23 مايو، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

تدخلات ايران في كردستان العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان احكمت قبضتها العسكرية والدينية على بغداد وسلطتها ،واصبح نفوذها طاغيا على كل محافظات العراق بوجود ميليشياتها،تتجه ايران ،هذه المرة لتعكير وتفجير الاوضاع في كردستان العراق ،مستغلة انهيارحليفها وربيبها ويدها الضاربة في كردستان  حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي ،الذي يتزعمه  جلال طالباني منذ عشرات السنين ،والذي يعتبرونه حكام طهران الحليف الاستراتيجي لهم في العراق منذ ثلاثين سنة ،والمدلل الاوحد لدى ولي الفقيه الخامنئي ، هنا لانريد ان ندخل في تفاصيل انهيار حزب مام جلال الذي اصبح في خبر كان بعد غياب مؤسسه ورئيسه منذ اكثر من سنة في غيبوبة لايعرف الا الله نهايتها ،حيث يواجه الحزب نهاية اكيدة على ايدة متصارعين على الزعامة والذي سيقود حتما الى التقسيم والشرذمة والانحلال ،ان لم نقل الاحتراب فيما بين اعضائه واقطابه التاريخيين ،وهم الاقوى هيرو زوجة زعيم الحزب وكوسرت رسول الرجل الاقوى في الحزب وبرهم صالح الرجل الاكثر اعتدالا والتزاما وحرصا على مستقبل الحزب ،ولكن تدخلات حكام طهران وملاليها اضافت عاملا اخر لتاجيج الصراع داخل الحزب لصالح زوجة الزعيم التي تصر على تبعية الحزب لملالي وحكومة طهران ،فيما يرغب الاخرون بالتخلص من سطوة وهيمنة ملالي طهران على الحزب من خلال اعضائه الموالين لهم ،هذا ليس هدفنا في هذا المقال ،وانما اردنا ان ننبه الى خطورة الاوضاع في كردستان العراق والدور الايراني الخبيث في تفجير الاوضاع هناك من خلال ازمة حزب جلال طالباني ،واستغلالها حجة للتدخل العسكري والسياسي في رسم مستقبل كردستان العراق ،هذا التحليل ليس معناه اننا نناصر جهة او حزب ،لان موقفنا من الاحزاب الكردية الحاكمة واضحة كعراقيين ،انها هي لاغيرها من سهل للغزو الامريكي للعراق ،وهي من خطط في مؤتمر لندن وصلاح الدين لحل الجيش العراقي واخراجه من حالة التوازن الاستيراتيجي في المنطقة ،وهي من كان وراء اجتثاث البعث وهيكلة الدولة العراقية واسقاط نظامها الوطني ،وهي وراء جميع قرارات الحاكم المدني بول بريمر سيء الصيت ،والذي يعد اللص الاول في العراق بعد ان سرق (8)مليارات دولارنقلها عبر اربيل الى بيروت ،اليوم تبدلت علاقة ادارة اوباما والبيت الابيض والكونغرس الامريكي تجاه هذه الاحزاب ،ورفضت استقبال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برازاني في البيت الابيض ،لانها اعتبرت الحزبين الكرديين (حزب جلال وحزب مسعود ) من المنظمات الارهابية ووضعتهاما على لائحة الارهاب الدولي ،عجيبة والله بالامس كانت تعتبرهم ساعدها الايمن في المنطقة واليوم هي احزاب ارهابية ،هكذا هي امريكا دائما ،تلقي عملائها على قارعة الطريق وتخذلهم في اشد حاجاتهم اليها ،وهذا ديدن العملاء ممن باعوا اوطانهم ولم يستفيدوا من دروس التاريخ القريب ،عندما تخلت امريكا عن المرحوم مصطفى البرزاني في اتفاقية 1975الموقعة مع شاه ايران محمد رضا بهلوي،يتكرر المشهد نفسه اليوم ،تاركة الاحزاب الكردية الحليفة لها ،تواجه مصيرها مع حكام طهران ،الذين يريدون تفجير الاوضاع في كردستان العراق،واشعال فتنة بين الحزبين الحاكمين في شمال العراق ،وفرض هيمنتها على العراق كله وبضمنه الشمال العراق ،وهي في سباق وصراع محموم مع تركيا على النفوذ هناك،فتركيا هي حليفة مسعود برازني ويعمل مسعود برازاني بوصفه رئيسا للاقليم كله على اشاعة السلام والبناء والعمران والاخاء في ربوع كردستان العراق ،وله تاثر كبيرومؤثر على اكراد تركبا وايران وسوريا ،ويحمل مشروع الدولة الكردية في المنطقة وله علاقات دولية جيدة جدا مع الدول الغربية والاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية وهذا حقه القومي المشروع ،وقد وصلت مديات هذا الحلم الى نهاياتها القريبة ،بعد انتهاء وسقوط نظام بشار الاسد ،خاصة وان مسعود برازاني قد دعا الى مؤتمر قومي لاكراد العراق وسوريا وايران وتركيا ،لصياغة حلم الامة الكردية ،في حين يخضع حزب جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني لهيمنة ايران وحكامها منذ ثلاثين سنة ،لهذا نراه اليوم يتفكك باشراف وسطوة طهران ،مما ينذر باحداث لايحمد عقباه ومنها تاخير تشكيل حكومة الاقليم ،وافتعال ازمة وانشقاقات داخل الحزب ادت الى تفليشه وهيكلته وتحويله الى اجنحة متصارعة في ظل غياب الرئيس ،اذن التدخلات الايرانية اهدافها واضحة في كردستنان العراق وهي تقويض التجربة الكردية في الحكم الذاتي الممهد للدولة الكردية ،والتي يبدو ان حكام طهران ادركوا خطورتها الان ،ويعملوا على تفكيكها ووأد التجربة الكردية ،في ظل تحولات دراماتيكية جيوبوليتيكية ،وصراع تحالفات بين ايران وتركيا ،ويكون مسرح الصراع ارض كردستان ،لذلك نقول للاحزاب الحاكمة عليم الحذر كل الحذر من الاخطبوط الايراني الخبيث الذي يريد تفتيتوتفكيك وحدتكم وشق صفوفكم بتدخلاته المريبة في شؤون الاقليم الشمالي للعراق ،وعليكم اخذ الدروس من هيمنة النفوذ والقرار الايراني بشقيه العسكري الميليشياوي والديني على السياسة في العراق ،وقطع يد هذا الاخطبوط الخبيث في كردستنان قبل ان يلتف حول رقابكم لاسامح الله ويفرض اجندته وسطوته عليكم ،ولم تكن اولى بذور هذا التدخلات اقامة حسينية ايرانية هناك ،فقد كانت ازمة حزب الاتحاد الوطني وتدخلاتها فيه هي شرارة الازمة الاكبر في كردستان العراق ،لخلق بؤتر توتر وتفجير الاوضاع الامنية والسياسية هناك …احذروا يا اهلنا في كردستان العراق من الاخطبوط الايراني الخبيث ….احذروه؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب