بداية لابد من القول ان جميع من لديه ذرة من الانسانية يرفض ماحصل للطيار الاردني “معاذ كساسبة” وبهذا النوع من التعذيب البشع,وان كان لنا رأيا في كيفية اخراج الفلم ولكننا نتفق ونسلم انه اعدم حرقا, وهي ليست الاولى من نوعها تقوم به هذه الفرقة الكافرة لكن اعلام الدول وعلماء المسلمين”السنة” كانوا جميع يغضون الطرف لغايات بتنا نعرفها فقد كفرت هذه الزمرة الخبيثة بكل قيم السماء والانسانية وقد شهد العراق مثيلا لها في اماكن كثيرة, ولم يكن الحرق بالمفرد من قبل هذه الفئة المنحرفة دينيا واخلاقيا بل كان الحرق بالجملة ,وقطع للرؤوس وتفنن في انواع التعذيب ,فابتداء نحن نشجب هذا ونستنكره ,ولكن لدينا وقفة مع ماجرى وكيف بدأت تسير الامور بعد هذا الحادث وتاخذ منحى اخر.
لقد كان العرب باجمعهم شعوبا,وعلماء,وتحديدا من المسلمين “السنة” يقفون موقف المتفرج من كل مايجري علينا كعراقيين وبالتحديد من المسلمين “الشيعة” وهذا مايجب علينا قوله ووضع النقاط على الحروف من خلاله ونضرب على الوتر الحساس. لاننا اكتفينا, وشبعنا حد التخمة من الشعارات والتصريحات وكاننا لانملك قوة او ارادة,فكلما حاولنا ان نستر العيوب ونخمد نار الفتنة وندعوا للاخوة ازداد الطرف الاخر تسلطا وعنجهية وتمادى اكثر, فعلينا ان نفهم امرا واحدا نحن بنظر الاخر رافضة وفرس, ولايمكن اقتلاع هذه الفكرة لو نزلت اية من السماء او صرخة تدوي بين السماوات والارض لما اعترفوا بنا كمسلمين , ويكفي ان نجامل على حساب الحقيقة التي اصبحت واضحة فلا نريد منهم اعترافا بنا كمسلمين, ولانريد منهم اقرارا باننا بشر نريد منهم ان يكفوا عنا اياديهم والسنتهم وتدخلاتهم المستمرة ليس اكثر .
فعندما نستعرض مواقفهم نجد ان ماقلناه هو عين الحقيقة, فبالامس كانت مواقفهم تجاه هذه الفئة واضحة جدا, ولم يصدر منهم اي بيان يحدد دين هؤلاء!.كل الدول العربية بشعوبها وعلمائها”السنة” وبدون استثناء كانت كل بيانتها الخجولة تنبئ العقلاء بما يخبؤون ومايسرون وكان واضح سواء باعلامهم المزيف او فتاويهم المفصلة “حسب الطلب” وبما يامرهم الحاكم ,ومن خلال اجتماعاتهم المستمرة لم تسمي في اي يوم من الايام الاسماء بمسمياتها , وتعرض لنا موقف الاسلام من هؤلاء”الدواعش” فاعطت بذلك شرعية ضمنية لتصرفاتهم,فمرة يسمونهم بالمقاتلين, ومرة يسمونهم بالمقاتلين السنة, ومرة بالثوار, ويكفينا قول ملك الاردن دليلا حينما قال في لقائه بشيوخ قبائل الاردن الشرقية “ان من واجب الاردن حماية العشائر السنية في المنطقة الغربية من العراق ، واصفا ذلك بـ ” الواجب التاريخي نريد ان نحمي العشائر في المنطقة الغربية في العراق لانهم سنة فمن الواجب علينا حمايتهم”.
ولانريد ان نستطرد بعرض اراء العرب القبيحة والبشعة ,فقد سمعنا بالهلال الشيعي ,والغزو الصفوي ,والمد الشيعي …الخ وملك الاردن كان المثال السيئ لقائد دولة كل مافيها من خيرات العراق تبرع به المنبطحون من ساسة العراق, فكلامه يمثل.
اولا: تدخلا سافرا في شؤون العراق.
ثانيا: تبنيه لثقافة الطائفية بابشع صورها .
هذه الثقافة التي اجبرونا من خلالها ان نتحدث باسمنا كشيعة ولايمكن ان نبقى دائما مطئطئ الرؤوس باسم تلك الشعرات الفارغة .
حينما اجتمع علماء المسلمين في القاهرة بتاريخ 3-12-2014اكدوا على ان هؤلاء مسلمون ولاينبغي تكفيرهم ,فنقرأ تصريحهم من خلال البيان الذي اصدروه .”أوضح الأزهر في بيانه، أمس11-12-2014، أن (كل من حضروا مؤتمر الأزهر “الإرهاب والتطرف” من علماء الأمة يعلمون يقينا أنهم لا يستطيعون أن يحكموا على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيئاته؛ بل من المقرر في أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام».وأشار الأزهر إلى أن المؤتمر في الأساس عقد لمواجهة فكرة تكفير الآخر وإخراجه من الملة، مشيرا إلى أنه “لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ووقعنا في فتنة التكفير،وهو ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل” جريدة الشرق الاوسط الجمعة – 19 صفر 1436 هـ – 12 ديسمبر 2014 مـ .
