-1-
لا نذيع سراً اذا قلنا :
انّ العراقي الأصيل معروف بالأمانة والنبل والشهامة ، ومُتَسِمٌ بأروع السمات الانسانية والأخلاقية والوطنية .
ولقد حاولت الدكتاتورية الغاشمة البائدة ان تمسخ الهوية العراقية وتحولها الى رُكام من السلبيات فاستجاب نفر من الاشقياء وتأبّى عليها الأكثرون .
-2-
ومن هؤلاء العراقيين الأطياب مواطنٌ كريم من مدينة الناصرية العزيزة لا نعرف اسمه فهو جندي مجهول ، ولكننا قرأنا عنه فأكبرناه ، وسحرتنا مكارمه ووطنيتُه .
لقد بادر هذا المواطن الصالح فسلّم قطعا أثرية عديدة نادرة فاق عددها المئتين، حيث بلغ تحديداً (209) قطعة ثمينة، وسلّمها الى شرطة الناصرية التي قامت بتسليمها الى (متحف الناصرية) .
لقد تحركت قوّة من شرطة الناصرية الى ناحية الفجر شمالي المدينة وتم استلام القطع الأثرية مختلفة الأشكال والأحجام والتي تعود الى الحضارة الآشورية .
-3-
إنّ هذه القطع الأثرية لا تقدّر بثمن ،
ومن المظنون به أنَّ المواطن الناصري الذي سلّم هذه القطع هو بأمس الحاجة الى المال ، ولكنه آثر ان يُقدم هذه القطع الى “متحف الناصرية” وبمبادرة ذاتية تدّل على نقاء ضميره ، وعمق وطنيته ، وكأنّه يرّد بتسليمه هذه القطع النادرة على همجية (داعش) وتخلفها الفظيع وإصرارها على تدمير الآثار الحضارية للعراق .
-4-
كان بمقدروه أنْ يسعى الى الاتجار بهذه القطع النادرة ولكنه يأبى ان يخون وطنه وحضارته وتاريخه، وهنا يتجلى الحس الوطني ، والموقف الأخلاقي بأروع صوره وألوانه .
-5-
ولقد جاء الخبر خلواً من الاشارة الى أية مكافئة –مادية أو معنوية – وهذا ما ناسف له ، فمثل هذا المواطن الصالح النبيل أهلٌ بان يحظى بالتكريم والتعظيم .
انه قدوة ناصعة ، وحُزمةُ نُورٍ ساطعة ..
-6-
رأينا – وهذا أقل ما يستحق – أنْ نتوجه اليه من أعماقنا بالشكر الجزيل والثناء الجميل على حُسن صنيعه ، ضارعين اليه سبحانه أنْ يكلأه بعينه التي لا تنام ، وأنْ يُغدق عليه ألوان النعم والبركات .
ولو كنّا نملك اسمه وعنوانه لكان لنا معه شأن آخر .