18 ديسمبر، 2024 6:51 م

تحويل التشيع من مذهب الى قومية…البشر في اتحادات فليتحد الشيعة في اتحاد (او مصير الصرب ويوغسلافيا)

تحويل التشيع من مذهب الى قومية…البشر في اتحادات فليتحد الشيعة في اتحاد (او مصير الصرب ويوغسلافيا)

كانت الغابة اول اتحاد في حياة البشر ثم ظهرت العائلة فالمجموعة فالقبيلة ثم ظهرت القرية فالمدينة ثم الدولة وظهر بعدها الاتحاد كتنظيم يضم اكبر عدد من الناس.
عصرنا هو عصر الاتحادات، الاتحاد المسيحي الاوروبي، الاتحاد السوفيتي، الاتحاد الاميركي، الاتحاد الافريقي، الامم المتحدة ، الاتحاد الدولي للرياضة ، الاتحاد العالمي للصحة ، الاتحاد الاطلسي للجيوش، الاتحاد الالماني ، الاتحاد الروسي ، الاتحاد العراقي (جمهورية اتحادية ديموقراطية)، الاتحاد السويسري، الاتحاد العبري الاسرائيلي ، الاتحاد العربي ( الجامعة العربية)، اتحاد دول اميركا اللاتينية، الاتحاد الكونفشيوسي الصيني، الاتحاد الاماراتي، الاتحاد الاندنوسي، الاتحاد الهندوسي، اتحاد الفرانكفونية، اتحاد الكومنولث.
بقدر وجود اتحادات كتبت لها الحياة فان هناك اتحادات كتب عليها الموت ، الاتحاد الهاشمي  بين العراق والاردن، الاتحاد العربي بين مصر وسوريةالاتحاد الالماني النمساوي، الاتحاد اليوغسلافي، الاتحاد الباكستاني المسلم الذي ولد بنغلاديش، الاتحاد بين الجيكوالسلاف الجيكوسلفاكي، الاتحاد البريطاني،الاتحاد السويدي النرويجي.
ليس هذا بحث حول الاتحاد في حياة البشر ولا اثره عليهم وان كان الاتحاد عموما سلبهم حريتهم وحرمهم من فرديتهم مقابل منافع عامة وحمايتهم من الاخطار المتزايدة التي تهدد الفرد وتدفعه دفعا للدخول ضمن تجمع اكبر.
اعتقادي ان الشيعة جماعة بشرية ذكية تكتيكيا معاقة استراتيجيا، انهم يقلبون الدنيا من اجل توافه الامور فيما ينفضون عند عظائم الامور، خذ مثلا المعركة المجعجة التي خاضها رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري مع ولد صغير مثل حيدر الملا، منذ توليه قيادة التحالف الشيعي الى اليوم لم ينتج ابراهيم الجعفري اي ثمرة ، انه مثال حي على الرجل الباهت الذي يحالفه الحظ دائما ان يكون على راس  قيادة جماعة.
طرح السيد احمد عبد الهادي الطائي ( الجلبي) فكرة تحويل الشيعة الى قومية بصورة عملية من دون ان يدري كما انه بذكاءه الحاد ادرك اهمية بناء اتحاد شيعي فقد دعى الى اتحاد كونفدرالي بين العراق وسورية يجمع المتوسط بالخليج الفارسي ويضم منابع الفراتين وخزاناتهما وكتلة بشرية تعيش ضمن ارث عاصمتي الامويين والعباسيين وكان الطائي هو الذي اوصل الشيعة في العراق الى الحكم وعلمهم فنه  وبنى لهم اتحادا سياسيا للاحتفاظ به هو البيت الشيعي الذي صار لاحقا التحالف الوطني والطائي نفسه هو الذي استطاع تعديل وجهة نظر ايران ازاء نظام الحكم في العراق وفتح الطريق لتحالف بين البلدين وهو في كل هذا مثال حي على الرجل الذكي والحركي والمنجز الذي يفشل في ان يكون على راس جماعة لقيادتها.
تقوم الاتحادات كما هو بائن من نماذجها اعلاه وفقا لروابط دينية او ثقافية او لغوية او اقتصادية او رياضية او عرقية او عسكرية وهي قد تكون نتيجة تحدي ما او حاجة تنظيمية او نتيجة تطور الحياة والاتحادات قد تكون موجهة ضد احد او من اجل خدمة احد.
يواجه الشيعة منذ ظهورهم الى اليوم مشكلة يبدو ان حلها الوحيد والصحي ان يتحولوا من عقيدة دينية او مذهب فقهي الى قومية وهذا ممكن جدا اذا ان القوميات لاتقوم بالحقيقة على عرق واحد محدد فالقومية الالمانية تضم مجموعة اعراق والقومية العربية فيها الاسود والاصفر والابيض ولايوجد اكثر خداعا من التسميات العرقية اذ من المحال وجود عرق صاف ولناخذ العراق مثالا فقد اختلطت فيه حيامن عشرات الاقوام التي جاءت مهاجرة او محتلة ومع ذلك ينظر العراقيون الى انفسهم على انهم شعب من عرق واحد او عرقين ولايعدم في تاريخ البشر (الدين القومية) او( المذهب القومية).
