جليّاً وبوضوحٍ أنَّ مَنْ يمتلكون اموالاً اكثر من سواهم من المرشحين للأنتخابات ” بغضّ النظر عن مصدر الأموال او التمويل ” , فلا ريب أنّ اعداد صورهم ويافطاتهم واحجامها ستكون اكثر من سواها من المرشحين الآخرين , وفق مبدأ المساواة المفترضة في احزاب الإسلام السياسي الحاكمة ! , وعدا ذلك ايضاً فأعتبارات المنطق تفرض التساوي في اعداد وسائل الدعاية الأنتخابية واحجامها واساليب العرض فيها .
من حقّ المواطنين الأفتراض الموضوعي بأنّ المرشحين الذين شوّهوا العاصمة والمحافظات والأقضية والقصبات بلافتاتهم وبوستراتهم المؤطرة , أن يفترضوا نسبةً ما للفساد لأداري والفوضى الأدارية , في حال فوز هؤلاء او بعضهم في الأنتخابات المقبلة , علماً أنّ الوسائل والأساليب الدعائية المؤثرة والموضوعية , هي ليست بعرض صور المرشحين بأحجامٍ عملاقة , ولا بكتابة شعاراتٍ وعباراتٍ إنشائية تحت او فوق صورهم , وانما تكمن أساساً في سلامة ووطنية الحزب ” او القائمة او التيار ” الذي ينتمي اليه المرشح , بالإضافة الى تعريف المرشح لنفسه وماذا كان يُشغل من مواقعٍ في الدولة قبل وبعد الأحتلال , ومدى مؤهلاته ونزاهته , وهل يمتلك خلفيةً سياسيةً ما , او خلفيةً ادارية ووظيفية في اجهزة ووزارات الدولة , وبعكس ذلك فأنه يبتغي تدشين عهده من نقطة الصفر ” برأس الجمهور ” كممثلٍ عنه .!
اساليب الدعاية في الإنتخابات وسواها يبنبغي أن تستند على ضوابط ومعايير موضوعية وفق ما يحدده علم الإعلام اكاديمياً , وبالأستفادة من تجارب الدول المتحضرة , وليس بأحتلال الساحات و” الجزرات ” الوسطية والأرصفة والتقاطعات عبر اللافتات والبوسترات و ” الفليكسات ” وما الى ذلك , والتي بسبب كثرتها المفرطة قد ضيّقت من مدى النظر ومساحته لدى المواطنين , سواءً المارّة او المشاة , او الجالسين في المركبات والعجلات , لكنه لا أحد يلتفت الى ذلك ولا حتى يستدير بأتجاهه .! وخصوصاً الجهات الرسمية المسؤولة في الدولة , وإلاّ لماذا لم يجرِ تخصيص امكنة محددة ومخصصة لنشر صور ويافطات المرشحين وادواتهم وآلاتهم الدعائية .!
من خلال المتابعة والرصد , فمن الملاحظ أنّ تركيز المرشحين للأنتخابات في عرض اسمائهم وصورهم الشخصية وارقام القوائم التي ينتمون اليها , فهو يعتمد على الشوارع والأرصفة والتقاطعات اكثر بكثيرٍ من النشر في وسائل التواصل الأجتماعي والصحف , ونشير هنا الى نقطة في ” مادة الإعلان ” في علم الإعلام , بأنّ الجالسين في المركبات او الحافلات وهي في حالة سيرٍ وحركة , فليس بالمستطاع التركيز الكامل على اسماء المرشحين وشعاراتهم وملحقات ذلك , ولذلك كان ينبغي اتخاذ مبدأ التوازن في امكنة ومواقع العرض وتنويعها .