8 مارس، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

تحية للقضاء السوداني

Facebook
Twitter
LinkedIn

ألف تحية للقضاء السوداني لحكم الإعدام على 27 متهماً في جهاز المخابرات في قضية قتل متظاهر واحد
أغلب الاخبار والحوادث التي تجري في بلادنا حزينة ومؤسفة ومخيبة للآمال مثل أخبار العراق وسوريا واليمن وليبيا وفلسطين، حيث لا استقرار ولا أمان ولا حقوق انسان في اغلب اوطاننا التي أصبح حلم اكثر الشباب الهجرة والنزوح الى اي بلد في العالم من اجل الحياة الكريمة والشعور بآدمية الانسان والقانون الذي لا يُفرق بين احد.

رغم ذلك نقول وفي يوم قبل الاثنين 30/12/2019 تنقل الينا الاخبار عن حكم محكمة سودانية بالإعدام شنقا حتى الموت على 27 من أعضاء جهاز المخابرات العامة بعد إدانتهم بالتسبب في قتل متظاهر أثناء احتجازه لدى الجهاز خلال الاحتجاجات الاخيرة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.

حيث ثبت للمحكمة إدانة المتهمين الـ27 بموجب المادتين(21) (الاشتراك الجنائي) و(130) (القتل العمد) من القانون الجنائي السوداني، وتقرر الحكم عليهم بالإعدام شنقا حتى الموت لتسببهم في وفاة أستاذ المدرسة أحمد الخير عوض الكريم بعد أن اعتقله جهاز الأمن والمخابرات في احدى البلدات، بسبب اتفاق المتهمين واشتراكهم في ضرب المجني عليه وتسبّب الأذى والكدمات والضرب في وفاته، بعد ان اعتقل المجنى عليه في 31 كانون الثاني خلال وجوده في الشارع، وبعد انتهاء تظاهرة في المنطقة، ووجهت اليه تهمة المشاركة في تنظيم التظاهرات، وأعلن في الثاني من شباط/فبراير الماضي وفاته.

ترى متى نجد احكاماً من القضاء العراقي على(الشخص الثالث)و(المندسين) و(الطابورالخامس)و (القناصين) و(بعض المنفلتين من الاجهزة الامنية) و..وغيرها من الصفات والاسماء والايادي المجرمة التي تسببت بقتل 500 خمسمائة متظاهر سلمي وليس متظاهراً واحداً (كما في السودان) واصابة اكثر من 22 اثنين وعشرين ألف متظاهر ونحو 5000 خمسة آلاف منهم اصبح معوقاً او مصاباً لا يُرجى شفاؤه.

العدالة في السودان وصلت الى الجناة الحقيقين ورؤسائهم ومسؤوليهم وحكمت على 27 متهماً بالاعدام لتسببهم بقتل متظاهر واحد…ترى متى وكيف سيحكم القضاء العراقي على من تسبب بقتل مئات الآلاف من العراقيين بسبب التظاهرات والاختطاف والاغتيال والتهجير والمقابر الجماعية المكتشفة قرب السيطرات الحكومية، وماذا سيكون الحكم على من تسبب بجرائم سقوط الموصل وسبايكر والفساد وسرقة المال العام .. وغيرها من المآسي العراقية.

تحية بل الف الف تحية للقضاء السوداني الذي طبق اليوم عدالة عمر بن الخطاب في القضية التي اشترك فيها مجموعة من الناس (خمسة أو سبعة) قتلوا غلامًا على حين غفلةٍ منه, فأمر عمر(رض) بقتلهم جميعا, وقال مؤكدا وجوب قتل الجماعة بالواحد إذا اجتمعوا وتساعدوا في القتل: (لو اشترك فيها أهل صنعاء جميعًا لقتلتهم به) وقد اتَّفق الصحابة وعامة الفقهاء على هذا الحكم؛ لئلا يكون عدم القصاص سببًا إلى التعاون على سفك الدماء، وتخصيص صنعاء بالذكر في هذا الأثر؛ لأنَّ هؤلاء الرجال القتلة كانوا منها، أو أنَّه مثل عند العرب يضرب لكثرة السكَّان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب