على اثر زيارة ترامب للسعودية وعقد قمته بالرياض تفجرت الصراعات العربية , فقطر لم تعد تخفي خلافاتها السابقة مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر والتي وصلت الى حد القطعية بسحب سفراءها من قطر في مارس 2014 , اليوم كان يفترض بهذا الانقسام ان لا يحصل بين الاشقاء الخليجين بعد أن اجتمع قادتها مع ترامب لإظهار التضامن في مواجهة الجماعات التكفيرية وإيران الشيعية , لكن الحرب الاعلامية بدءت بمجرد ان غادر ترامب الى اسرائيل , فتصريحات حاكم قطر التي تزامنت مع زيارة ترامب للسعودية قد صيغت بدقة وكانت تعني حيث قال : (أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة) بهذا التصريح بعث الشيخ تميم رسالة تهدئة واطمانان الى إيران وسوريا وحزب الله وروسيا ، وهذا ما تريده وتقصده اميركا لكي لا تتحسس هذه الأطراف من القمة السعودية الاميركية , بنفس الوقت اراد بها استفزاز السعودية الى أبعد احد حتى تكون بحاجة أكثر الى التوسل بترامب كي يحلبها بالمزيد وهذا ما تريده وتطمح به امريكا ايضا , من جانبها ردت السعودية على هذا التصريح من خلال صحيفة المدينة وكتبت عبر صفحتها (قطر يطعن جيرانه بخنجر إيران، ويعتبرها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة، وليس من الحكمة التصعيد معها) كما شهرت السعودية بقطر من خلال صحيفة عكاظ التي كشفت عن لقاء سري جمع وزير خارجية بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ببغداد، معتبرته مفآجة صادمة وسابقة خطيرة ضد مقررات القمة العربية الاسلامية بنفس الوقت الجهات المختصة في السعودية بدأت بحجب كل الصحف القطرية وموقع قناة “الجزيرة , اما قطر فلا تنسوا انها تتصرف بطريقة ذكية ومرنة في علاقاتها الخارجية وتؤدي الدورالمرسوم لها بحرفية لاسيما ليست لديها مشاكل داخلية وليست متورطة في أزمات خارجية وهي تفهم وتتفهم ما تريد واشنطن وتل أبيب منها ، وليس من ينافسها على مكانتها احد,على عكس السعودية التي تعاني مشاكل داخلية ولها مشاكل خارجية ومتشددة في علاقتها ومتكلسة في تفكيرها فكيف تعتمد عليها امريكا بعد ؟! اذن قطر تتصرف بضوء ورؤويا ومشورة وتوجيه حتى وان سحبت سفراءها من السعودية ومصر البحرين والكويت والإمارات اليوم , فقد استخدموا الورقة العراقية بارسال وزيرخارجيتهم الى بغداد واعقبها تصريحات بدعم حماس التي تحضى بمكانه ايجابية من ايران وسلبية من السعودية , ولكن مهما بلغ الصراع بين الاثين في المنافسة المحمومة من سيكون في الحدث وبالقرب من امريكا ؟! تبقى هذه الخلافات ضمن السيطرة الامريكية وتستطيع توجهها كيف ما ارادت وانهاءها باللحظة التي تريد , فامريكا تستفيد من اصدقاءها واعداءها على حد سواء والسؤال بالمناسبة من دفع دول الخليج للتسلح بعقود ضخمة مع امريكا ؟!…على اي حال لناخذ الذي يعنينا, ففي ظل هذا الجو الملبد بالغيوم اصبحت الفرصة قائمة والوقت مناسبا للعراق ليعيد تصميم موقفه السياسي وإعادة التفاهم مع الاخرين بما يضمن بناء علاقات افضل لمصلحة العراق وامنه الداخلي والخارجي , فاللعبة السياسية اصبحت تواكب الاحداث والمتغيرات في الساحة العربية وتتحرك في ضوئها والمفروض استثمارها ببراعة وحنكه, فهل نفعلها لا اعتقد ؟!.