23 ديسمبر، 2024 8:05 ص

تخرصات ملادينوف وقصة اليونامي مع الإرهاب في العراق

تخرصات ملادينوف وقصة اليونامي مع الإرهاب في العراق

لم يكن مستغربا التصريح الأخير للممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق ورئيس بعثة اليونامي السيد نيكولاي ملادينوف والذي أعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء نطاق تطبيق أحكام الإعدام وتكرارها في العراق. وقال ملادينوف: “إن الأعداد الكبيرة للأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام في العراق تبعث على القلق، لاسيما وأن الكثير من هذه الأحكام تستند على أدلة مشكوك فيها وإخفاقات منهجية في تنفيذ العدالة”، مضيفاً: “أناشد الحكومة العراقية إعادة النظر في موقفها بشأن فرض عقوبة الإعدام”.

وقد جاء تصريح ملادينوف هذا ليقوم بترداد صدى تصريحات أدلى بها الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجريك والتي اشار فيها الى ان هنالك تقرير مشترك لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان يوثق ما يدعي كتاب هذا التقرير بأنه إرتفاع مثير للقلق في أحكام الإعدام التي تنفذها السلطات في العراق منذ إعادة العمل بعقوبة الإعدام عام 2005.

ويشير التقرير بحسب ما اوردته وسائل الاعلام الى ان “العمل بعقوبة الإعدام في هذه الظروف يحمل في طياته خطر الأخطاء الجسيمة والتي لا يمكن الرجوع عنها في تطبيق أحكام العدالة لأن من المحتمل أن يواجه أشخاص أبرياء حكم الإعدام عن جرائم لم يرتكبوها. وبصرف النظر عن إنصاف ضحايا أعمال العنف والإرهاب وأسرهم، فإن الأخطاء القضائية لا تعدو كونها تفاقم تأثيرات الجريمة باحتمال إعدام أشخاص أبرياء وتقويض أي عدالة حقيقية قد يحصل عليه الضحايا وأسرهم”.

وتصريحات أو بالأحرى تخرصات كهذه ما كانت لتقوم باثارة غضب الشرفاء والايتام والمعوقين والمكلومين والثكالى من العراقيين لو أنها كانت تتحدث عن بلد ينعم بالأمن والاستقرار وخال من الإرهاب كسويسرا مثلا. أما أن يستنكر ملادينوف وغيره من المسئولين في الأمم المتحدة انزال عقوبة الاعدام في حق مجرمين تلطخت اياديهم القذرة بدماء الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ والرجال من العراقيين فهذا ما لا يمكن السكوت عنه. كيف تسول نفس ملادينوف له أن يطلق تخرصات كهذه وهو من يعايش يوميا العمليات الإرهابية التي تحول شوارعنا إلى حمامات دم كل يوم؟ كيف يقع في خطيئة كهذه وهو الذي يدفع به الخوف إلى أن يقوم بالاحتماء من يد الإرهاب هو وموظفيه في “القلعة الحصينة” التابعة للأمم المتحدة في المنطقة الخضراء في بغداد ولا يتحرك أو يتجول إلا بحراسة مشددة؟ وماذا قدم

ملادينوف وبعثته ومستشاريه السياسيين من مساعدة للعراق في معركته التي يخوضها نيابة عن العالم والبشرية مع الارهاب التكفيري الظلامي البعثي الصدامي؟

لم نستغرب أن يعمد ملادينوف وأربابه من المسئولين في الامم المتحدة الى أن يدافعوا عن المجرمين وينسون ضحاياهم من العراقيين الابرياء، ولم نستغرب أن يعرب ملادينوف وأربابه من المسئولين الدوليين عن استنكار عقوبة الاعدام المحقة التي ينزلها القضاء العراقي بالمجرمين الارهابيين الذين يزرعون الموت والدمار والخراب في شوارعنا وبيوتنا نحن العراقيون ويستهينون بدماء الشعب العراقي، ولم نستغرب ان يهب ملادينوف وغيره من المسئولين في الامم المتحدة في محاولة انقاذ حياة الارهابيين الذين يقعون في قبضة العدالة من القصاص العادل.

لم نستغرب ذلك كله لأن ملادينوف وغيره من المسئولين الأممين الذين يتعاملون بالشأن العراقي يشربون من نفس الكأس الآسن والمسموم الذي طالما شرب منه اسلافه من المبعوثين الدوليين السيئين الصيت. هذا الكأس الذي ملأه لهم مستشارون سياسيون طائفيون من المتعاطفين مع البعث والإرهاب والجريمة في العراق بالأكاذيب والأباطيل والأضاليل بغية تزييف الحقيقة كما أوضحنا بما لا يدع مجالا للشك في مقالة سابقة لنا حول تحريف الحقائق حول ما يجري في العراق في التقارير السياسية الداخلية لليونامي.

لم نستغرب أن يحول ملادينوف في تخرصاته الجلاد الى ضحية لمعرفتنا بان رئيس فريق مستشاريه السياسيين الفلسطيني الطائفي البعثي الهوى مروان علي الكفارنة سبق له أن عمل قبل سنوات على ترتيب لقاءات للمبعوث الأممي السابق السيئ الصيت أشرف قاضي مع شيخ الإرهابيين المطلوب للعدالة بتهمة الارهاب حارث الضاري في عمان، ونسج علاقات مع الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد الفيلق الثاني في الحرس الجمهوري العراقي ابان حقبة الدكتاتورية، وقام باتصالات مع قيادات جماعات ارهابية مسلحة خارج العراق مما حدا بمكتب رئيس الوزراء السابق السيد نوري كامل المالكي الى الاحتجاج. وهذا كله غيض من فيض العلاقات والاتصالات المشبوهة لهذا الطائفي الذي عاش ودرس لسنوات في العراق إبان حكم النظام المخلوع حيث نال منحة لمتابعة تحصيله الجامعي في جامعة الموصل.

وفي الختام، نقول لملادينوف لن تثنينا تصريحاتك وتخرصاتك والتقارير المنحازة لبعثتك ومنظمتك الاممية عن انزال القصاص العادل في حق كل ارهابي أجرم بحق الشعب العراقي. فلتذهب انت وبعثتك وتقاريرك ومستشاريك السياسيين الطائفيين الى الجحيم. العراق باق

وسينتصر على الارهاب رغم كل أضاليل مكتبك السياسي ومستشاريك السياسيين. وان غدا