صناعة الدمى البشرية أصبح في وقتنا هذا سهل جدًا من قبل مصانع الخراب الحزبية التي ملئت البلد نتيجة تطور ادواته بشكل يواكب عملية هدم الأنسان وصولًا لتحطيم معالم العيش السوي.
تعاني المجتمعات العربية بشكل عام حالة من فوضى والكبت النفسي نتيجة ممارسات حكومية خاطئة ساهمت بشكل كبير بوقوع شريحة الشباب بين فكيّ البطالة والخوف من قادم الايام,
اما العراق الذي أُثخن بالفساد فأن حالات الفوضى والكبت قد حطمت جميع المقاييس وأصبح كل شيء فيه خيالي من حيث الضرر لدرجة أنهيار الواقع ,
اليوم يعاني الشاب العراقي من حالة فزع وخوف كبيرين لما قد يحدث له في قوادم الأيام فهو اما أن يدفن مبادئه بتراب الاحزاب أو يصبح منفيٌ من حياة الهدوء والعيش الكريم,
مضافٌ لذلك السعي من قبل جهات متنفذة في حكومة العراق وبرلمانه لأزالة الوظيفة من تفكير الشباب وذلك عن طريق استبعاد المواطنين الذين لاينتمون لأحد او يتفضلون عليهم بفتح باب التعيين لكن بشرط مالي كبير جدًا يقدم لشخوص معينة , انا على ثقة أن شخص المتقدم لو كان يملك ما طلبوه منه أرباب الفساد لما قدم بالاصل للوظيفة,وبالتالي
الذي لايمتلك المال والذي هو بحاجة ماسة للعمل لن يجد غير طريق الانتماء مخرجًا له , فيرغم على خدمتهم رغم اليقين بأشتراك هولاء جميعًا بخراب هذا البلد , فيقدم الشباب المنتمي فرائض الطاعة مرغمين لكي تستمر هذه الحالة لحين حصولهم على عمل في دولتنا العظيمة بفسادها,
لا يمكن بأي حال من أحوال الالقاب أن أدعو التعيين عن طريق الاحزاب بالوظيفة حتى لو كانت ضمن السلك الخاص بموظفي البلد
الالتحاق بالسلك الوظيفي عن طريق الاحزاب يعني ألحاق الارادة الذاتية لشخص الموظف بمسمى جديد أسميه أنا ب ( الرقيق الأنتمائي) وهو مصطلح أُطلقه على شريحة المنتمين والمتملقين للكتل بمختلف مسمياتها, التسمية هي نتاج تطور فكرة الرقيق لدى هذه الشريحة فهي ليست بشكلها القديم والذي يتمثل بالأتجار بالبشر وبيع العبيد وغير ذلك , انما هي حالة حديثة صنعتها المصالح الفردية لكلا الطرفين سوى الحزب او المنتمي , العبودية وفق هذا المصطلح تتمثل بتملك الارادة الخاصة لشخص المنتمي وجعلها رهينة هولاء, كذلك جعل أي مكان ينتقل أليه شخص المنتمي خاضعًا لارادتهم الخاصة دون حتى الالتفات لمصلحة البلد العامة , بالمقابل الدعم اللا محدود الذي يتلقاهُ هذا الشخص وتكن الاحزاب بذلك حققت أمرين هما زيادة عدد افرادها عن طريق ماذكر اعلاه والذي سيجلب بكل تأكيد عدد مُضاعف لكون المنتمي سيجلب اقربائه واصدقائه لكي يجعل لنفسه مكانًا وقرارًا مؤثر داخل اروقة الحزب , كذلك ضمان المكان الذي يعمل به شخص المنتمي بأنه مؤمن بشكل يخدم اي عملية أو مصلحة للحزب.
ازاء ماذكر اعلاه فأن الشاب سيتحول من أداة نافعة مساهمة في بناء الغد , لمعول فاسد يهدم الحاضر وأي محاولة بناء في مستقبلنا المظلم نتيجة الافرازات الحزبية
التي تصل بالبعض لدرجة غسل الدماغ
ليجعلوه يرتدي بعد ذلك ثياب الأنا والمال لكي يستر عورة الضمير,
فالضمير عورةٌ في هذا الوقت.