بعد عودتهم الى التاريخ في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين ازدادت المشاكل التي واجهها الشيعة ولانهم في (عمى استراتيجي) دائم لم يعودوا يرون انهم اصبحوا ليس بمواجهة منافس محلي ديني بل اصبحوا بمواجهة العالم باجمعه او لنقل بمواجهة ثلاثة اتحادات هي الاتحاد الاوروبي والاتحاد الاميركي والاتحاد العربي ولايخفى ان هناك منفذات لوضعهم بمواجهة الاتحاد الاسلامي الذي نسينا ذكره.
بدون اتحاد سيلاقي الشيعة مصير الصرب وبدون اتحاد ستلاقي ايران مصير يوغسلافيا هذا مؤكد.
يملك الشيعة مقومات الاتحاد القابل للحياة طويلا وهم في واقعهم ضمن اتحاد لا ارادي فالجمهورية الاسلامية في ايران حددت هويتها دستوريا بانها دولة شيعية والتحالف بين شيعة ايران ولبنان معلن والروابط بين شيعة ايران والعراق باقوى مما يكون وتجاوز حدود الاتحاد الى الانصهار فالقيادات الدينية العراقية في غالبيتها ايرانية والسوق العراقية بلا اي حماية امام السلع الايرانيةوحركة الناس بين البلدين اسهل مايكونوالعطف الشيعي موجود عند جميع الشيعة في اليمن والحجاز وهجر وسورية وتركيا واينما كانوا.
يملك الشيعة نظرية حكم ناضجة لاينافسهم فيها احد فالعالم باجمعه اليوم لايملك نظرية للحكم واذا كان على الديموقراطية فهي الية للحكم وليس نظرية وهي بجوهرها اقرب للفوضى كما ان نتائجها غير معلومة بعد بحكم عمرها القصير الذي لم يجاوز حتى الان اكثر من مئتي سنة ولاندري ان كانت الدول التي تاخذ بهذه الالية ستنهي العمل بها اذا حولت المجتمع الى قطيع بلا روابط اسرية وعرضت امنها القومي السكاني للخطر؟
الى جانب نظرية ولاية الفقيه فان الشيعة لديهم رؤيتهم الاقتصادية ولا نقول نظرية اقتصادية لان ذلك مبالغة وحسب ، وتقديم كتابات السيد الصدر على انها نظرية في الاقتصاد ليس علميا (راجع…فلسفتنا واقتصادنا…كتابان خارج الحياة داخل الايديلوجيا…الشطري طالب كتابات)  ايضا هناك الارضية لاقتصاد قائم على التنظيم الضريبي بحكم تمسك الشيعة بدفع خمس اموالهم للدولة سنويا مع عشرين بالمئة اخرى تقريبا هي الزكاة) يعضد ذلك تناسق اجتماعي وثقافي ووحدة عقيدية تقوم على الاطلاق وافكار رمزية محفزة لخيال الجماعة حول الحق والعدل والحرية.
يمكن ان يكون الاتحاد بين العراق وايران هو نواة الاتحاد الشيعي الذي سينجح بجذب عدة اطراف اخرى اليه كالاردن القلق على هويته واليمن والبحرين واجزاء من الحجاز بعد الانهيار المتوقع للنظام السعودي واجزاء من افغانستان .
قومنة المذهب الشيعي قد تكون هي الحل النهائي للصراع الاسلامي الاسلامي الذي استمر قرونا متطاولة وربما اوقف الصراع العربي الايراني وربما نجح وهذا هو الاهم  في منح قلب العالم الاسلامي دولة قوية متماسكة قابلة للحياة تملا الفراغ الذي يتسبب بغزوات لهذه المنطقة فلو كان مثل هذا الاتحاد موجودا لما نجحت الغزوات المنغولية ولا البريطانية ولا سواها.
يفترض ان يكون الاتحاد الشيعي غير موجه ضد اي جهة ومثلما كانت معاهدة الحديد والفحم نواة للاتحاد الاوروبي يمكن ان تكون معاهدة السياحة الدينية هي النواة لهذا الاتحاد.
ان افكار الحل لمشكلة السلطة في العالم الاسلامي تكاد تكون معدومة تماما وهي تراوح عند حدود القديم الذي لاسبيل الى تطبيقه كالخلافة.
ان هذه الكيبوردية المفككة محاولة لتحفيز الفكر الاسلامي على انتاج افكار قابلة للتطبيق لمساعدة العالم الاسلامي على الخروج مما هو فيه من خراب سلط عليه الامم بسبب معضلة السلطة.