لقد ظهر جلياً لكل العالم شعوباً وحكومات إن أحداث سوريا المآساوية ما هي إلا تدمير كل طاقات وإمكانيات هذا البلد وما يمتلكه من ثروات مادية ومعنوية ، لكي تنتهي الحلقة الأخيرة من مسلسل المقاومة العربية والإسلامية ومن ثم يأتي دور بطل الفلم وهو حزب الله والغاية الأخرى هي السيطرة على الثروات الطبيعية المكتشفة في السواحل السورية هذا من ناحية الشرق الأوسط ، أما الغاية الأكبر والأهم والأخطر من تديمر هذا البلد وتسليط عليه حكومةً يصنعها الغرب وأذنابه من حكام السعودية وقطر وتركيا فهي لتدمير روسيا أقتصاديا من خلال ضرب تصدير الغاز الطبيعي الروسي الى أوربا ومن ثم إبعاد أو تحيّد روسيا دولياً وعالمياً وهذا ما يحلم به الغرب ، أما حقوق الشعب السوري والحريات والديمقراطية فكلها مجرد شعارات يمتطيها الغرب من أجل تحقيق غايته وهو تدمير سوريا وإضعافها الى أكبر حد ممكن ، لهذا فأن مسرحية الضربة الكيمياوية في غوطة دمشق مجرد حركة يراد منها تعطيل عمل اللجنة الأممية للتحقيق من أستعمال الكيمياوي وخلط الأوراق ، وقد أثبتت الأدلة القاطعة العقلية والمادية بأن مصدر الضربة هم المعارضة السورية ، لأن المنطق العقلي والسياسي يقولان أن الحكومة السورية لم تنفذ هذه الضربة واللجنة الأممية في أراضيها وهي التي تريد التملص من أي دليل يوقعها في شباك قوانين مجلس الأمن والتدخل العسكري الغربي المباشر ، أما الدليل المادي فهي الأقمار الإصطناعية التي ألتقطت صور لأنطلاق الصواريخ الكيمياوية وأثبتت هذه الصور أن المعارضة السورية هي التي أطلقت هذه الصواريخ ، وقد أكد نائب وزير الخارجية البريطاني على فشل مجلس الأمن باقرار أي قانون ضد الحكومة السورية نتيجة الدليل الروسي الدامغ الذي لا تقف أمامه حجة عندما قال ( لقد سقط قرار مجلس الأمن ضد الحكومة السورية بالضربة القاضية الروسية ) ، ولكن الدافع الحقيقي للضربة الغربية ( إن وجدت لأن الموضوع ليس بهذه السهولة نتيجة تشابك المصالح والأهداف لكثير من الدول الذي يهمها الوضع في سوريا بالإضافة للموقع الأستراتيجي الذي تتمتع به وقربها من الكيان الصهيوني ووجود أقوى قوة ضاربة ومعادية لإسرائيل والمصالح الأمريكية ومرتبطة بالملف السوري بشكل مباشر بل هي الهدف الحقيقي من هذه الأحداث وهي المتمثلة بحزب الله فليس من المعقول أن تبقى مكتوفة الأيدي)
هو أختلال موازين القوى في سوريا نتيجة الأنتصارات التي حققتها القوات السورية في أغلب المدن السورية وأهمها القصير وحمص بالإضافة الى حلب ومحيط دمشق ، ونتيجة لهذه الإنتصارات عادة ثقة الشعب السوري بحكومته وأنهارت معنويات قوات المعارضة السورية بالإضافة الى المقاتلين الأجانب وقد رجع منهم الكثير الى بلدانهم بعد أن ملئهم اليأس من تغير النظام في سوريا ، وقد ظهر هذا التفوق للجيش العربي السوري للعالم أجمع لهذا السب طرحوا لعبة الضربة الكيمياوية التي ذهب بسببها حوالي 1000 مواطن سوري ، لكي يصبح عندهم عذر يقدموه للعالم وأن كان كذباً ويعلم الجميع بأنه مفتراً ولكن السياسي يعتمد على مقولة (كذب كذب حتى يصدقك الناس) ، وهذا واقع العالم كم أكذوبة تسببت في تدمير بلدان وقتلت شعوب وما تدمير العراق بسبب أكذوبة النووي ليس ببعيد ونفس الدول التي تصدت لضرب العراق هي نفسها ما عدا فرنسا (لأن المصالح تختلف هنا) تريد ضرب سوريا ، وهذه الضربة يحتاجها الغرب لكي يدمرجميع المطارات العسكرية التي يستعملها الطيران السوري بالإضافة للمنشأت الحيوية لكي يعيد موازين القوى من جديد في الساحة السورية ، ولولا هذا الإختلال في موازين القوى لما يحاول الغرب في ضرب سوريا لأن الذي يريدونه يتحقق بأفضل وجه وهو تدمير سوريا و يقوم به غيرهم فلماذا هم يتدخلون ويخسرون الملايين من الدولارات بالإضافة للخسائر البشرية ، ولكن التوازن في القوى مهم جداً في أستمرار المعارك مابين المعارضة والجيش وتكون الخسائر متبادلة والكفة متوازنة عندها سيستمر التديمر الذي سينهي سوريا المقاومة والى الأبد وهذا الذي يريده الغرب وإسرائيل أما تركيا ودول الخليج ما هي إلا ألعوبة حقيرة بأيديهم ، أما كل هذه الشعارات والأسباب التي يطرحها الغرب وحلفائهم لتهيئة الأجواء للضربة المحتملة فأنها هاوية وضعيفة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة ، فهذا هو الشعب السوري يقتل بأبشع الطرق والعالم جميعه رأى بأم عينه هذه الجرائم ومن يفعلها ، ولكن الحكومات الغربية لم يتحرك لهم شفاه أو ترمش لهم عيون أتجاهها ، فأين المدافعين عن سلامة وحرية الشعب السوري وأين منظمات حقوق الإنسان من هؤلاء المجرمين القتلة أكلي القلوب البشرية بل هم يعطوهم السلاح وكل مستلزمات القتل والدمار بالإضافة للدعم الإعلامي ، فالغاية الحقيقية هي تدمير القلعة الأخيرة للمقاومة وبأقل الأثمان وبأيدي العرب والمسلمين أنفسهم .