14 أبريل، 2024 4:59 م
Search
Close this search box.

تدحرج كرة الثلج للسقوط الى الهاوية

Facebook
Twitter
LinkedIn

النزاهة والشفافية هي من سمات الدول المتقدمة والتي تصب في نهاية المطاف لتحقيق العيش الرغيد وسيادة القانون الذي بدوره يكون عاملا مهما في تحقيق العدالة الاجتماعية على المستوى الوطني ، وهذا الامر عندما يكون سائدا في مجتمع ما ، يكون الفرد فيه مفطورا على التحلي بالاخلاق (الإنسانية) والمبادئ المستقيمة، واكاد اجزم ان أي مجتمع يفتقد هذه السمات يكون في نهاية المطاف مجتمع منهار وفاقد لكل قامة من مقومات الإنسانية.

ويقع على عاتق الدولة كونها وحسب العقد الاجتماعي مكلفة من قبل الشعب بالحكم من خلال حكومة تمثل الشعب ، هذه الحكومة تكون ملزمة بان تمثل القانون وتطبق مفردات وبنود الدستور ، والذي يسعى (بحكم العادة) الى توفير العيش الكريم لافراد المجتمع كافة، وكما هو مثبت في جميع دساتير والشرائع ان الجميع متساوون امام القانون ولا يمكن ان تكون هناك حاة من التمييز بين افراد المجتمع على حساب العرق او الدين او المعتقد او حتى الانتماء السياسي ، فالجميع يجمعهم الانتماء الوطني وهم بذلك تحت مسمى (أبناء الوطن) يمتلكون ذات الحقوق وعليهم ذات الواجبات.

اذن القانون لا يميز بين (س) و (ص) والكل تحت طائلة القانون، هذه الجزئية عندما تأخذ طريقها في التطبيق ، يلاحظ ان الفرد يطبق القانون من تلقاء ذاته من دون رقيب، ولتبسيط المطلب الذي اود طرحه ، ادرج لك عزيزي القارئ احد الأمثلة من الحياة المعاشة والتي شهدتها بنفسي.

في احدى السنوات كنت في دولة (كما يطلق عليها العالم الثالث) كنت استقل سيارة اجرة عائدا الى الفندق الذي اسكن فيه، وكان الوقت في حينها بعد منتصف الليل والشارع فارغ لا توجد فيه سيارات، توقف سائق الأجرة لان إشارة المرور الضوئية حمراء، التفت الى السائق متسائلا لماذا توقفت فرد بشيء من الاستغراب ان الإشارة حمراء ، اعدت سؤالي ولكن الشارع فارغ وتوجد أي سيارة على بعد مئات الأمتار، فالتفت السائق واجابني بشيء من الغضب ، انا اقف امتثالا للقانون ، ولا استطيع ان اخالف القانون.

موقف رائع ينم على وعي وثقافة بدرجة عالية ومن الشعور بالمسؤولية امام المجتمع وامام القانون، ولكن عندما اعود الى موطني الذي علم العالم الكتابة وأول مسلة قانون كتبت على ارض بلادي، اجد ان اول من يخالف القانون هو رجل الدولة، كم مرة في اليوم يقطع المسؤول (الشريف) الشارع لكي يسير بكل سرعة وبقية افراد المجتمع يذهبون الى الجحيم، لماذا لا يقف المسؤول في إشارات المرور، كم مرة تم الاعتداء على رجال المرور من قبل حمايات المسؤولين، حتى وصل الامر ان (مومسات) المسؤولين يعتدين على رجال القانون بدون محاسب ولا رقيب بل يعاقب بالطرد او النقل او قطع الراتب كل من يريد تطبيق القانون.

اذن يا سيدي المسؤول كيف تطلب مني تطبيق القانون وانت من يخالفه، كيف تريد مني ان احترم مؤسسات الدولة وانت وحاشيتك وحتى الخدم عندك لا يحترمون القانون، كيف احترم القضاء ورجال القضاء وانا أرى سراق ولصوص وتجار مخدرات يسرحون ويمرحون ، بل تحت حماية الدولة يعملون.

كيف تريد مني ان احترم مؤسسات الدولة ، وكل يوم تصدر أوامر بتعيين (الاغبياء) و (الإرهابيين) و (رجال البعث الكافر) في مناصب عليا في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

يا صديقي … يا اخي …يا من بيدك مقاليد الحكم في العراق الجريح…. انك تسير الى الهاوية ككرة الثلج المتدحرجة ، انت تعلم ان كلامي صحيح 100% ـ ولكنك تتبع طريقة الهروب الى الامام ، لا تاخذك العزة بالاثم …ثورة البركان قادمة …

المحرقة ستأكل الجميع …ما يقلقني ان النيران ستحرق ما تبقى من بلدي

ولنا وقفات في مقالات قادمة …اذا بقيت للحياة

بغداد / العراق المحتل

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب