18 ديسمبر، 2024 5:59 م

تخيب ظنهم كالعادة ايها المرشح

تخيب ظنهم كالعادة ايها المرشح

الانتخابات البرلمانية والمحلية جرت طوال 20 عاما , ورفع المشاركون فيها مختلف الشعارات , ونشروا خلالها الاف الدعايات والاعلانات الانتخابية و ( البوسترات ) واللافتات ذات المضامين السياسية و الدينية والعرقية والقومية والاجتماعية والاقتصادية … الخ , واعلن المرشحون فيها عن مئات البرامج الانتخابية والسياسية والخدمية , واطلقوا وعودهم وتعهدوا بالتزاماتهم تجاه الجماهير والقواعد الشعبية .

وجرى ما جرى , وكما قال ابن المعتز : فَظُنَّ خَيراً وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ … ؛ فقد كانت الشعارات كاذبة والساسة اكذب , و تخلى المرشحون عن وعودهم الانتخابية ولم يحقِّقوا منها شيئًا وأقصى ما فعلوه مشاريع قشرية وحلول ترقيعية وقرارات متسرعة … ؛ زادت الطين بلة , وكل ما انتجته العملية الانتخابية والتجربة  الديمقراطية , ازمات متتالية ونكبات وانتكاسات مستمرة ودوامة من الاضطرابات والنزاعات والمناكفات السياسية والطائفية والقومية … , ولم تحقق للامة العراقية احلامها وتطلعاتها واهدافها المنشودة في العيش الكريم والحياة المستقرة .

والمثير للدهشة حقًّا أن كثيرًا من  المرشحين والناخبين  أصبحوا يعتقدون أن المشاركة في الانتخابات  هي واجب أخلاقي و وطني  إذا لم تفعله لا يحق لك أن تعترض أو توضح رأيك المخالف في أي مسألة سياسية أو اقتصادية … ، بل يعتبروك من الاسباب الرئيسية لكل مظاهر الخراب والفساد والدمار ؛ والعجيب ان المرشح يردد هذه الدعوى بعد كل تجربة انتخابية فاشلة وبنفس الحماس والادعاء  … ؟!

وكما قال المثل : ( مو كل مرة تسلم الجرة ) هذه اخر فرصة لكم , فاستعجلوا بإنجاز المشاريع وبادروا الى خدمة الوطن والمواطن قبل حلول الندامة ، وجثوم الحسرة , ولا تكرروا الاخطاء , فأجهل الجهال من عثر بالحجر مرتين  … ,  لا تضيّعوا آخر فرصة لكم وللعراق … ؛  بادلوا الإيجابية بأحسن منها , وردوا المشاركة الشعبية في الانتخابات , بأفضل المشاريع والانجازات .

واياكم وارتكاب الاخطاء الفادحة ؛ فان الاوضاع العامة لا تتحمل اية  نكسة حتى ولو كانت صغيرة ؛  فقد تصيب العراقيين  بخيبة أمل كبيرة غير محسوبة النتائج … ,  فجميع العراقيين سئموا من تدوير الوجوه والازمات ، وهم غرقى في بحر من المشاكل والهموم ، ولعل هذه الحكومة وهذه الانتخابات هي املهم الاخير في تصحيح الاخطاء وتحقيق النهضة والتنمية ,  والازدهار الذي طال انتظاره .