هكذا كانت ارائهم قبل شهرين او اقل بقليل ,لكن سرعان ماتغيرت اراءهم وسبحان الله وبقدرة قادر وبعد عملية الاعدام حرقا للطيار “معاذ كساسبة” تغيرت خطاباتهم وتغيرت ارائهم عن ما قالوه بالامس لان حقيقة اجتماعهم كلها في السابق لم تكن من اجل ادانة “داعش” وتجريمه او تكفيره بل اجتماع اُريد منه ان تضفى عليه الشرعية لما تفعله وتقوم به هذه الفئة الكافرة “داعش الوهابية” وحاولوا خلط الاوراق واللعب بالالفاظ واصبح الجلاد هو الضحية ,والضحية هو الجلاد دون الاكتراث , او اعطاء رأي واضح بخصوص مايفعلونه من اجرام ومايجري في العراق, وكل الذي ظهر منهم ومن نواياهم هو هذا(وتابع بقوله,اي الطيب مفتي الازهر.ظهر أخيرا على الساحة تنظيم داعش الذي نادى بالخلافة الإسلامية، وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى قاتلة) جريدة الشرق الاوسط الجمعة – 19 صفر 1436 هـ – 12 ديسمبر 2014 مـ .
نعم من اجل هذا كان الاجتماع وليس من اجل تجريم “داعش” او تكفيره وانهم حاولوا جميعا ان يجدوا مبررا لداعش بهذه الجملة واعطوهم الشرعية وكان تنظيم “داعش” ردة فعل كما زعموا ولكن بطريقة اللاتفاف على الحقائق والتلاعب بالكلمات فقد وكان واضحا ما ارادوه ,وعللوا وجود”داعش الوهابي”بما اسموه “ميليشيات” فنلاحظ هذه العبارة المقتطعة من اعلاه “قبله وبعده ميليشيات” تؤكد مدعانا وبحقيقة ما ارادوه. تبدلت المواقف وتغيرت الاراء وها نحن نسمع ونرى ما يعبر عن كونهم يكيلون الامور بمكيالين بالامس كان تنظيم “داعش” مؤمنين ولايجوز تكفيرهم واليوم يحكمون عليهم بالكفر كما جاء نقلا عن جريدة الحياة, الجمعة 6-2-2015 (وصفها شيخ الأزهر أحمد الطيب بأنها «عمل إرهابي خسيس» داعياً في بيان صادر مساء الثلاثاء إلى «قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابيي التنظيم الشيطاني» موضحاً ان”هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم … أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف” .
وأهاب الازهر “بالمجمتع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولارسوله”. جريدة الحياة, الجمعة 6-2-2015 اين كنتم عندما سالت دماء العراقيين, وزهقت ارواح الالاف منهم ,وشردت الاف الاسر, واصبحت نازحة في بلادها ,وهدمت المساجد ,والكنائس ,واضرحة الانبياء ,والصالحين, واغتصبت نساء المسلمين ومن كل دين ,وارتكبت مجازر كما في “سبايكر” وغيرها ؟؟؟
وقف كل هؤلاء صامتون ,لايتحركون وكأن فوق رؤوسهم الطير !! بل اعطوا الشرعية لهم وباختلاق الاف الاعذار وعندما يعدم طيار اردني ولأنه مسلم”سني” وبنفس الطريقة التي حرقت بها العشرات من العراقين ان لم تكم مئات قامت الدنيا ولم تقعد واصدروا الفتاوى واصبح الجميع ينادي ويصرخ يال ثارات “الكساسبة” مالكم كيف تحكمون!!؟؟ انتم والله لاشد عداء للمسلمين من غيرهم. بارائكم وفتاويكم التي تفصلونها كيفما شئتم,واينما شئتم,ومتى ما امركم السلطان .
وليكتمل بيع الدم العراقي وبابخس الاثمان بل بالمجان, هو هذا الموقف الذي عبر عنه ساستنا المنبطحين بالاستنكار والشجب وارسال الوفود للاخذ بخاطر من كان يدعم الارهاب بمختلف الطرق ومن خلال زيارة الوفود ومن كبار المسؤولين الى الاردن!!, مع اننا لم نسمع يوما او قرأنا خبرا بان الاردن او غيره من الدول الـ”جربية” قد ادانت او استنكرت او شجبت على اقل تقدير مايجري في العراق ,انه امر غريب وعجيب ان تتصرف حكومتنا بهذه الطريقة !! وموقفهم هذا انما يدل على ان دم الانسان العراقي من ارخص دماء الكون كله ,طعنوا عوائل الشهداء بالظهر وامام الملأ, ولم يخجلوا من افعالهم وهم يتهافتون على من يسبق الاخر ليعزي ملك الاردن؟هل دمائنا رخيصة عند ساستنا الى هذا الحد !؟سيبقى الانبطاح ديدنهم وسيلعنهم التاريخ وهذا من ما لاشك فيه لكن المشكلة انهم لاتقراؤون التاريخ لياخذوا درسا منه .