23 ديسمبر، 2024 7:49 ص

تدريب وتأهيل المعلمين يرفع مستوى التعليم

تدريب وتأهيل المعلمين يرفع مستوى التعليم

دائماً عندما نتابع اطفالنا  في المدرسة ونقوم بتعليمهم نردد ان هذا المعلم او المعلمة جيد في اسلوبه وذاك لا يفهم التلميذ او انه يخشى منه وبالتالي يكره المادة ولا يرغب في تعلمها.. في الحقيقة ليس هناك طفل مستواه الدراسي متدن بالفطرة، وانما هناك طرائق تدريس مناسبة وملائمة في ايصال المادة الى المتلقي واخرى غير ذلك.

من هنا نلاحظ اهتمام وزارات التربية والتعليم في كل العالم بتأهيل وتدريب معلميها ووضعهم في صورة آخر النظريات والابحاث بشأن طرق التدريس، كي يواكبوا الجديد منها والاحدث الذي يرتقي بمستوى التلاميذ ويحفزهم على التعليم.

ولابد لطرق التدريس ان تواكب المناهج، لاسيما عند تغييرها وتحسينها، ومن ذلك ما تقوم به وزارة التربية في اعادة تأهيل معلمي اللغة الانكليزية في دورات تشمل الاف المعلمين وعلى صعيد البلاد كلها، فلكل منهج جديد (أي كتاب) لابد من تأهيل لمعلمي المادة المذكورة.

المشكلة في مدارسنا الابتدائية ليس هناك من ثبات الاختصاص، برغم ان معاهد المعلمين بدأت منذ سنوات تخرج متخصصين في تدريس مختلف المواد، الا ان الحاجة وسوء التخطيط والتوزيع للقوى العاملة يجعل من ممارسة كل معلم لاختصاصه متعذراً في كثير من المدارس، فنلاحظ على سبيل المثال معلم الرياضيات يدرس اللغة العربية، وهكذا الامر، وبالتالي بعضهم بعد سنوات ينسى اختصاصه الذي درسه في المعهد، صحيح ان معلم المدرسة الابتدائية ملم بكل المواد ولكن التخصص امر في غاية الاهمية، وتقتضي الضرورة ان يعزز بدورات تأهيلية للاطلاع على الاحدث والاستزادة العلمية ومواكبة التطورات التربوية. غير ان هذه الدورات لا تشمل الجميع ولا تتمكن مديريات التدريب والتأهيل من اخضاع العاملين لبرنامجها لاسباب مختلفة، وفي كثير من الاحيان يتهرب المعلمون ذاتهم من هذه الدورات لاسباب مختلفة، الى جانب ان المدارس لا ترسل معلميها للدورات بذريعة الحاجة وحدوث النقص.

ان جميع المشاكل التي تعيق التحاق المعلمين بالدورات التأهيلية ينبغي ان تخضع الى الدراسة والبحث وتذليلها، خصوصاً ما يتعلق منها بالبعد المكاني لاقامة الدورات، وضرورة اللجوء الى فتح الدورات على مستوى القضاء والناحية وفي اوقات مناسبة لضمان اوسع مشاركة من المستهدفين فيها وصولاً الى التلقي التام للتأهيل، ويمكن وضع بعض المحفزات لما لها من فائدة في التعليم الجاد منها.

ان تأهيل وتدريب المعلمين ينعكس ايجابياً على مستويات التعلم لدى التلاميذ من خلال التجربة، فاحاطة المعلم بالمادة تساعد على ايصالها بيسر وسهولة الى المتلقين من التلاميذ، لذلك نرى الفروقات بين المدارس وطلابها في الاداء والنتائج لمصالح من كانوا قد تلقوا تدريبات على المناهج