18 ديسمبر، 2024 10:58 م

تداعيات معركة ( الفلوجة ) ومشروع تقسيم العراق الانجلو اميركي‎

تداعيات معركة ( الفلوجة ) ومشروع تقسيم العراق الانجلو اميركي‎

بالايام القليلة والساعات القادمه ستقع المعركة في الفلوجه تحشيد للجيش وتقدم للحشد الشعبي كل ذلك لتحرير المدينة من الدواعش وارجاعها لهم بوجه جديد وباتفاقيات دولية قد يستغرب البعض من قولي هذا ولكنها حقيقة السياسة فليس فيها مبادى وقيم انها المصالح ولو على بخس حقوق الاخرين فمدينة الفلوجه مدينة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الاميركي وقد تكبدت القوات الاميركية خسائر فادحة ولم تدخلها الا سياسياً لا يخفى ان في الفلوجه كل الفارين من النظام الجديد اواغلبهم او مايسمى ببقايا النظام السابق ومجاميع من داعش الارهابية وعشائر عربية متحالفة معهم وكل ذلك كان او يعزى الى سببين :

1- ان المدينة رفضت الاحتلال كونها عراقية اصيلة كغيرها من المدن الاصيلة وفيها الكثير من الضباط والمراتب وفيها الفكر القومي والبعثي و ترفض الاجنبي بكل اشكاله كما ان الطائرات العراقية التي قصفت اسرائيل كانت تنطلق من القاعدة الجوية في الحبانية وهي اكبر القواعد الجوية وتسمى بقاعدة تموز الجوية
2-عدم استيعاب العملية السياسية لكل مكونات العراق بشكل جدي وحقيقي ينسجم مع الارادة الحقيقية للتعايش السلمي واعطاء الحقوق بشكل متساوي للكل بل انفردت احزاب شعية بالكعكة الكبيرة لمصالحها فقط وحرمت اغلب مكونات العراق والعملية السياسية.

وليس غريباً ان يقال بان الفلوجة خارجة عن القانون فهي في زمن نظام صدام لم تكن تقبل به بل حدثني من اثق به انه كان في سوق الفلوجة الانضباط العسكري الصدامي فرفض اهل الفلوجة ذلك وطلبوا طردهم من الاسواق وبعد رفض حكومة صدام تم اغتيالهم جميعاً وهم من ابنائهم ولما وصل الامر لصدام طلب عدم نشر اي قوة عسكرية أو أمنية داخل مدينة الفلوجة ولعل هذا السبب ليس طائفياً اوعرقيا بل لانهم بدو لايقبلون الاغراب ، منذ التغيير عام 2003 ولحد دخول داعش فيها لم يدخلها الجيش العراقي بل يتواجد في نقاط بعيدة عنها كسيطرات لم تكن الحكومه العراقيه ترغب في وجود نفس عروبي او قومي او بعثي لأنهم ارادوا اختزال السلطة في المكون الخاص الذي وقع الاتفاقيات في بريطانيا وبإعتقادي ان بريطانيا ربت الوليد المشوه كحزب الدعوة على الطاعة والانقياد ومنحته امتيازات كبيرة وكثيرة كما انها اسهمت بشكل مباشر لكسب ثقة مرجعية الخوئي بواسطة ولده عبد المجيد ومحمد تقي ووكيلهم الملل الكشميري بريطاني الجنسية وصهر المرجع و الخوئي هو ابو القاسم الاستاذ الاكبر فقهياً في حوزة النجف ومنحتهم فرص تملك العقارات وقروض كبيرة وميسرة ووجهت الكثير من رجال الاعمال الذين يحملون الجنسية البريطانية من الاصول الهندية والباكستانية والايرانية مثل تجار الخوجات والبهرة الاسماعيلية لدعم مرجعية ومقرات دينية تابعة للنجف كما انها جمعت كل مؤتمرات المعارضة الاسلامية وغيرها في الاجتماع المسمى ( مؤتمر لندن ) والذي بموجبه دخلت القوات الانجلواميركية في العراق ان بريطانيا ارادت ان تخلق وتصنع خيوط اللعبة عند الاحتلال فسيطرت على المرجعية الشيعية والاحزاب الشيعية وغيرها كي تنجح المشروع الشرق اوسطي في العراق اولا ثم تنطلق الى الدول الاخرى المجاورة بالضبط كما ان بريطانيا تركز على ان تخضع الفلوجة بالذات ان القوات البريطانية خاضت معارك ضد الثوار في الفلوجه وتكبدت خسائر كبيرة كما ان القوات الاميركية فشلت في السيطرة على قضاء الفلوجة وبعد شعور اهالي القضاء بأهمية التحدي وغلق باب الحوار المنصف معهم لجأوا الى خيار خطا وهو الاتفاق مع الارهابيين وهم القاعدة وتنظيم داعش وهذه الزاوية افضل مذبح شرعي دفعوا اليه من قبل القوات الاميركية فسيكون قتلهم شرعياً وبواسطة الاحزاب والحشد الشيعي والشعبي لا اقول ان الفلوجة ورجالها وعشائرها وطنيين او ارهابيين الا ان خياراتهم لم تكن صحيحة كما ان الحكومة العراقية لم تكن خياراتها وطنية ومعقولة ان معركة الفلوجة قد تحسم سريعا عسكريا لصالح الحكومة العراقية ولكن من سيديرها ومن سيحكمها بلا شك ستكون متوترة غير مستقرة تستقطب الارهابيين وهي خاصرة بغداد ان معركة الفلوجة باتت قريبة ولكن لم يدرك الجيش ان الفلوجة مصدر كبير للقادة الميدانيين وستفتح جبهات جديدة في مناطق هشة لاشغال الجيش وتبديد قواته الضاغطة على القضاء ان بريطانيا تريد اخضاع الفلوجة بأي ثمن كما ان الاميركان خسروا افضل قواتهم فيها بحيث يقدر مايقارب %90 من القتلى الاميركان في الانبار والسريع في الفلوجة ان الخبرات الكبيرة والمعارك للمقاومة في الفلوجه جعلتها مدينة تجتذب الارهابيين او الجهاديين المتطرفين ون السلفية التكفيرية من كل بقاع العالم ومما عزز ذلك عدم احتواء المدينة سياسياً من قبل حكومة بغداد الطائفية وهذا اعطى الفلوجة دعماً كونها المدينة المقاومة الاولى في العراق لم يكن بالامكان ضرب المدينه في السابق ولكن اعطائها اتنظيم داعش وسيطرة التنظيم عليها جعلها تخرج من صفة المقاومة الوطنية والمطالبة بالحقوق والمساواة الى ماوى ومقر للارهابيين تنظيم داعش وبقايا النظام السابق المطلوبين قانونيا للحكومة الجديدة بقضايا جنائية فجمعت اسباب كثيرة وبين الثار الاميركي-البريطاني وبين اشتعال الطائفية وبين معارك ستخاض قريباً تبقى الكفة العسكرية هي الخيار الذي سيفرض الارادة وان خيارا ضعيفا فلابد من اللجوء الى البدائل الجيدة او البديل الافضل للحل واعتقد هو واضح وصريح وبسيط جداً وليس بهذا الحجم الكبير المفروض كانت العملية السياسية تمنح الاقليم السني حقوقة وامتيازاته كما الاقليم الشيعي والكردي وهذه حقيقة واما ادلجة الصراع طائفيا فخطا كبير وزج الاسلام السني والشيعي هو بحد ذاته جريمة تحريض على الكراهية الدينية واما احتمالات معركة الفلوجة فهي كثيرة وعديدة اكبر من قضاء يسيطر عليه التنظيم وقد يكون القشه التي تقسم ظهر البعير والاحتمالات هي:

