7 أبريل، 2024 2:06 ص
Search
Close this search box.

تداعيات زيارة ماكرون لبغداد !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

” الجماعة ” الرئاسة والساسة غمرتهم الغبطة والسرور الى حدٍ يدنو من الإنتفاخ , بأن يزورهم رئيس دولة عظمة او كبرى , بينما في ثنايا هذه الزيارة إهانةٌ ما بعدها اهانة .!
لو كانَ للعراقِ سيادة , لما كان من ضرورة ليتحدث الرئيس الفرنسي عن اهمية السيادة لدولة العراق , والأنكى أنّ تركيز حديث رئيس الجمهورية السيد برهم صالح كان يتمحور ايضاً عن السيادة .! , والسيادة العراقية ليست مخترقة من حدود العراق الشمالية ” تركيا ” والشرقية فحسب , ولا علاقة بذلك بحركة وتحرّك الدواعش في حدود العراق الغربية مع سوريا ذهاباً وإيابا , ومكوثاً ومبيتا , فالحدّ الأدنى ” او اقلّ منه ” لهذه السيادة , يتمثّل في عدم قدرة الدولة واجهزتها العسكرية والأمنية في وقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء – الرئاسية التي يتواجد فيها القصر الجمهوري ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع , بالإضافة الى سفاراتِ دولٍ كبرى , وبجانب وجود مقرّات لأجهزةٍ أمنيّةٍ حسّاسة .!

إحدى العناصر الرئيسية لهذه ” الإهانة – الزيارة ” هي التخصيص والتحديد المسبق لمدتها بأربعِ ساعاتٍ فقط , وغير القابلة للتمديد حتى لساعةٍ اخرى اضافية , واذا حذفنا او طرحنا الوقت الذي استغرقته مراسم استقبال ماكرون في مطار بغداد واستعراضه لحرس الشرف ” والذي كان مظهر ومنظر آمر هذا الحرس مفتقداً للياقة والهندام العسكري ” , ثمّ الوقت لإستعراض حرس الشرف مرةً ثانية في قاعةٍ مغلقة او مسقّفة مع رئيس الوزراء السيد الكاظمي ” وهي حالة نادرة وفريدة في العالم كان قد ابتكرها عادل عبد المهدي وانتقلت حمّى هذه العدوى للكاظمي ” , ثمَّ وبأستقطاعٍ آخرٍ للمدة او الوقت الذي استغرقته مأدبة الغداء التي اُقيمت على شرف الرئيس الفرنسي < ولا ندري ما هي ضرورة أن تكون المأدبة او الوليمة بحضور رئيس المحكمة الأتحادية السيد مدحت المحمود ورئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان > .! فهل هنالك قضية جنائية على المستوى الرئاسي أم للتظاهر بعدالة العدالة في العراق .! , الى ذلك فكانَ واضحاً للعيان عدم نجاح الإعداد التقني والإداري للمؤتمر الصحفي بين الرئيسين العراقي والفرنسي , والفوضى التي كانت بائنة قبل الشروع ببدء المؤتمر والتي رافقها عدم تهيئة اجهزة الترجمة إلاّ بعد حضور السادة برهم وايمانويل وفق ما عرضته التلفزة , وبدا أنّ عراق ما بعد الأحتلال يتجاوز حتى ادبيات البروتوكول الرئاسي .! فمن غير المفهوم إحراج الرئيس الضيف بعقد لقائين او مؤتمرين صحفيين مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الوزراء .؟ , حيث تقتضي الأعراف أن يغدو مؤتمراً واحداً , وخصوصاً في زيارة الساعات الأربع .!

وعلى ذات الوتر البروتوكولي , فيصعب على ” الإعلام ” إظهار او تنسيق ” الإخراج الصحفي ” كيفَ أنّ رئيس الجمهورية يستقبل الضيف الفرنسي في مطار بغداد , وتعقب ذلك لقطةٌ اخرى يستقبل فيها برهم صالح لماكرون عند البوابة الخارجية للقصر الجمهوري الذي صار يسمى قصر السلام , حيث نزلَ رئيس فرنسا بمفرده من المركبة الرئاسية المصفحة .! حيث تفرض التقاليد أن يرافق الرئيس العراقي ضيفه في ذات العجلة الرئاسية وصولاً الى المقرّ الرئاسي .

بعدَ لقاءٍ مع الحلبوسي , ولقاءٍ آخرٍ مع السيد نيجيرفان البرزاني , فكم غدت اعداد الدقائق للتباحث ومناقشة القضايا الستراتيجية بين العراق وفرنسا .؟ , مع أخذٍ بنظر الأعتبار والحساب لمراسم توديع الرئيس الضيف , والوقت الذي يستغرقه الأنتقال في الطريق من المنطقة الخضراء الى المطار .!

وبدا ايضا أنّ الزائر الفرنساوي شعرَ وارادَ أن يخفف من هذه الإهانة في هذه الزيارة ” المقلّصة ” , فوعدَ بزيارة العراق مرّة ثانية قبل نهاية هذا العام .

من زاويةٍ تكتيكية , كانت زيارة ماكرون الى السيدة فيروز قد حظيت بأهميّة وبتغطية اعلامية بما يفوق زيارته للقطر .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب