كل إنسان له رأي إلا النزر اليسير الذي لا يهمه في هذه الدنيا غير اشباع بطنه فهؤلاء ليس من ضمن محور حديثنا
وصاحب الرأي بالتأكيد له قناعة تامة برأيه ويحتاج لأن يطرح رأيه بمنتهى الحرية والكتابة أكثر ما يوفر لصاحب الرأي ما يريدة من الحرية فلا يوجد من يحاول اسكات صوته وتصل لأبعد مكان يريده إذا علم كيف يسوقها بشكل جميل يخطف الالباب ويشد القراء ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تنشر تلك الآراء بشكل أوسع وأسهل
هناك الكثير من المقالات والنصوص والاراء المطروحة لا تجد لها حظوة من الانتشار بسبب افتقار الكاتب للموهبة او الالمام القليل بالكتابة
فالنص المكتوب بتعابير منمقة وعبارات جزلة وكلمات مختارة بصورة جيدة تجذب القارئ وتجبره للاستمرار بالقراءة وعدم مغادرة المقالة أو النص اول ما يبدا بقراءة كلمات منه حتى عندما لا يجد ما يهمه
لست متخصصاً بإعطاء القواعد للكتابة الأدبية أولاً ، وثانيا ان قواعد كتابة المقالة ادبياً اشبعت كتباً وكراريس يمكن للمهتم الاطلاع عليها وهي ايضاً مفيدة
لكن من تجربتي القليلة بالكتابة استطعت ان احيط موضوع كتابة المقالة ببعض المعلومات والملاحظات ثبت لي من خلال التجربة أنها نافعة و سأحاول تلخيصها وعند اتباعها في الكتابة سيكون النص جاذباً للانتباه مقرواً أكثر
سأشرع بتسطيرها عسى ولعل ان تنفع من يقرأها او من يريد ان يكتب المقالات وإن لم تكن ذات فائدة فعلى الأقل علمت القارئ الفطن كيف يميز بين الغث والسمين من الآراء
على الكاتب ان يهتم اهتماماً خاصاً بمقدمة المقال فمهما كان معبراً إذا لم يكن فيه ما يهم القارئ لن يكون مهتما بإكمال القراءة وهذا هو الجزء الأهم بالمقالة وهو الفكرة أو الموضوع يجب صياغتها واختصارها بكلمات تشعر القارئ انها امام موضوع يطرح لأول مرة ويحتاج لإشباع فضوله بإتمام القراءة ليرى ما مكتوب ويفضل أن لا يأخذ الكثير من الكلمات واختصارة بعدد قليل من الاسطر حتى لا يصاب القارئ بالملل
قبل المقدمة هناك عنوان المقالة نعم العنوان يجب ان يكون له علاقة مباشرة بما تتحدث عنه المقالة لكن هناك عناوين منفرة وعناوين جاذبة للقراء .
عنوان المقال الافضل ان يكون مختصراً ومعبراً وأكثر ما يكون عبارة عن تساؤل أو أستفهام او يشير لشيء مهم
فالناس مخلوطين بالفضول ويبحثون دائما عن الإجابات للأسئلة التي تطرح
طولة لا يزيد عن سطر حتى لا يصبح مملاً ولا يقل عن ثلاثة كلمات فيكون ابتراً
جسد المقالة أو المشكلة المطروحة التي تبحث عن حل أو الرأي الذي يريد إيصاله الكاتب للقراء هذا الجزء سواء طال أو قصر حسب نوعه يجب ان يحتوي على كل الادلة والبراهين والاثباتات التي تؤيده
والمحاولة قدر الامكان ان تكون الادلة بمصادرها أو الإشارة لمكان نشرها لتتيح للمهتم أن يرجع لها واذا كانت مجرد راي يجب ان تكون ذات فائدة عند الأخذ بها وذكر تلك الفائدة إذا كان هناك احد قد استفاد منها في وقت او مكان اخر
النهاية او الحل وفية يذكر الكاتب الفوائد المستقاة من ذلك الرأي عند الاخذ به او إيلائه الاهتمام الخاص أو حث الجهات المختصة لدراسته
قراء القرن الحالي ليسوا قراء القرن العشرين او ما قبلة
قراء اليوم يمتازون بالسرعة وكثرة المعروض فهم قراء التعليقات الفيسبوكية يبحثون عن حلول سريعة لمشاكل موجودة لن يجذبهم كل ما موجود يسأمون بسرعة ويهربون أسرع عندما تكون الكتابة لا تستحق وقتهم