1- سيلقي الكثير من الشباب سلاحهم وسيشكلوا الحرس الوطني السني مقابل الحرس الوطني الشيعي او الحشدالشعبي.
2- سيكونون منتسبي في وزارة الدفاع العراقية كالحشد والقوى الشيعية ويتقاضون رواتب.
3-ستكون عشائر الانبار هي الحاكم الفعلي للمحافظة وستذوب فكرة داعش ظاهريا في المجتمع السني وقد تستخدم كورقة ضغط على الحكومة المركزية في حالة عدم تلبية او الاخلال بالاتفاقيات الثنائية.
4- اما في حالة اصرار الشيعة على التواجد بالاماكن السنية بعد التحرير فلن يستقر الوضع امنيا وليس للصالح العام بل ستستمر المعارك مما يجعل انهيارا امنيا وتردي في كل المستويات الاقتصادية والسياسية.
5- احتمال اندلاع حرب اهلية اوعصابات في محافظة الانبار اذا اصر الدواعش وانصارهم للقتال ضد الجيش والحشد والقوى الوطنية مما يجعل تدخلا اميركيا مباشرا لدعم الحكومة وباسم الدفاع عن الشرعية.
6- واخيرا يمكن انزلاق العراق جميعا لحرب اهلية وانهيار امني خطير في بغداد يجعل ويكون تحالفات جديدة غير متوقعة وسيلعب التقارب الوطني في المواقف دورا كبيرا في تحويل الواقع السياسي الطائفي الى جهد وطني موحد.
7-سيفتح داعش جبهات جديدة في بغداد او بعض المدن الامنه نسبيا لتخفيف الضغط العسكري عن الفلوجه او تحويل المعركة الى مكان اخر بعيدا عما يتوقعه الجيش العراقي والحشد الشعبي.
8- من المتوقع الهجوم على المنطقة الخضراء واعلان سقوطها سريعا مما يجعل الانهيار والعسكري عامل كسرنفسي لانسحاب القوات الكبيرة والمتجحفلة الان قرب الفلوجه وقد يبادر داعش لحوار بواجهات جديدة لغرض فرض شروط حوار سياسي جديد وبأفكار عديدة وخيارات كثيرة.

وبين كل هذه التكهنات ستكون معركة الفلوجه معركة حاسمة لأحد الجانبين او ستفتح الطريق لمشروع حوار وطني بآلية ضغط جديدة تحت مايسمى بتنظيم داعش فاعتقد دوره انتهى في العراق وسيكون مجرد عنوان للضغط على اي حكومة مركزية منتخبة مهما كانت توجهاتها واعتقد هدفهم هو هذا فقط لاغير واما مصالح ايران فتكمن في استمرار القضاء على قوى التطرف وعدم الحوار معها بأي شكل من الاشكال باعتبار اختلاف الايديولوجية الايرانية مع التنظيمات السلفية المتطرفه وبما ان ايران صاحبة القرار الاقوى في العراق فليس من مصلحتها ايجاد بؤر خطيرة في العراق لذلك لا اعتقد بانها ستنهي المعركة سريعا كما ان المصالح الاقليمية لدول المنطقة المحيطه بالعراق ايضا لاتستفيد من مشروع الحوار الوطني والسلم الاهلي في العراق لانه يتعارض مع مصالحها خاصه الدول العربية واما الولايات المتحدة وبريطانيا وفي هذه المرحلة فمن مصلحتها القضاء على التنظيمات المتطرفة خاصه في العراق باسرع وقت لاعادة تأهيل المنطقة ودخول الشركات الكبرى الاميركية والبريطانية والسيطره على منابع البترول المهمة والاولى بالشرق الاوسط ولإنجاح المشروع التغييري في العراق تحت ظل الاحتلال الانجلو اميركي.