19 ديسمبر، 2024 1:56 ص

تحية لمارك ، وعتاب لحديثي النعمة في العراق الجديد !

تحية لمارك ، وعتاب لحديثي النعمة في العراق الجديد !

حينما اشار الى اسم ” مارك_زوكربيرغ” مؤسس الفيس بوك ، اثناء حديثه عن حالة مجتمعية عامة ، بدأت تطفو على سطح الحياة اليومية يمثلها بعض من ذوي المال من حديثي النعمة ، المتمثلة بالتعالي والطموح الخالي من المقومات ، تمعنت بمغزى ايراده للاسم ، فعرفت ان “مارك زوكربيرج” هو من تولد عام 1984 فى نيويورك بأمريكا ، لكنه حالياً احد اصغر اغنياء العالم ، وحصل على لقب ملياردير فى سن 23 في العام 2007 نتيجة اختراعه العجيب لأهم وسيلة تواصل اجتماعي في العالم ، غير انه كما تصفه مجلة ” تايم ” التي اختارته شخصية عام 2016 من ابسط الشخصيات ، واكثرها حبا لعمل الخير وبعيدا عن تكتلات الرأسماليين ، وثروته تتضاعف سنويا ، وربما تصل في العقود القادمة الى ارقام خيالية ، لا يصدقها العقل ..
فما اوسع الهوة ، بين هذا الشاب ، وبين ” بعض” رجالات المال والسياسة عندنا ، حيث نجد بوصلاتهم متغيرة على الدوام ، وتتجه الى حيث الربح والجاه دون وازع من ضمير .. فهم اصدقاؤك ، ما دمت تحقق لهم مآربهم ، واشد الاعداء لك ، حينما تركن الى العدل والمنطق والصدق .. كم اشعر بالألم حين اصادف مثل هذه الشخصيات على شاشات التلفزيون او اسواق المال .. فقد كثر هؤلاء ، وصدقوا انفسهم ، وباتوا يتصرفون على هوى كروشهم ، مستغلين انشغال الناس بلقمة العيش ..
لقد نسى من بات يتحدث بالمليارات ، وهو لم يكن يحلم بامتلاك مليون دينار قبل سنوات ، ان لحظة واحدة من هدوء النفس ، تعادل كنوز الدنيا كلها … صحيح ان الحياة مادية إلى أبعد الحدود.. ومن ينكر المادة لا وجود له في الحياة.. فالواقع واقع لا مفر منه ، وسنة الحياة ان الكل في حاجة لسد الاحتياج.. لكن علينا ان نحيا حياة واقعية …دون ان تطغى المادية على جمال الحياة وبساطتها.. فلنعمل بواقعية ونحيا ببساطة.. ولتكن المادة وسيلة .. وليست غاية على حساب البساطة في الحياة… البساطة هي الابتسامة الدائمة… قلبا وقالبا ، دون الذهاب الى حلبات التآمر على هذا الناجح من اجل سحب كرسيه من موقعه الذي شغله بنجاح ، او اصطناع الشائعات ضد فلان من الناس لأنه برز في منحى حياتي معين .
ان الاهتمام بالطرق الإبداعية في حل المشكلات هي اساس النبل ، فالمرء الناجح لا يرضى بمجرد اتخاذ الطرق المجربة والمختبرة ، لأنه دائما حريص على سبر غور الزوايا والأفكار الجديدة، حتى ولو بدت غريبة في بادئ الأمر. وهذا يعني أنه ورغم تقديره للماضي وإشادته به ، فإنه وبوجه عام يصب اهتمامه الأكبر على الحاضر والمستقبل.. ثم ان الوطن ، بحاجة الى تعضيد بعضنا البعض ، وان تكون راية الحفاظ على مقوماته ، هي اساس اي خطوة نخطوها .. هل وصلت الرسالة ؟
شكرا لصديقي المهندس صالح ماهود الذي ذكرنا بالانسان ” مارك زوكربيرج ” !
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات