الحركات الدينية والسياسية وماقامت به من ثورات وعلى مدى الدهر تختلف في الكثير من اهدافهاوأيديولوجياتها وطرق تنفيذها لأجنداتها وغيرها من الامور الا انها تشترك في نهاية واحدة تقريبا وهي اما ان تخسر تلك الثورة وتباد وتنتهي وتصبح في ذاكرة الزمان او تنتصر تلك الثورة وتحكم وتتولى القيادة وعندها تكون النتيجة التي اريد ان ابين في هذه المقال وهي نتيجة غريبة طبعا حيث اننا نجد ان اغلب الثوار والمجاهدين تكون نهايتهم اما التربع على سدة الحكم وجني الاموال والبذخ والليالي الحمراء وامتلاك القصور والبيوت الفارهة او يصبحوا تجار مخدرات والامثلة كثيرة جدا في هذا المجال وهذه الحقيقة تكاد تكون من المسلمات ولكن الغريب في الموضوع هو ان تنطبق هذه الحقيقة على الاحزاب الاسلامية وبصورة ادق الاحزاب الاسلامية الشيعية وبصورة اكثر دقة على حزب الدعوة الاسلامية ذلك الحزب الذي منذ تأسيسه في العراق قد تطرزت صفاحته بدماء خيرة شباب العراق ومثقفيه ومراجعه وقد لفت انتباهي تقرير نشرته احدى المواقع الالكترونية وعلى هذا الرابط :
http://www.akdnews.com/news_view_3204.html
حيث يذكر الخبر امورا غريبة جدا قد لاتليق باسم حزب الدعوة الذي تنتمي له هذه الشخصيات وانا هناك ليس في معرض اثبات الخبر او نفيه ولكن إن صح ما ورد في هذا الخبر فإننا نستنتج عدة امور منها :
1. انها نتيجة طبيعية فهذه الشخصيات كانت تتبنى فكرة الثورة والجهاد ومقارعة الظلم في زمان معين وهي وان لم تتمكن من تحقيق اهدافها بنفسها وهي اسقاط النظام الهدامي الملعون الذي اسقطه اسياده الا انها قد وصلت الى سدة الحكم فتكون نهايتها كنهاية الاحزاب التي نوهنا عنها في بداية المقال .
2. ان هذه الشخصيات والتي هي عيانات من الحزب الحاكم وان حاولت التخفي بجلباب الدين والتقوى والزهد في هذه الحياة الدنيا ومنافسة علي بن ابي طالب في تقواه وعدالته الا انها لاتستطيع ان تخفي حقيقتها وانطلاقا من قول الشاعر العربي :
ومهما تكن عند أمرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
3. هذا الخبر هو رسالة واضحة الى المغرر بهم واصحاب العقول الساذجة ان ينتبهوا وان يقطعوا اجازة عقولهم التي اعطوها لها فمن يعتقدون بدينهم ووطنيتهم وتقواهم و..و….و قد بانت حقائقهم .
4. ان هذه الشخصيات وانا اكرر انهم عينات من قيادات الحزب الحاكم لم يكتفوا بتبديد ثروات هذا الشعب المظلوم على دورات وهمية لاتغني ولاتسمن من جوع وانما قاموا بالتعدي على عنوان الحزب الذي ينتمون له وطائفتهم .
5. ان هذه الشخصيات قد استطاعت وفي غفلة من الزمن ان تصل الى سدة الحكم وتتحكم بقدرات وخيرات الشعب العراقي ولكنها مع الاسف قد نسيت كيف كانت تعيش في شظف العيش تتخطفهم الناس وتنظر لهم بالاحتقار.
وبذلك فان هذا التحول الخطير من ثقافة الجهاد والنضال من اجل الحرية وبناء الانسان الرسالي الى ثقافة النكاح والليالي الحمراء في اماكن تنتشر فيها البغاء والتعدي على كرامة الانسان امر خطير جدا يستحق التأمل والتفكر فألى الله المشتكى وعليه المعول .