23 ديسمبر، 2024 4:10 م

تختلف اخلاق المرشح بعد الفوز .. مصيرنا أمانة بين ايدينا لنحسن الاختيار

تختلف اخلاق المرشح بعد الفوز .. مصيرنا أمانة بين ايدينا لنحسن الاختيار

سار بنو إسرائيل، وراء نبي الله موسى.. عليه السلام؛ لأنه قدم ضمانات موثقة، بعهد من الله، على انتشالهم من جور الفراعنة، حتى بات التيه، في صحراء سيناء، أملاً يتفاءلون به، والمكوث في ديارهم، يأس يتشاءمون به.
واتم الله أمره، فالامم المؤمنة يخرجها الله، بقدرته.. جل وعلا، من الظلمات الى النور، اقتداءً بابطال قوميين، ينفذ من خلالهم ارادته في انقاذ الشعوب.
ولأن زمن المعجزات الميتافيزيقية، انتهى، ولن يبعث الله رسولا للعراقيين؛ فالعقل معجزة عصرنا الراهن، نحتكم اليه في ما نختار لمستقبل حياتنا؛ ما يعني بناء اختيارنا على قراءة منطقية، تميز بين الغث العائد من شيراتونات باريس، يسمن بالكلام، تنافحا لا يؤدي الى فعل ملموس الا له ولجماعته.
تبنى عملية الانتخاب على مجموعة من الخطوات المدروسة، استنادا الى ما مضى، وتوقعا لما سيجيء، من تداخلات سياسية واقتصادية وخدمية، نتأمل خلالها ما ينتظرنا من مهمات، توجب علينا حسن اختيار الحاكم الحقيقي، الواضع اقدامه على ارض الواقع، وليس الحالم، يتكئ بعيدا عن التجربة ويفتي بما لم ينزل به الظرف الحقيقي من سلطان.
ثمة ادعياء، يخدعون الشعب بمعسول الوعود، لو تسلمت السلطة؛ لحققت لكم ما سأحقق… في حين هم أنفسهم يعيقون الحكومة الحالية عن تنفيذ الخدمات وتحقيق المنجزات التي يحتاجها الشعب؛ تحت هاجس: “لو ألعب لو أخرب الملعب” لأنهم اساسا لا يعرفون اللعب وغير معنيين بقواعده ولا يريدونه ولا ناوين عليه، أصلا، انما يبغون الاستحواذ على الملعب نفسه.
وبعد ئذ يتنكرون لوعود ما قبل التجربة؛ لذا اتمنى على الشعب، ان يحاسب كل مرشح يدعي انه سيصنع المعجزات، مع انه كان عضو مجلس نواب او قائد تيار يشغل قطاعا واسعا من الساحة السياسية، خلال الفترة الماضية من دورة الحكم في الدولة.
هؤلاء الذين قال سبحانه وتعالى فيهم: ” ومنهم من يعجبك قوله” قاصدا ان افعالهم لا تعجب، وهذا ما كان منهم، وهم نواب، وسيكون منهم لو عادوا للمجلس الموقر.
فالقدر يجور على العراقيين، كما جار على أمم قبلهم، في عمق التاريخ الماضي، وسطح الاحداث اللاحقة، لكن حسن التدبير الجمعي، وتوافق المواقف الشعبية، استقراءً اختباريا لصدق القول النابع من الوجدان، وكذب اللسان الخافق في الفم، من دون مقومات حقيقية، لتنفيذ ما يدعون؛ جعل تلك الشعوب تخرج من ضنك أزماتها الى الفرج؛ فـ… هؤلاء جهاة ادعياء، إجتنوبهم.
إنها نصيحتي لنفسي، التي انشرها كتابة وشفاها؛ تعميما للفائدة واخلاصا لدولة العراق.. بشعبها وارضها وسيادتها؛ فمجالسنا الاجتماعية؛ لا تقل عن الندوات المتخصصة، بلاغة في ايصال ما نريد توعية شعبنا لأجل تشذيب العملية السياسية، المترهلة بجوقة ممن يراؤون بأن الهور مرق والزور ملاعق، عندما يكونون في محيط العملية السياسية، وليسوا في جوهر المسؤولية، لكنهم يمحون من ذاكرتهم كل ما وعدوا الناخبين به وهم مرشحون.
فما بين الترشح وتسنم المنصب، بون وجداني فارق؛ لأن المرشح تختلف اخلاقه بعد ضمان الفوز.