دونما ريب فأنّ الخبر – العنوان اعلاه هو احدث حدثٍ من احداث الساعة , وسيّما في تفاصيله وخلفياته وابعاده التي لم تعرضها وسائل الإعلام على طاولة البحث او في ” فاترينات ” العرض الإعلامي بشكلٍ كافٍ والى حدٍّ كبير .
الموضوعُ هذا مضى على إعلانه ونشره بضعة أيّام , وقد تابعنا في معظم الصحف العربيبة والأجنبية الصادرة بالأنكليزية عن تغطياتٍ ذات العلاقة بشأنه , لكنما لم نجد ما يشفي الغليل .!
اصلُ وجذر الخبر أنّ السيد الرئيس ترامب قد نقلَ الملف الأيراني من وزارة الخارجية الأمريكية الى وكالة المخابرات الأمريكية المركزية والبنتاغون , وعزّز الملف بشكلٍ فوري بتحويل 5000 طائرة ” درون ” بأمرة وتحت تصرّف CIA
ولكنها من الجيل الخامس المتخفية وذات الأصابة الدقيقة الى حد قطر 3 سم , ولها القدرة على ملاحقة الأشخاص ومتابعتهم , وكذلك ضرب الأهداف الحيوية حتى الى عمق 50 متر تحت الأرض , بالأضافة لما تتمتع به من مزايا التشويش على كل انواع الأتصالات , وقدرتها على تفجير الصواريخ الباليستية خلال تهيئتها للأنطلاق .
وإذ ما في اعلاه يمثل الجوانب التقنية والحربية لهذه الطائرات بجانب ما ملفت للنظر من العدد الهائل الذي جرى وضعه تحت تصرف وكالة المخابرات المركزية .
إنّ تفكيك هذا الخبر – العنوان من نواحٍ اعلامية وسياسية , فيعيدنا الى الوراء قليلاً حيث منذ اسبوع ونيف اعلن البيت الأبيض انّ الولايات المتحدة ” تدرس ! ” وضع الحرس الثوري الأيراني في قائمة الرهاب , ثم بعد يومين من ذلك التصريح كان هنالك تصريحٌ بصيغة تلميح من الخارجية الأمريكية بأنّ تنفيذ هذا القرار سيكون في نهاية ” الأسبوع الماضي ” لكنّ شيئاً لم يحصل ! ” بأستثناء تهيئة الطائرات المسيّرة الخاصة ” , كما أنّ الأمريكان لم يعلنوا الغاء قرارهم هذا ” وهوأمر طبيعي ” , وربما هنالك شيئ من التريّث البطيء , ومؤدى كلّ ذلك الى التهديدات الأيرانية العنيفة بوضع القوات الأمريكية في غرب آسيا تحت قائمة الأرهاب ” أي التعرّض لقواعدها وثكناتها ” اذا ما نفذت واشنطن وادخلت الحرس الثوري الأيراني في قائمة الأرهاب . والواقع أنّ كلا القرارين المريكي والأيراني لهما ثقلهما واعتباراتهما الخاصة , كما ليس من المستبعد أن تغدو هذه التصريحات من كلا الجانبين في اطار الحرب النفسية .
ليس من المتوقع أن تبادر الولايات المتحدة في ضرب اهدافٍ في العمق الأيراني , أما القوات او الميليشيات التابعة لأيران في الأراضي السورية فيتكفّل بها الطيران الأسرائيلي كما يجري بين احايينٍ واخريات وفي فتراتٍ متقاربة . والى ذلك فالأنظار والأضواء مسلّطة على الفصائل المسلحة العراقية داخل العراق واحتمال قصفها ومقراتها بطائرات ” درونز ” اذا ما حاولت فعلاً التعرض للقواعد الأمريكية حين يتخذ الرئيس ترامب قراره بهذا الشأن .
يدرك ترامب أنّ فرصته بأعادة انتخابه لمرةٍ ثانية تكاد تغدو معدومة وعليه أن ينجز ما توعّد به من وضع حدٍّ ” على الأقل ” للسياسات الأيرانية في المنطقة , وبالرغم أنّ الأمريكان يدرسون كلّ صغيرةٍ وكبيرة بحساباتٍ دقيقة بين الأفعال وردود الأفعال وما يتبعها وفق مصالحهم الستراتيجية , فأنّ فرصة تهدئة الأجواء وترطيبها ليست معدومة , ويسود الوضع العام حالةٌ من الترقّب الحذر , وقد لا يضحى الوقت طويلاً .!