هايه بناتك يا وطن هايه
ما أحلى هذا الهتاف الذي تفتخر به البنت العراقية بانتمائها للوطن والثورة المتواصلة منذ الاول من تشرين الاول والخامس والعشرين منه لتدخل شهرها السادس باصرار وعزيمة وقد تجلى الدور البارز للمرأة العراقية المنتفضة لتثبت فشل مخططات قوى الظلام الاسلاموية التي استماتت وفشلت في تغييب وتهميش دور المرأة في المجتمع العراقي طيلة السبعة عشر عاما الماضية .
لقد اثبتت المرأة العراقية وخاصة الطالبات الجامعيات اللواتي يساهمن بقوة في الانتفاضة بانها لا تقل شجاعة وبسالة عن اخيها الشاب بل ان تحديها اصعب واقوى في التصدي للقيم المتخلفة البالية التي تحاول فصلها عن اخيها الرجل وتطلق عليها الالفاظ النابية وان دورها في الثورة السلمية الراهنة ليس فقط موضع فخر واعتزاز جيلنا الراهن بل والاجيال القادمة عبر التاريخ .
شاركت المرأة العراقية المناضلة في الثورة المتواصلة بشتى الادوار والنشاطات فمن طبيبات ومسعفات وفنانات وعاملات ومتظاهرات وهتافات وناطقات باسم الانتفاضة وتعرضن بسبب ذلك شأنها شأن اخيها المتظاهر لشتى انواع القتل والجرح والخطف والتعذيب والاغتيال باساليب وحشية قذرة من قيل المليشيات القذرة واصحاب “التواثي” والاجهزة الامنية حيث استشهد لحد الان اكثر من ستمائة بطل وجرح وتعوق اكثر من ثمانية عشر الف متظاهرا وانبثقت العقلية المريضة باستنباط اادوات واساليب قتل جديدة كاستخدام بنادق الصيد بكراتها الحديدية الضغيرة التي اخذت تستهدف وجوههم واعينهم ورؤرسهم وصدورهم العارية.
ان المسيرة المليونية ليوم الثامن من اذار عيد المرأة العالمي هي تجسيد للدور البطولي للمرأة العراقية الباسلة واستذكار للشهيدات البطلات وتضامنا مع امهات الشهداء رموز الثورة وتذكيرا بمعاناة المرأة العراقية و رفضا لتهميش دورها ولتسلط القيم البالية ومواصلة للانتصارات التي اجبرت حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة وافشلت تمرير حكومة محاصصة جديدة .
لقد فشلت القوى المهيمنة على فرض حكومة طائفية قومية جديدة بنفس الاسلوب السابق في تقسيم المغانم ومواصلة الفساد والنهب الذي لم بقدم للعراقيين منذ 2003 سوى الفشل الذريع والخيبات المتواصلة ليصبح الان حكما معزولا خائفا من غضب الشعب بسبب فشلهم ونهبهم لخيرات البلد وخضوعهم للارادات الخارجية حيث لم تتشكل اية حكومة منذ الاحتلال ولحد الان الا بموافقة الطرفين الاقليمي والدولي وبعيدا عن تطلعات الشعب الطامح للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقيق ابسط متطلبات العيش الكريم .
لقد تفتت الحكم الطائفي الهزيل وانتهى مفعوله اذ يفشلون الان حتى بتشكيل الحكومة الموقتة وقد حصل ذلك بفضل ثورة تشرين التي شاركت فيها المرأة العراقية ببسالة واصرار وان بوسع هذه الثورة الشبابية التي قل مثيلها في تاريخ العراق والعالم ان تحقق اهدافها الوطنية بفعل تضحياتها الجسيمة واصرارها بثبات على المواصلة والعناد الثوري وحتى وان تطلب ذلك جولات قادمة الا ان عراق ما بعد ثورة تشرين لم ولن يكون مطلقا كما قبله ولم تعد تنطلي على احد بعد الان الوعود الكاذبة للطبقة الحاكمة الفاسدة.
ان مطالب الشعب الوطنية العادلة واضحة ويكررها المتظاهرون رجالا ونساء كل يوم وفي مقدمتها تشكيل حكومة وطنية موقتة مستقلة لاتتجاوز فترة عملها نهاية العام الحالي وتقوم بالاساس التحضير واجراء انتخابات نزيهة تدار من قبل مفوضية انتخابات مستقلة نزيهة وباشراف دولي ومراقبين محليين ودوليين في اجواء نزع السلاح من المليشيات القذرة وحصره بيد الدولة ومراقبة مصادر التمويل المشبوهة لاحزاب الاسلام السياسي الفاسدة الذين يمارسون كافة اشكال الرذيلة والفضائح وحل البرلمان المزور الحالي الذي لايتخذ اية قرارات او يصدر اية قوانين لمصلحة الشعب ولذلك فان مثل هذه الحكومة الوطنية لا يمكن ان تنبثق من رحم الكتل الطائفية والبرلمان الذي لا يمثل الشعب .
ان الثورة مستمرة وسوف لن تذهب دماء الشهداء هدرا بل ان النصر هو حليف الشباب الثائر الذي انتفض ببسالة وقدم التضحيات الغالية
تحية للرآة العراقية الباسلة ودورها البطولي في ثورة تشرين المستديمة
تحية للشهيدات البطلات ولامهات الشهداء المصممات على فضح ومعاقبة قتلة ابنائهم
سيبقى الثامن من اذار رمزا لدعم حقوق المرأة وتخفيف معاناتها والعمل لمساواتها بالرجل وفق مواثيق حقوق الانسان والتصدي للجرائم المرتكبة بحق المرأة في مجتمعنا العراقي خاصة والمجتمعات العربية والاسلامية عامة