لذلك من اهم الامور ان تكون الكتابة صحيحة والبناء جميل وهذا لا يتم إلا بكون الكاتب مُحيط بشكل كبير باللغة ويمتلك خزين كبير من المفردات تجعلة يتلاعب بالالفاظ كيفما يشاء ليبقى القارئ مشدوداً معه ومستمراً بالقراءة
وهذا الأمر لا يتم الا بالقراءة المستمرة والمطالعة بشكل أكبر لجميع ما يقع بين يديه من الكتب
وأهم تلك الكتب هي التي لها علاقة بما يريد كتابته
المواضيع والأفكار كثيرة ويمكن الحصول عليها بسهولة ولا يوجد رأي غير مطروح او لم ينشر حوله لكن الكتابة هي التي تجعل هذا الرأي يستحق أن يؤخذ به وتجعلة اوسع انتشاراً واعلى صوتاً
في بداية حياتك الادبية كتاباتك ليست كتابات طة حسين ومقالاتك ليست مقالات عبد الباري عطوان واسمك غير معروف بالتأكيد هناك من ينتقد كتاباتك ومن يرى الركاكة والضعف في بنائها بسهولة خصوصا إذا كان من تطلب رأيه في كتاباتك هو اعلى منك شأناً واكثر منك خبرة في كتابة المقالات لذلك لا تأخذ رأي أي شخص مهما يكن هذا الشخص رأيه محترم واعتمد على امكاناتك وزد ثقتك بنفسك وانشر ما تريد من نصوص سيزداد ما تنشره يوما بعد يوما قوة ورصانة وجمال وسترى نفسك قد حققت تقدماً لابأس به وستنشر لك افضل المواقع والصحف اما اذا انتظرت ان تكتب شيئا مثالياً ستقضي عمرك ولم تنشر اي ينص فمهما كانت كتاباتك قوية ستجد من يحبطك حسدا أو بطراً أو رأي مخالف لرأيك عندما يكون صاحب الرأي يمتلك معلومات اكثر منك بذلك الموضوع .
لا تتوقف عندما تشرع بكتابة نصك ولا تهتم بصحة الكلمات او نوع المفردات مادام قلمك يسطر الحروف استمر بإفراغ افكارك وعندما تنتهي من تسطير ما بجعبتك من كلمات سيكون لديك الوقت الكافي للتحرير والتصحيح وحذف الكلمات أو الجمل غير المناسبة واضافة الكثير مما تراه يناسب الكتابة فأي توقف سيفقدك ما تفكر به وسيخلق لك الكثير من المشاكل و ستهرب منك الكلمات
عندما ترى صعوبة في كتابة مقالة مترابطة ذات افكار وحلول ممتازة حاول أن تقسم فكرة المقال الى عدد من الاسئلة وكتابة الاجابة لكل سؤال ثم رتب ما كتبتة حسب اصول المقالة من مقدمة وجسد المقال ثم الخاتمة فمثلا لو كتبت مقالة عن التعليم
سيكون لديك الكثير من الأسئلة او العبارات لتكتب عنها
كيف نطور التعليم ، مشاكل التعليم ، حلول لاستيعاب مخرجات التعليم ، تطوير الكوادر التدريسية ، تطوير المؤسسات التعليمية ، الابنية المدرسية ، الاستثمار في التعليم ، هل المقررات المدرسية مناسبة او تحتاج مراجعة ، وغيرها من التساؤلات
فلو كتبت عن كل سؤال او عبارة مجموعة من الأسطر سيكون من السهولة الحصول على مقالة تزيد كلماتها عن ٤٠٠ كلمه في موضوع يهم ملايين الاشخاص
لا تكتب المقالات الكبيرة إذا لم يكن لديك خبرة في كتابة المقالات الصغيرة فالفكرة ستهرب منك وستجد نفسك محبطاً وتشعر بالفشل حاول البداية بمقالات صغيرة ذات فكر مهمة ثم تلقائيا ستتطور وستكتب مقالات من الالاف الكلمات
أهم ما تواجهه ككاتب مبتدأ هو بعض الأسئلة التي توجهها لنفسك هل يستحق النص الذي كتبته النشر أو ابقيه لنفسي فقط بصفحتي الشخصية أو بجهازي دون ان يطلع عليه أحد خوفاً من الاستهزاء أو عدم الثقة بكتاباتك
اطرد هذه الفكرة من رأسك فوراً وحاول أن تعرض ما كتبتة لمواقع وصحف مختلفة حتماً ستجد من يتوافق معك ويعجب بكتاباتك وينشر نتاجاتك وتذوق حلاوة النجاح