أقدم محتجون غاضبون في مدينة الناصرية يوم السبت 12/6/2021 على رشق موكب الكاظمي بالحجارة خلال افتتاحه جسر الناصرية الكونكريتي، و هتف المحتجون ضد الحكومة التي وصفوها بالحزبية، رافضين وجوده في الناصرية و طالبوا بمحاسبة قتلة المتظاهرين و الكشف عن خاطفي الناشط سجاد العراقي مما إضطر الكاظمي إلى مغادرة الموقع بشكل عاجل. فلقد قرر أهل الناصرية الإنتفاض على الواقع المرير و التغيير نحو الأفضل بدل من الإنزواء في الظلمة و التباكي على سوء الحال و التشكي من سوء القدر، فالتغيير يبدأ حينما يقرر القوم التغيير بما بأنفسهم لقوله سبحانه و تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ. الرعد: 11).
إتسمت إنتخابات 2021 البرلمانية بقلة المشاركة من لدن الناخبين كسابقتها إنتخابات 2018 بحجة (السلاح المنفلت) و (كلهم حرامية) و (هي كلهة بيديهم) و (أمريكا جابتهم و هي تريدهم) و (ماكو فايدة) و (مللينة) و .. و .. إلى آخره من الحجج التي ما أنزل اللّــــه بها من سلطان. إلاّ أن أهل الناصرية على الرغم من ذلك إنتخبوا شخوصاً جديدة كانوا يحجمون عنها سابقاً، فلقد كان حالهم حال بقية الشعب العراقي ينتخبون من يوزع البطانيات و من يوصي به شيخ العشيرة، أما الآن فالإنتخاب كان على أفكار و رؤى المرشحين. و هذا التغيير رغم أنه قليل عددياً إلاّ أنه كبير في مفاهيمه، فلقد أثبت بأن الحجج التي كان يتذرع بها الناس بعدم المشاركة في الإنتخابات و منها السلاح المنفلت ما هي إلاّ حجج واهية لقوله سبحانه و تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. محمد: 7).
و هنالك من بدأ يقول بأن هذا العدد القليل من الفائزين في الإنتخابات سوف يكون تأثيرهم قليل أمام الكتل التقليدية و أن القوى التقليدية ستبتلع القوى الجديدة، فإن مثل هذه الأقاويل فإنها لا تصدر إلاّ من القابعين في الظلمة عديمي الإرادة و القرار. و لو أن بقية أهل المدن العراقية فعلوا ما فعله أهل الناصرية لكان التغيير أكبر، و كان سيؤدي إلى إنحسار القوى التقليدية من على المشهد لصالح القوى الجديدة، و كان التغيير سيكون حتمياً لقوله سبحانه و تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 117).