23 ديسمبر، 2024 2:51 م

كتلة 107 تستحق كل الإحترام والتقدير وكتلة 149 شريكة في ما مر ويمرعلى العراق ولن تفلت من عقاب ؛ هؤلاء ال 149 لايصوتون الا من يضربهم على انوفهم ويهمشهم ويلاحقهم بمحكمته الخاصة ؛ إننا لانعترض إذا كان عدد المصوتين بلغ 93 نائبا أو 100 فهؤلاء لايعارضون حتى لو أمرهم المختار بمسح أحذيته وغسل ملابسه الداخلية ؛ كيف يعارضونه وهو رب نعمتهم وحامي فسادهم وسرقاتهم ؛ هم يعرفون جيدا إن فقدانه يؤدي الى فقدان النعيم الذي يعيشون فيه الآن ولذلك نراهم يصدون السيوف عنه بأيديهم وبأرجلهم حتى لاتصيبه  بجرح ما  ولسان حالهم يقول لانتركك حتى لو متنا جميعا أما نموت سوية أو نحيى سوية ؛ لقد أصدرت القوات الأميركية قائمة تضم 55 شخصا  من قادة النظام السابق متهمة اياهم بمعاونة صدام وترسيخ حكمه ومساعدته في تنفيذ العديد من الجرائم اللاإنسانية التي إقترفها بحق شعبه والتي أدت الى إنهاك العراق إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا ؛ وكان الشعب العراقي ساهم مساهمة فعالة في إلقاء القبض على تلك الشخصيات وسلمهم الى العدالة
أما الآن فأظن إن القائمة توسعت واصبح عددها 149 بدلا من ال 55 وهذه القائمة سوف يلاحقها الشعب وسيسلمها للعدالة إن شاء الله ؛ إن الله يمهل ولا يهمل ؛ وكل الذين أحتموا بالسلطة الحاكمة كان مصيرهم أما القتل أو الإعدام أو السجن أو المطاردة والملاحقة ؛ أما أولئك الذين لم تتلطخ أيديهم بنجاسات السلطة فلهم الفوز العظيم
يقول أحد المفكرين أننا نشاهد العديد من المحللين الذين يظهرون على الشاشات وهم يطروحون الأسئلة لكننا لانشاهدهم يطرحون الحلول المناسبة لها  ! وكم نشاهد نحن في العراق العديد من النواب الذين يجيدون الكذب وهم يعلنون عن إمتعاضهم لمبدأ المحاصصة الحزبية والطائفية؛ لكننا  رأيناهم يدخلون من  أبواب المحاصصة بتدفق عال وبحماسة شديدة  لم نعرفها من قبل حتى كاد أحدهم  أن يغمى عليه بسبب عدم إكتمال الخطة المرسومة لعملية تقاسم السلطة الكعكوية
لقد أتاح الجلبي فرصة حقيقية للخروج من نفق المحاصصة المظلم ؛ وكان بالإمكان على ذوات النفوس الوطنية  أن يستثمروا هذه الفرصة أحسن الإستثمار لكنهم للأسف الشديد لم يفعلوا ذلك بسبب قلة إنسانيتهم وقلة إحساسهم بالمسؤولية الكبرى تجاه بلدهم العراق
لو إنتخبوا الجلبي لأعادوا لمجلس النواب هيبته وأزادوا من قيمتهم المتدنية في الشارع بسبب ممارسات اسلافهم الذين كانوا عبارة عن  دمى تحركهم قادة الكتل متى ما أرادوا وتخرجهم للإعلام كالببغاءات لترديد نفس تصريحات رئيس الكتلة بلا زيادة او نقصان لاي حرف من الاحرف التي يقولها الزعيم
لكننا اليوم لسنا في نهاية المطاف  وهنالك بارقة أمل تلوح في الأفق لدينا الآن 107من النواب المحترمين الذين خرجوا من عباءة المحاصصة وصوتوا للجلبي هؤلاء من الممكن  أن يقلبوا الطاولة على رؤوس دعاة المحاصصة ؛ هؤلاء لو تحركوا بنفس مرشحهم على بقية الكتل لحققوا الأغلبية المطلقة بكل يسر وبالتالي يمكن أن ينهض العراق من كل كبواته التي تحققت  بأفعال زعماء المحاصصة
هؤلاء ال107 والذين يتحالفون معهم في الأيام القادمة  لايمكن كسر عزيمتهم بأي شكل من الأشكال فهم الآن بمثابة الثلث المعطل الذي يمكنهم من قول كلمتهم الفصل لأي حكومة لاتحقق رغبات الشعب أو تكون مشابهة لحكومة جرت العراق الى منزلقات خطيرة لانزال ندفع ضريبتها من الدماء حتى هذه اللحظة
أملنا الوحيد على هذا العدد ( 107)  الذي برز بفعل عقلية عظيمة ساهمت في تخليص الشعب العراقي من ديكتاتورية دموية لايمكن أن يتخلص   منها بهذه السهولة ؛ هذا العدد والذي نتمنى أن يزداد  في قادم الأيام و يخرج العراق من هذه المأساة اليومية ويعيده الى رونقه ونموذجه الديمقراطي الحقيقي الذي تمنينا أن نراه بعد سقوط صدام لكنه لن يتحقق بسبب ركوب المحاصصة ورجالها للمشهد السياسي
الآن على عاتق هؤلاء الشرفاء الــ ( 107 )  هذه المهمة التاريخية لإحياء العراق الجديد من جديد.

*[email protected]