذا السيناريو المدمر,والذي جربته في أفغانستان(في الحرب الباردة قبل عام 1991) أيام التحالف الجهادي-الأمريكي,
فجاءت نتائجه كارثية على هذه الدول نفسها ,وكذلك على بقية دول المنطقة(أنت تضخ ثقافة دينية تدعي إنها تصحيح إيماني سلفي ,كيف يمكن ان تسحب هذا الفكر من الشارع ,عندما تنتفي الحاجة منه,وهذا الشر وقعت به سوريا نفسها في تدخلها مع هذه الدول في الشأن العراقي)
إن الوقت ليس في صالح الشعوب العربية,وعليها ان تنتفض داخليا ,لتصحيح مسارها الأخلاقي والديني وحتى السياسي,وعلى الدول العربية الأخلاقية المتضررة من هذه السياسات الخطرة ,
ان تمارس دورا كبيرا لإيقاف عجلة هذا المشروع الاستعماري الخبيث,الذي ينفذ وكالة من قبل بعض دول الخليج والإقليم المحيط به,وان تتدخل هذه الدول لإنقاذ سوريا من الانهيار وتكرار تجربة العراق ثانية..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب